الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المصريون .. لا تخذلوا بلادكم ، واعبروا المحن بسلام .. ( ردا على تخرصات الثقافة العربية المستهينة بالمواطن المصري )

حامد حمودي عباس

2012 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تحرك خيالي مسرعا الى حيث كنت وبشكل مدمن ، أود زيارة أرض الكنانة ولو لشهر واحد ، شهر واحد فقط ضننت بانه سيكفيني لمعايشة كل مفاصل الحياة في بلاد طالما أخذتني الى آفاق ساحرة ، بلاد تعيد الى الروح كينوناتها الطبيعية المجردة من الشوائب ..
تخيلت مع انتظار المصريين لشم النسيم ، بأنني سأكون معهم ، ولكن سأتحرك وفق طقوسي الخاصه ، طقوس سأقلب من خلالها هرم الحياة الحقيقية التي اسمع عنها الان ، وقلبي يقطر دما لكونها قد تخذل تجسيد عقلي الباطن لمصر وشوارعها وحاراتها ، وما فيها من حانات ومقاهي ودور للثقافه .. مصرفي مخيلتي هي تلك الجموع التي تزحف وعلى مدى النهار والليل ، مغطية كل المساحات المتاحة لتصنع رغيفا وتطعم نفسها رغم كل الصعاب ..مصر وجدتها مكافحة أينما حل بي ترحالي الطويل على أرض الله ، فحيث ما حللت ، أجد مصريا يجاهد ويكد ويشقى .. واسمع صوته ينادي عبر الهاتف العمومي مناديا أمه أو اخته او زوجته ليعدها بالخير ، ويوصيها بالصبر والانتضار ، انهم جحافل من رافضي ذل السؤال في بلدهم ، غير ان ذل ذوي القربى من قومهم وابناء عمومتهم كان أشد وأمضى .. المصريون هم صفعة تنثر الخزي على وجوه اولئك المتنعمين في بلدان يرتبط قدرها بقدر ما تخزنه اراضيهم من نفط ، دون ان يكون لأحد منهم دراية بذلك .. وهم سبة تطال حكوماتهم ( الوطنية ) التي تعاقبت على سلب بلادهم ونهب خيراتها ، لتترك شعبها ممثلا بخيرة شبابه ، يساهم في تنمية بلدان اخرى ...
مصر ، وان كانت قد اعطت محيطها فهما قوميا استخدمه الدخلاء على الفكر والسياسة ، كسبيل لبلوغ اهداف غير سوية ، أدت الى إحداث حالات الانكسار في اكثر من بلد عربي ، غير أنها بقيت قطبا لرحى الفعل وعلى كل المستويات ، وهي رغم حالات الإستبدال في المواقع مع بقية اجزاء الوطن العربي ، لم تستطع دولة من دول ذلك الوطن ، أن تتحرك وبذات السعة والعمق وبذات التأثير لمصر في المنطقه ..
الشعب المصري هو انصع عنوان للكفاح البشري من أجل البقاء ، والمصريين هم من رسم لوحة تتحرك على صفحتها أروع ملاحم التفاني من أجل الحصول على لقمة العيش .. انهم وبحق ، يمثلون جميع ألوان طيف العمل للملايين من الكادحين في العالم اجمع .. ومن يكابر ويدفع بسمعة المصريين نحو ما يشتهيه من حال قد تبدو تحت خطوط الكرامة المهينة في حياة تجار الثراء الكاذب ، فهو واهم يحتال على نفسه ولا يقدر قيمتها كما هي .
في كل بلدان المعمورة تجد للمصريين أثر .. وعند جميع سواحل بحار الدنيا هناك لأقدامهم بصمه .. في كل طوبة بناء ، وجذور شتلة مثمرة ، وورشة عمل منتج ، لابد وللمصريين من وجود .. انهم القطارات التي تنفض ملايين البشر وتوزعهم على المساحات الخضراء ، وعلى ضفاف الترع والقرى البعيده ، وهم عيون الابتكار لايجاد سبل العيش مهما صعبت الوسائل ومهما تعددت المسالك .. وليس من عربي ولا أعجمي الا ولديه قصة عن بسالة مصري في تنفيذ عمل يتعلق بتنمية بلاده أو إعمار بيته .
ان شعبا كشعب مصر ، بما فيه وله من امكانات لا تضاهى تستحق ان تكون عناوين بارزة للصبر والمطاولة الباسلة في تحدي الصعاب ، لجدير بأن يتخطى حدود دائرة التسقيط ، تلك الدائرة الملعونة ، والتي رسمها البترولار بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، وبعون منقطع النظير من جانب أثرياء الخليج .. ولابد لمصر ، وبحق ، أن تعبر أجواء خارطة المحنة ، كي تنعم بثرواتها ، وتبعد عنها وعن شعبها شرور العودة القهقرى باتجاه معالم الفقر وتحمل ذل ابناء العم .
لتبقى مصر تاجا براقا للعرب جميعا ، رغم ما يحاك ضدها من مؤامرات رخيصة ، ابطالها أكلة جرابيع الصحراء ومن منحتهم الطبيعة ثراء مكتسبا ليس لهم فضل فيه .. ولتندحر جميع قوى الردة والرجعية حاملة النوايا السيئة للمحروسه .. وليبقى شعب مصر منبعا لولادة الشعر والفن والسياسة وعلوم اللغة والمنطق ، وكل ما من شأنه ان يمنح النفس أنس العيش مع درر العطاء الانساني النبيل .. ولتكن نار الفتنة بردا وسلاما عليها الى أن يعمرها الأمن والأمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم والف نعم ، هذا هو الشعب المصري الأصيل
الحكيم البابلي ( 2012 / 5 / 6 - 21:55 )
عزيزي وأخي وصديقي حامد حمودي عباس
أؤيد كل كلمة وحرف وفكرة جاء في مقالك الجميل الحقيقي المعاني
ومن الصعوبة بمكان أحياناً أن نُضيف على بعض المقالات المتكاملة ، نعم ... مصر وأبناء مصر تجدهم في كل الدنيا وهم عنوان العمل والكفاح ولا يستنكفون من أي عمل حياتي يضع ثمرة حياتهم اليومية في شريان وأعصاب تواجدهم الجميل
ومع كل أنواع كفاحهم وشقائهم ومعاناتهم تجدهم دائماً مبتسمين وشاكرين ومغنين ومبدعين وفنانين حتى في طريقة نكاتهم وسخريتهم العميقة الناقدة من كل السيئات التي تسير معهم دائماً في خط بياني لا يقبل أن يُفارقهم
تحية إكبار وإعتزاز ومحبة ، وسلام مُربع للشعب المصري الشقيق
وتحية لك أيها المُبدع حامد حمودي ، مع أنغام من مزيكة فرقة حسب الله
محبتي للجميع


2 - الشعوب المكافحة لا تخسر ابدا!ع
علاء الصفار ( 2012 / 6 / 22 - 19:40 )
اجمل التحية السيد الكاتب
انه الانحياز الجميل الى القوة المعطاء للسواعد السمر الواعدة الدئوبة انها دقات مطرقة العمل الثوري التي تصنع الخيرات. ان الشعب بانتفاضه الجميل عرى سفالة القادات من المحيط الى الخليج ان الشعب المصري الكادح هو الان سيد الساحة و الوجه الناصع فلا البترول ولا الدولار .الان يصمد هذا جيش العمال الثائر, لقد اعطى الشعب المصري الكثير وصمد وسكت وانتظر واليوم يصرخ في وجه الجلادي ويقول للصبر حدود. اما السلفية الوهابية وقزمها حمد ال ثاني اوكسيد التخلف والغباء فمصيره ليس افضل من صدام والقذافي, الغبي لا يعرف من يناطح انها ارض الكنانة وارض الحضارة العريقة والفن و الجمال والكفاح والنضال والسينما والغناء.رقيع البداوة والخيانة تصور سينجح كما نجحوا في العراق و البحرين,انها البداية لتشب النار في هشيم الرجعية السلفية الوهابي من المحيط الى الخليج, لاجتثاث التخلف والخيانة والنذالة, فالشعب العامل المكافح الدؤوب انفلت من عقال الصمت والتحمل يجنح لخبز معجون بالحري والكرامة, ولذا خاف ملك العهر السلفي وبكى الرعديد الصهيوني وقلق الغرب الراسمال و بال اوباما في البيت الاسود الامبريالي الامريكي!ع

اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش