الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السورييون من جمال السفّاح إلى بشار الجزّار

بدرالدين حسن قربي

2012 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



شهدت ســاحتا الشهداء في دمشق وبيروت، إعدام مامجموعه اثنين وثلاثين رجلاً من أحرار الرأي والكلمة في عام 1915 وفي 6 أيار من عام 1916. ومن ثم بات هذا التاريخ يوماً للشهداء جميعاً احتفاءً بهم كل عام، وأُطلق بمناسبته لقب السفّاح على جمال باشا والي الشام، فكان له لقب، وعلى اسمه غلب.
وتتجدد قصة السوريين الثائرين لحريتهم وكرامتهم من أيام جمال السفّاح حيث كانوا بعشرات الشهداء، إلى عهد الأسد الأب وسنينه الثلاثين حيث زاد عددهم على عشرات الآلاف قتلاً وتصفية، ومثلهم منفييون في الأرض، وأمثال أمثالهم من الأبناء والأحفاد. ومنه إلى عهد الابن وريث الجمهورية والعهد، وقد دخلت انتفاضة السوريين شهرها الرابع عشر حيث تجاوز ماهو موثّق الأربعة عشر ألف شهيد، وعشرات الآلاف من المعتقلين، ومثلهم من المفقودين وقرابة مئة ألف من المشردين في سوريا وفي دول الجوار.
ورغم أن المظاهرات والاحتجاجات بدأت بالآحاد، فإن النظام بغبائه وحقده وغروره وتألهه زاد في عددها. ومن ثم فهي في زيادة أسبوعية، حتى أصبحت بالمئات على عكس ظنونه الخائبة، ولا أدل على ذلك من أن الجمعة الماضية بلغ عدد نقاط التظاهر قرابة سبعمائة مظاهرة. والأهم، هو أن السورييون وهم يواجهون بصدور عارية القمع والقتل وسفك الدماء على مدار الساعة من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري وشبيحة النظام تحت مبررات كثيرة واهية ومفبركة تتغير من يوم إلى يوم في ظل نارٍ لحكم متأله فاشي ودموي، باتوا معه يذكرون بالخير أيام جمال باشا السفّاح الذي يبدو صعلوكاً لايستحق الذكر أمام الجزّار القاتل لشعبه بالآلاف، والمحاصر لمدنه وأحيائه ومانع الطعام عنها والماء والدواء.
وعليه، فلئن جعل الوالي السفاح من ساحتين في دمشق وبيروت مسرحاً لتصفية اثنين وثلاثين سورياً، فإن النظام السوري أراد للوطن بكل مدنه وقراه بما فيها مدينة دمشق العاصمة وريفها أن يكون ساحةً لتصفية معارضيه المطالبين بالحرية والكرامة، وقتل المتظاهرين المسالمين منهم، مما جعلهم يهتفون برحيله وسقوطه وعدم القبول باستمراره على أية حال. ولئن كان السادس من أيار يوماً أسود في تاريخ الوالي الباشا العثماني، فهو في عصر الأسد الأب والابن عهد أسود ملطخ بالعار والجريمة، وموسوم بكل ماهو ضد الإنسانية من جرائم، وهو يسفك دماء شعبه أحراراً وحرائر وأطفالاً، ويرتكب من المجازر مئات أضعاف مافعله السفّاح الباشا.
إن تضحيات السوريين واستمرار ثورتهم ستُنطق من به خرس، وستُسمع من به صمم، وسيراها حتى العمي وإن متأخرين. ولسوف تُشهد العالمين أن بشار الأسد بما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، هو هولاكو العصر وسفّاحه وجزّاره.
الرحمة والرضوان لمن قدّموا ويقدمون أرواحهم قرابين من أجل حرية سليبة، وكرامة مستباحة على امتداد سورية الوطن، في كل مدنها وبلداتها وريفها وقراها، والمجد والعزّ لكل سوري شريف يحمل بين خافقيه شعلة الحرية والكرامة تتوقّد من دمه ودم أهله وأحبائه ناراً تُلهب قلوب المستبدين والجلادين واللصوص والنهابين، وتحرق كراسيهم وتهز الأرض من تحت أرجلهم، ونداء الجميع رفضاً للذل والخنوع ولقيم القمع والقهر والفساد من السفّاكين والمجرمين من المقامرين بأرواح الناس وسرّاق لقمة عيشهم: اللي بيقتل شعبه خاين، والشعب السوري مابينذل، وأنه يريد إسقاط النظام. وعقيدة الجميع أن صبح السوريين قريب، وفجرهم آت، وشمسهم حارقة، وأن الطغاة والجزارين مصيرهم إلى زوال، وما أمر القذافي عن بشار الأسد وشبيحته ومؤيدوه ببعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها