الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام ودفاتر التحملات

حميد المصباحي

2012 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الإعلام ودفاتر التحملات
:
في الدول العريقة ديمقراطيا,هناك وسيلتين للتعامل مع الإعلام,فهناك التنافس الديمقراطي,الذي بمقتضاه,يكون للحزب الفائز أو التحالف الحكومي,حق تنفيذ مشاريعه,وفق التوافقات التي تتوصل إليها احزاب المتحالفة والمشكلة للأغلبية النيابية,فتعرضها على النواب,موضحة وشارحة,ومناقشة في الوقت ذاته,وفي الاخير يتم الإحتكام إلى التصويت,على البرنامج في كليته,وبهذه المصادقة,يكون تنفيذ البرنامج ملزما للكل,ويغدو مشروعا وطنيا,ينظبط له كل الموظفين بمن فيهم معارضيه,وإلا سيعترض المواطنون على القوانين التي يقبلون بها,وربما نواب في المعارضة أو المؤسسات العامة,وهذا ما يحدث إلا في المغرب,وهناك طريقة أخرى,بحيث يعتبر الإعلام لحساسيته,مجال رهانات وتقاطبات,بحيث يتفق الجميع,على ثوابت عامة,ينبغي عدم تجاوزها,تشكل ما يشبه هوية المجتمعات,أو بما يعرف بالمكون الاساسي للشخصية الوطنية,من ضمنها اللغة,والعلمانية,وحتى عدم المس بالاعراق,كما تبدع وسائل أخرى لتطوير ومراقبة مدى التزام الإعم الرسمي بهذه الثوابت,دون مزايدات أو تحرشات سياسية,أما في المغرب,فهناك ثابت وحيد متفق حوله,لاأحد ينكره,وهو رداءة المنتوج الإعلامي التلفزي المغربي,شكلا ومضمونا,ورهانه على المشاهدة لما يعتبر ترويجا لمشاكل الإنسان المغربي البسيط,ليسخر من نفسه,ويدرك المشاهدون والداعون للحداثة بعد المجتمع المغربي عن الحضارات الإنسانية زمنا ضوئيا,مما يولد لدى المتعلمين والمثقفين يأسا وإحباطا لتغيير العقليات المغربية,تلك التي زالت تعترض على تسجيل أبنائها في دفتر الحالة المدنية,والمتنكرين لأبنائهم والمتزوجين بدون عقود زواج,مع العلم أن مثل هذه القضايا ينبغي أن تعرض في المحاكم,لا على الإعم مباشرة,ليظهر في اخير مسؤولو قنواتنا محاجين مدافعين عن سلعة بارت,معتقدين أنهم يدافعون عن التعدد والهوية المنفتحة واستقلالية الإعلام,وينحاز إليهم بعض الحداثيين نكاية بالعدالة والتنمية,لافتعال معارضة حولت موظفين إلى ساسة لم يحسنوا الدفاع عن الإعلام المغربي مهنيا,وليس بالتصريحات التي اعتبرتها بعض الأصوات المعارضة بطولات,باختصار,للحكومة حق ترشيد نفقات مؤسسات الدولة وحتى تطهيرها ممن لا يستحقون العمل بها,كما أن إعلامنا عليه الإلتزام بدفاتر التحملات المتفق حولها,وإلا بد من عرضها على التصويت ليقول فيها ممثلوا الشعب كلمتهم الأخيرة,وكيفما كانت النتائج على المعارضة,أن تسعى لاكتساب أغلبية مستقبلا وتأتي بدفتر تحملات جديدة ولما لا حتى بوجوه حديدة لقيادة سفينة إعلامنا السمعي البصري,وإلى ذلك الحين,لا بد من إعادة النظر في منطق التعيينات في مجال السمعي البصري لتفتح فيه مباريات يتبارى حولها الحرفيون ويتنافسون خولها لنعرف الغث من السمين,ولا يظل هذا المجال محتكرا من طرف قلة تعتبر نفسها الوحيدة المؤهلة للعمل في مثل هذه القطاعات الحيوية.
باختصار ,إن المعارضة الحقيقية,ليست تلك التي تبحث عن الفرص لتتفيه ممارسات الحكومة,وكل إجراءات تفعيل القوانين,أو تنزيلها,بناء على أن كل ما يصدر عن الخصوم فهو باطل,وموضوع نقد وتحامل,مهما كانت طبيعة هذا الخصم,بل المعارضة,هي تلك التي لها مشروعها,تدعم ما يقترب منه,وتفند ما يتعارض معه,من أية جهة صدر,حتى لا تصاب بالتيه السياسي,وتنهك ذاتها في صراعات هامشية,من قبيل الدفاع عن استقلالية الإعلام,وهي تدرك أكثر من غيرها,أنه لم يكن يوما مستقلا,دون أ، تكلف نفسها طرح السؤال المحرج,مستقل عمن؟
عن الأحزاب السياسية أم الحكم,فالإستقلالية نفسها مفهوم هلامي,في مثل هاته الحالات,التي يكون فيها النقاش شاردا,وإن حسم الأمر,فإن كل حزب سياسي يطمع لأن ينال نصيبه من الحضور في المجال الإعلامي,أما التطرق لأنشطة الحكومة بأغلبيتها فلا ضير منه,لأن الحكومة صارت حكومة لكل المغاربة,وليست حكومة العدالة والتنمية,كما أن مظاهر الخطاب الديني كانت حاضرة في الإعلام المغربي,منذ الإستقلال وحتى الآن,وبصراحة,على أحزاب المغرب أن تؤسس قنواتها الإعلامية لتدافع عن إيديولوجيتها كما تشاء.
حميد المصباجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟


.. احتراق ناقلة جند إسرائيلية بعد استهدافها من المقاومة الفلسطي




.. بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.. بزشكيان يتقدم على منافسه جليل


.. بايدن في مقابلة مع ABC: كنت مرهقاً جداً يوم المناظرة والخطأ




.. اتصالات دولية لتخفيف حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ومخاو