الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى برلمانيي الغفلة ... بلا تحية

ناهدة التميمي

2012 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الى برلمانيي الغفلة .. بلا تحية
قبل ايام نُشر موضوعا عن عائلة محطمة بالكامل , كان الشاب المعاق يرتدي دشداشة نسائية لانه فاقد الاهلية والمقدرة على العناية بنفسه.. والفتاة مشلولة تماما والاخ الاكبر مريض وعاطل عن العمل .. ربما تعطف البعض ...على هذا المعاق بتلك ( الدشداشة النسائية ) لتستر جسده العليل والنحيل , والاخ الاكبر كان باديا انه مريض وبائس ومتعب للغاية ..والاهم من هذا كله هي الفتاة الشابة التي تُركت لمصيرها الاسود دون رعاية او وازع من ضمير .. فهذه الفتاة كيف تقضي حاجاتها الانسانية ,قبل الاكل والشرب .. من يأخذها الى المرافق ومن ينظفها ومن يُحممها ومن يُحفّظّها وقت الدورة الشهرية ومن يبدل حفاظاتها ومن يطبخ لها او يعينها على الاكل ..
كل هذه الاسئلة وغيرها دارت في رأسي وانا ارى صور هذه العائلة المنكوبة والبائسة في وقت يتعالى صوت البرلمانيين صراخا ونشازا وعراكا على المغنائم والمناصب والمكاسب والامتيازات السياسية .
اذ ان جُلّ المعارك الدائرة بين البرلمانيين هي لتثبيت حصصهم من الغنيمة .. فما يعنينا نحن المواطنين من الهجوم على هذا او ذاك او مفوضية الانتخابات او غيرها من الكيانات, وان كان التقويم والتصويب شيء جيد لتحسين الاداء والمسيرة ولكن اليست هذه امتيازات وضعها البرلمانيون لانفسهم وفقا لتعليمات بريمر وكانها رشوة لهم ليسكتوا على الكثير من التخريب والعبث في موارد العراق وشعبه
هل فكر احد البرلمانيين الشرفاء ان يعلوا صوته في المطالبة بتشريع قانون لانصاف مثل هذه الحالات بدل صراع الديكة على الترشيحات والاحتفاظ بالكراسي والامتيازات لانفسهم
اليس الاجدر في مثل هذه الحالة ان يتم تعيين معينات يذهبن لمثل هذه الحالة وبشكل يومي يتناوبن في الرعاية .. لتحميم الفتاة وغسلها وتنظيفها والطبخ لها واطعامها اسوة بكل الدول التي تحترم انسانية شعبها وكرامته
كما ان العناية بمثل هذا الطفل المسكين الذي يرتدي دشداشة نسائية من البؤس وفقدان القدرة على العناية بنفسه اليست هي العمل الصالح كله وهي الصلاح ذاته.
يابرلمانني الصدفة والغفلة لماذا ترتفع عقيرتكم بالصياح على هذا وذاك لان الامر يخص مصالحكم وبقاءكم ومناصبكم ولماذا لم تلتفتوا يوما الى مشاكل الشعب المستعصية .. مثل شحة المياه وتوفير الكهرباء والخدمات ورفع النفايات .. لماذا لم نر فيكم من نادى بقانون يكفل ادمية المعاقين ومن ليس لهم معيل ولم نر منكم من تبنى مشروع التعيين المركزي للخريجين اذ اني اعرف شابا مهندسا وبعد ان يئس من التعيين لمدة ثلاث سنوات اضطر الى العمل شرطي مرور .. وهناك شابة خريجة قانون وزوجها خريج تربية لحد الان وبعد اربع سنوات لم يجدوا وظيفة تاويهم فاضطر الزوج الى تصليح الثلاجات العاطلة ليعيش ..
اين انتم واخص الاطباء منكم واصحاب الضمير من تشريع قانون التامين الصحي ليكفل العلاج المجاني لكل من لايستطيع دفع التكاليف .. واين انتم من النظر في زيادة رواتب المتقاعدين والتي لاتكفي مصرف يوم واحد
واين انتم من مشكلة الاطفال المشردين في الشوارع والارامل المستجديات والايتام .. اليسوا هؤلاء اولى بان تقفوا بصلابة وتطالبوا بتشريعات تكفل حياتهم وانسانيتهم بدل التباطح على المآرب الشخصية والحزبية والكتلية .. ومن التصويت الفارغ على من سيفوز بالمباراة ريال مدريد ام برشلونة .. او من التصويت على اتفاقية حماية قاع المحيطات وكاننا دولة في عمق المحيط
ذات مرة انتقدني احد الاخوة المعلقين الاعزاء لاني قلت سمعتهم في العراق يقولون برلمان السادة والعلويات .. وقال هؤلاء نسبتهم لاتتجاوز الخمسة بالمئة .. والحقيقة هي حتى لو كانت نسبتهم واحد بالمئة فهم الاولى بالدفاع عن حقوق المظلومين والضعفاء لانهم من نسل الرسول الاعظم والمفترض انهم الماشون على طريق ابو تراب سيد البلغاء وامام المتقين والذي كان يستئنس النوم والجلوس والسجود على التراب تزهدا وتعففا وتركا للدنيا , ولايغمض له جفن وهنالك يتيم جائع او فقير معوز .. فاين انتم من كل ذلك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - برلمان الورعين
عدنان عباس ( 2012 / 5 / 5 - 19:42 )
ليس برلمان الساده سيدتي وانما برلمان الورعين المؤمنين اللذين يخافون الله وذهب كل واحد منهم للحج مثنى وثلاث
تصوري ان المتهم بقضايا ارهاب وقتل مواطنين ابرياء وكان رئيس لحزب اسلامي وهو الهاشمي قد حج في اخر زياره له للسعوديه


2 - كلمة حق
ندى فاضل ( 2012 / 5 / 5 - 23:35 )
الاستاذة المحترمة
شكرا لكل كلمة نطقت فيها بحق وبالاخص عن هذه الشريحة المظلومة المعاقين والتي لا تجد احدا من يقف الى جانبها او يرفع عنها ولو جزء بسيط من المعاناة التي يعيشونها كل يوم.لقد طفح الكيل والمشكلة لا احد يسمع او يتألم كانسان وكان قلوب العراقيين اصبحت متحجرة .لا ادري لمن نخاطب و كيف نخرج من هذا المازق التي نحن فيه فليس هناك من امل يلوح في القريب الذي نعيش ولا يوجد لحد الان من استطاع ان يجد الحلول لمثل هذه المشاكل ولو جزء بسيط جدا منها للشرائح المعدمة. والمشكلة جميع الناس صامتين وكانهم في غيبوبة سواء من الجهلاء والاميين مما لا حول لهم ولا قوة او من المثقفين أواللذين يحسبون انفسهم على الثقافة,لانهم وببساطة لا احد يحس حقيقة بالانتماء لهذا الوطن ليعمل من اجله ويدافع عن ارضه وناسه الا ما ندر ومثل هولاء معزولين عن مجتمع يبحث عن اقصر الطرق واقذرها للاغتناء , بلد اصبحت فيه الاخلاق عملة نادرة.اسال نفسي مرات ومرات لماذا تغيرت اخلاق الكثيرين؟اليس من قام على تربيتهم هم اولئك القدامى الطيبيين البسطاء ممن زرع فيهم الشجاعة وعدم السكوت عن الحق وحب الوطن؟اين الخلل؟في الناس ام الحكام؟

اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة