الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکاساتها؟

نزار جاف

2005 / 1 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العد التنازلي للإنتخابات العراقية قد بدأ ، فيما تتباين وجهات نظر دول المنطقة بصددها لکنها جميعا تتوجس ريبة من إنعکاساتها المستقبلية و لاسيما المتعلقة منها بتحديد الحقوق القومية و العرقية وفق صناديق الاقتراع . وقد تکون ترکيا أولى دول المنطقة خوفا و ريبة و قلقا من الذي ستتمخض عنه الانتخابات العراقية ، خصوصا وهي لازالت تئن تحت وطأة الهم الکوردي الذي لم ولن ينتهي بإلقاء " عبدالله أوجلان" في غياهب سجونها ، بل إنه وعلى العکس تماما من ذلک يبدأ من نقطة إختفاء أوجلان بالذات من الساحة . ولعل البيانات التي تتسرب من سجن" إيمرالي" بين الفينة و الاخرى مذيلة بتوقيع " أوجلان" وتتضمن دعوات سياسية " للتعقل" و " الانتباه" و " الحذر" من " نشوء کيان في شمال العراق مشابه لإسرائيل" هي قمة القلق و التوجس الترکي من مستقبل عراق مابعد الانتخابات . أما ماتفعله بعض الاطراف الترکمانية المحسوبة على ترکيا من إعلان إنسحاب من الانتخابات أو الاعراب عن عدم النية في المشارکة فيها ثم الندم على القرار و الرجوع عنه هو أيضا من الملامح الاخرى الواضحة للوضع النفسي الترکي الصعب سيما بعد أن علمت أن کل مافعلته من أجل عزل کرکوک ضمن دائرة نفوذها قد باء بفشل ذريع خصوصا بعد التلميحات الامريکية القوية المساندة للمطالب الکوردية المعقولة فيما يتعلق بالکورد المرحلين قسرا عنها . أما إيران التي تعتاش على ديمقراطية عرجاء تستند على بساط " ولاية الفقيه" و توجه بمطرقة " الولي الفقيه" فهي ترى في التجربة الحاصلة في العراق إيجابية من حيث أنها ستنصف الشيعة في الجنوب العراقي ، وسلبية لأنها سوف تکون کفيلة ببعث الروح المعنوية في المناطق الکوردية من إيران من خلال إنعکاسات التجربة السياسية الکوردستانية في العراق عليها، لکن ورغم کل ذلک فإن إيران لاترى خيرا يلوح في الافق من وراء التجربة الديمقراطية العراقية وقد تشرع في لعب دور غير إيجابي في العراق بعد إنتهاء الانتخابات و إستتباب الامور . أما الاردن التي تتحدث عن سيادة" الروح الديمقراطية " و مبدأ " دولة المؤسسات" في هيکلية نظامها السياسي فهي تتخوف کثيرا من التجربة الديمقراطية التي تسير الامور فيها أبعد بکثير من الحدود المسموحة بها من قبل القصر الملکي الاردني ! بيد أن الطامة الاکبر هي في سوريا التي تجر خلفها أکثر من مشکلة عويصة ولاسيما المتعلقة منها بحصيلة تدخلاتها الاقليمية في شؤون الدول الاخرى ، ناهيک عن الوضع المزري لحقوق الانسان فيها وإنعدام القيم الديمقراطية الحقيقية کاملا وهي ليست لاترجو خيرا من الانتخابات العراقية المزمع إجرائها قريبا ، وأنما تفضل على ذلک و من قرارة نفسها عودة صدام أو من يماثله ! أما السعودية فالحديث يطول و يطول إذ حدث و لاحرج فيما يتصل بغياب کل الموازين و القيم المتعلقة بالديمقراطية و مبادئ حقوق الانسان لکنها ووفق سياسة " الحديد و النار" تمسک بتلابيب وضعها الداخلي وقد تکون مرتاحة لذهاب شبانها الغيورين على " دينهم " الى العراق و الاستشهاد جنبا الى جنب مدمني القات اليمني بحثا عن الفردوس المفقود في دولهم ! والسعودية لاتکترث إطلاقا برجال الدين الذين يفتون بالجهاد و الشهادة في العراق طالما أن الامر لايعنيهم وکأنهم يعيدون ماکان الجيش العراقي السابق يفعله من إشغال الجنود المساکين بأي شئ شريطة أن لايجلسوا بدون عمل ، متناسين أن العراق إذا صفى أموره " وهو أمر سيحدث حتما " فإن مثل هؤلاء الشبان الغيورين سوف يجدون أخيرا هدفا حقيقيا يستحق الجهاد و الموت في سبيله ، هذا الهدف سوف لن يکون سوى النظام السياسي السائد في بلدهم . وعموما فأن معظم الدول العربية لاتستبشر خيرا بإرساء قيم الديمقراطية و العدالة في العراق و هي " کقنواتها الاعلامية " تفضل سماع أخبار الاشلاء الممزقة لأطفال العراق على أن تسمع أنباء الاقبال على الانتخابات ! وهم " أي الدول العربية" حين يتبجحون بأن هناک إحتلال للعراق فهم يتغافلون على أنهم لازالوا مجرد حروف بائسة أمام الاقلام التي في أيدي الدولة التي تحتل العراق وهي التي تحدد وضع النقاط على تلک الحروف دون سواها .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من