الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة كوفي عنان انتهاك للسيادة السورية ومالها الفشل

خليل خوري

2012 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


خطة كوفي عنان
انتهاك للسيادة السورية
ومالها الفشل ....

تراهن الحكومة الروسية على خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ,وترى ان تطبيق بنودها من جانب الحكومة السورية والمعارضة وخاصة بند وقف اطلاق النار وسحب الاليات الثقيلة من المدن السورية كفيلة بانهاء دوامة العنف التي تعيشها سوريا منذ اكثر من سنة وبايصال المساعدات الى المواطنين السوريين المتضررين من الصدامات المسلحة بين الطرفين وخلق الاجواء المناسبة لاجراء حوار بناء بين الحكومة والمعارضة يقود الى تحقيق اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية تلبي مطالب الشعب السوري وتضمن مشاركة المعارضة في في صنع القرار السياسي وهو ما دعا اليه اكثر من مرة وزير الخارجية الروسي مع التاكيد بان رفض المعارضة للتدخل الخارجي العسكري لحل الازمة هو شرط اساسي لانجاح الخطة بل ان الجانب الروسي ذهب ابعد من ذلك في دعم خطة عنان حيث اجرى لافروف وغيره من كبار المسئولين الروس سلسلة من اللقاءات مع اطياف المعارضة السورية حاول خلالها اقناعهم بقبول الخطة ولكن محاولاته لم تلاق قبولا من جانب ممثلي المجلس الوطني للمعارضة السورية حيث اعلنوا رفضهم اجراء حوار مع نظام تلطخت ايديه بدماء الشعب السوري فيما ابدى ممثلو المعارضة الداخلية استعدادهم لاجراء حوار مع النظام وصولا الى تسوية سياسية تضع نهاية للازمة السياسية مع تاكيدهم رفضهم الحازم لاي تدخل خارجى عسكري لحل الازمة . وعندما تعثر ت خطة عنان نتيجة عدم تقيد الجماعات المسلحة بقرار وقف اطلاق النار الذي دعا اليه كوفي عنان تخلى لافروف عن دبلوماسيته واعلن ان دولا عربية دون ان يسميها بالاسم تسعى لافشال الخطة عبر امداد الجماعات المسلحة بالسلاح وتقديم المساعدات المالية له. وخلافا للموقف الروسي المتحمس والمساند بقوة لخطة كوفي عنان فقد بدا امين عام الامم المتحدة بان كي مون من خلال التصريحات التي ادلى بها تعليقا على المواجهات الدامية الدائرة في سوريا اقل اهتماما وتجلى ذلك عندما راح يوجه اللوم الى النظام السوري بعدم التزامه بوقف اطلاق النار وبتصعيد اعمال العنف والقمع ضد الاحتجاجات الجماهيرية مؤكدا في تصريح خلا من الموضوعية والحيادية في التعاطي مع الازمة حيث صرح لوسائل الاعلام بعد وصول المراقبين بثلاث ايام وقبل اعداد تقريرهم النصف شهرية حول انتهاكات وقف اطلاق النار بان جيش الاسد وليس كما ينبغي ان يقول الجيش السوري لا زال يتعامل مع الاحتجاجات الجماهيرية بقسوة وباعلى درجة من العنف وبانه يستخدم لاخمادها الدبابات والمدفعية وكان لافتا في مسلسل تصريحاته التى لا يكف بان كي مون عن الادلاء بها منذ اندلاع الازمة السورية تنديدا وشجبا بالممارسات القمعية للنظام السوري وكان لافتا انه في كل هذه المرات لم ينبس ببنت شفة حيال العمليات الارهابية التي ترتكبها الجماعات المسلحة رغم اعتراف وزير الدفاع الاميركي ان عددا من العمليات الارهابية التي استهدفت مناطق ماهولة بالسكان وبنى تحتية ومنشئات مدنية تحمل بصمات تنظيم القاعدة ولقد تجاهل دور هذه الجماعات الارهابية في تعقيد الازمة السورية وتفاقم مظاهر العنف ليبدو الامر وكأن الذي يدور على الساحة السورية هو مجرد مواجهات بين متظاهرين سلميين وبين جيش سوري يتصدى لهم بالسلاح وهو ما لا يمكن ان يصدقه اي انسان عاقل لان اية مظاهرة سلمية لو اراد النظام ان يقمعها فهو قادر ان ينجز هذه المهمة باستخدام القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين وفي اسوأ الحالات يستطيع تفريق اية مظاهرة باطلاق النار من اسلحة خفيفة في الهواء او باتجاه ارجل المتظاهرين واي انسان عاقل لا يمكن ان يصدق ان الجيش السوري قد تحرك بدباباته باتجاه مدينة حمص او ادلب او غيرها من المدن السورية لمجرد ان يوجه نيران دباباته وقذائف مدفعيته للمتظاهرين المسالمين بل تم تحريك هذه القطاعات من الجيش لان الجماعات المسلحة قد احكمت سيطرتها على هذه المدن ولا سبيل لتطهيرها منهم وتوفير الحماية للمدنيين السوريين واعادة سيادة الدولة عليها الا باستخدام الجيش لانجاز هذه المهمة وهو ما يمكن ان تمارسه اية دولة في العالم لو تعرضت مدنها لاجتياح الجماعات الارهابية وخاصة منها تنظيم القاعدة والتنظيمات الاجرامية التابعة لجماعات الاخوان المسلمين ولا احسب ان بان كي مون كان سيلطم خدوده ويشق ثيابه كما يتصرف كلما تعرض بالتعليق والتصريح للازمة السورية لو مارست جماعات مسلحة نفس الدور في احدى المدن الاميركية او الاوروبية او في اية دولة تسير في فلك الامبريالية الاميركية وتصدت لها جيوش هذه الدول بالقوة النارية ؟ من هنا يمكن القول ان النية المبيتة لدى بان كي مون تجاه ما يسمى بخطة كوفي عنان تختلف تماما عن النوايا الروسية فاذا كان الطرف الاخير يستهدف من دعمها انهاء دوامة العنف والتوصل الى تسوية تقود الى اصلاحات سياسية فان بان كي مون لا يستهدف من ورائها الا ان يسجل على النظام السوري انتهاكه للخطة ومن ثم الاعلان عن فشل الخطة وبان لا حل لحماية الشعب السوري من بطش النظام السوري ولاعادة الامن والاستقرار لسوريا الا بالتدخل العسكري الخارجى ولا احسب هنا ايضا ان مستخدم الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي يحمل نوايا مختلفة عن الجهات التي عينته لهذا الغرض حتى لو بدا برزانته وتقتيره باطلاق التصريحات التي تندد بانتهاكات قرار وقف اطلاق النار بانه طرف محايد ولا هدف له سوى تنفيذ الخطة بنجاح فلو كان جادا في انجاحها فلماذا يكتفي بارسال مراقبين الى سوريا لتثبيت وقف اطلاق النار وهل بوسع 30 او حتى الف مراقب ان ينفذوا هذه المهمة في الوقت الذي ينتشر في سوريا الالاف من المسلحين ويمارسون نشاطهم المسلح بالاساليب المتبعة في حرب العصبات ؟ ولماذا كوفي عنان لا يكلف نفسه التوجه الى العاصمة التركية والى السعودية والى مشيخة قطر حتى يلتقي هناك بزعماء هذه الدول وحتى يتم التوصل معهم الى اتفاق للقبول بخطته فهل يستطيع كوفي عنان ان ينفذ خطته بنجاح دون ان تتوقف هذه الدول عن تقديم الدعم للجماعات المسلحة الم يدرك بعد كوفي عنان ان ما تتعرض له سورية هو حرب قطرية سعودية تركية ضدها وبان الامن والاستقرار لن يعود لسوريا الا اذا اوقفت هذه الاطراف حربها ضد سوريا . وما دامت النوايا المبيتة لكوفي عنان لا تختلف عن نوايا سيده بان كي مون وهذا ما سنلمسه في المستقبل القريب عبر سيناريوهات لا تختلف عن سيناريو المراقبين الذين تم ارسالهم للعراق قبل حرب الخليج الثانية بحثا عن اسلحة الدمار الشامل فان خطة عنان ستكون انعكاسا لنواياهم وسيتم توظيفها على نحو يؤدي الى انسحاب القوات السورية من المدن السورية تحت ذريعة تثبيت وقف اطلاق النار وفي نفس الوقت لتسهيل احتلالها من جانب الجماعات الاخوانية المسلحة .. كما قلت في عنوان المقال الخطة انتهاك للسيادة السورية ومالها الفشل ولعل الاجدى والانفع من هذه الخطة هو ان يواصل الجيش السوري عملياته المسلحة ضد الجماعات الارهابية على الاراضي السورية حتى يتم تطهيرها من نبتهم الشيطاني وبان يقوم بموازاة ذلك بتقديم السلاح للقوى الوطنية اللبنانية بكافة اطيافها اليسارية والقومية لتقوم بدورها بمطاردة فلولهم على الساحة اللبنانية التي باتت قاعدة امنة لهم ومنطلقا للتخريب داخل الاراضي السورية وخاصة في مدينة طرابلس التي حولها العميل السعودي سعد الحريري الى قندهار تسيطر عليها الجماعات الاخوانية والتكفيرية المسلحة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطة عنان و إجرام النظام الأسدي
نايــــــــــــــــــــــــــــــــــا ( 2012 / 5 / 4 - 23:36 )
لا بد وأنك من جماعة «إما الأسد أو نحرق البلد» يا أستاذ خليل شيخ!!!0


2 - سيادة؟ هل تعرفون معنى هذه الكلمة؟
نبيل السوري ( 2012 / 5 / 5 - 05:42 )
خليل أسد خوري يخاف على السيادة؟
لو كان أسيادك تعنيهم السيادة بشيء لما أوصلوا البلد لهذا الحضيض، والخير لقدام
أين هي السيادة حين انتهكت إسراائيل عدة مرات قصور سيدك رئيس الأمر الواقع؟ وعين الصاحب؟ ودير الزور؟ وغيرها شي معروف وشي مخفي
وأيضاً حين انتهكت أميركا الحدود وقتلت سوريين
الرد كان بالاحتفاظ بحق الرد وعدم الانجرار وراء مخططات الإمبريالية والصهيونية لمعارك غير مناسبة بالزمان والمكان!؟ وأثبتت الأيام صحة هذه المقولة، فالزمان والمكان للرد محجوزتان للشعب السوري، فالرد عليه فوري وساحق ماحق، والعمل الممنهج على قتل وإذلال أكبر عدد ممكن منه هو الهدف وأساس الحكم لهكذا قطعان من آل الأسد وجرذانهم الذين لا يرف لهم جفن بقتل أي مواطن سوري ويرتعدون كالفئران ويحسبون ألف حساب لمن يتشدقون بمعاداتهم إسرائيل وأميركا ولو مسحا بهم الأرض
ورأينا السيادة أيام الأب حين ارتعدت فرائصه أمام جنرالات تركيا ووقع معهم اتفاقية ذل نسي من خلالها أن سوريا لها سيادة، بل أعطاهم من هذه السيادة الكثير وفقط لحماية منصبه كمالك للمزرعة السورية التي ورّثها لهبل أبو سيادة
أما مع إيران وروسيا فيا محلاها السيادة
كفاك نفاقاً وهراءً


3 - السيد الكاتب
monsef ( 2012 / 5 / 5 - 08:04 )
ورد في مقالتك عبارة اي انسان عاقل يصدق وووو عدة مرات وانا اقولها لك مرة واحدة اي انسان عاقل يقتنع بما كتبته

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط