الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في طبيعة الأزمات السياسية بالعراق

محمد الياسين

2012 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من مُسلمات أمور العملية السياسية أن قادتها لم يتخطوا الأزمات ولن يتخطوها ، لاسيما وأن بعض المعنيين بشأن العملية السياسية والمقربين منها والمنخرطين فيها يصرون دوماً على تكرار قول أن قادة العملية " يعتاشون "على الأزمات ، وتأكيدهم على أن رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي يُعد نموذجاً لأولئك القادة .
الملاحظ في النهج المتبع من قبل القادة الحاليين في حال إندلاع أزمة سياسية والتي غالباً تكون أبعادها خارجية أتباعهم لمبدأ تعليق الأزمات بدلاً عن تصفيرها ، كما يُفترض في بعض المسائل حفاظاً على المصلحة الوطنية ، ما يؤدي بتفجير سلسلة أزمات في آن واحد كلما مررنا بأزمة جديدة ، حل مصطلح ترحيل الآزمات محل تصفير الازمات وسياسة عبور مرحلة محل سياسة تثبيت دعائم مكتسبات المرحلة ، أصبحت قواعد أساسية في طبيعة المشهد السياسي وحالة سلوكية أعتاد عليها القادة .
بمعنى أن جوهر الأزمة الحقيقي في كل أزمة هو سلسلة أزمات تراكمية أخذت طابع الازمة الواحدة ، تعليق الأزمات عوضاً عن تصفيرها نهجاً سياسياً نهجهُ قادة الصراع تنافساً من أجل الفوز بإدارة الأزمة كأقوياء ومواجهة الخصوم كضعفاء وفق سياسية " مطرقة وسندان " يُلوح بها تارة ويُضرب بها تارة أخرى أن أقتضى الأمر ذلك ،" المالكي نموذجاً مع خصومه " في الامساك بملفات فساد ضدهم يلوح بها بين الحين والاخر كأداة حسم معركة سياسية ، و بنسب متفاوتة تحتفظ أطراف الأزمة بأدوات ضاغطه يلوحون بها كلما إشتدت الأمور وعصفت بهم ، مع الأخذ بعين الإعتبار بوصلة الإرادات الخارجية المؤثرة في حسم الأمور .
يتأمل بعض الساسة والمتفائلون بحل الأزمة الراهنة بمجرد إنعقاد المؤتمر الذي دعي إليه من قبل أطراف الأزمة السياسية ، عبر تفعيل بنواد إتفاقية أربيل المزعومة! ، رغم أن بعض الساسة المطلعين على مقررات إجتماع أربيل أكدوا في أكثر من مناسبة بجلسات خاصة على عدم وجود أي إتفاق حقيقي " مُوقع " بين القادة السياسيين كما روج في الاعلام ، سوى الاتفاق في حينها على فقرتين أساسيتين ،الاولى منها الموافقة على ترأس المالكي للحكومة وإصراره على ذلك بعدم الذهاب لاربيل قبل إبلاغه بموافقة الاطراف الرئيسية على ترأسه للحكومة ، والفقرة الثانية تتعلق بتقاسم المناصب والوزارات بين الكتل السياسية .أما بخصوص الورقة المقدمة من قبل التحالف الكردستاني والمدرج فيها تسعة عشر فقرة وغيرها ، لم يتم التوقيع عليها رسميا بين القادة السياسيين . "حسبما أفادت مصادر برلمانية مطلعة بذلك".
لذا من المتوقع أن المؤتمر المزمع عقده لن يأتي بعصا سحرية أو يقدم مفاتيح حلول حقيقية لتذويب الازمات السياسية ، وأنما يتوقع منه تعليق للأزمة الحالية وترحيل آخر لمرحلة قادمة لا محال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراق الديمقراطي في تقدم
محمد ضياء عيسى العقابي ( 2012 / 5 / 8 - 20:00 )
التحليل غير عميق. لقد ركز على التكتيك المتمثل بتأجيل الأزمات وعدم تصفيرها. بينما هي في واقع الحال تصفر ولكن وفق تكتيك -التأجيل ريثما تختمر ويحين موعد حلها- أي إنها تصفّر تباعاً وفي الأوقات المناسبة للعملية السياسية بحيث لا تؤدي إلى إنفراطها. أغفل التحليل ستراتيج بناء العراق الجديد الديمقراطي. بتظافر هذين العاملين الستراتيج والتكتيك حقق العراق تقدماً كبيراً قياساً إلى بحار من المشاكل المتراكمة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة على أقل تقدير، مضافاً إليها دور الأمريكيين ودور دول الجوار وكلها سلبية كلاً أو جزءاً. إن لم يكن الأمر كذلك، فكيف تم قصم ظهر الإرهاب، وكيف تم إخراج لقوات الإحتلال الأجنبية وإستعادة السيادة كاملة غير منقوصة، وكيف تمت المحافظة على ثروات العراق البترولية، وكيف إرتفع معدل الدخل الشهري للفرد العراقي من ربع دولار إلى (300) دولاراً؟ وكيف إرتفع حجم الطلب التقديري على الكهرباء من (5000) ميكاواط إلى (17500) ميكاواط وهو مؤشر على مدى التقدم الحاصل في مجالات الحياة المختلفة؟ وكيف تم عقد القمة العربية في بغداد وترؤس العراق الدورة الحالية للجامعة العربية؟
يتبع القسم الثاني


2 - تتمة التعليق
محمد ضياء عيسى العقابي ( 2012 / 5 / 8 - 21:43 )
القسم الثاني:

لقد أغفل التحليل جوهر -الأزمة- السياسية في العراق. في الحقيقة أنا أشك بوجود أزمة أصلاً بل أعتقد أن هناك صراع طبقي طبيعي بين شريحة طغموية عالية وشريحة شعبية فقيرة يقودها خليط من فقراء ومن برجوازيين صغار ومتوسطين وهو صراع أشد ضراوة من الإعتيادي في مجتمع يسير بإتجاه الديمقراطية وهناك من يحاول وقف المسيرة وضربها لأنها تضر بمصالحه التي إعتاد عليها عندما كان يقف على رأس نظام طغموي شمولي جعل ثروة البلد ملك يديه يعبث بها كما يشاء دون حسيب أو رقيب..

يتبع القسم الثالث


3 - تتمة التعليق
محمد ضياء عيسى العقابي ( 2012 / 5 / 8 - 21:47 )
القسم الثالث والأخير:

. لذا فالصراع الدائر منذ سقوط النظام البعثي الطغموي (والذي لاح ويلوح للبعض بكونه أزمة: مرة بين طوائف ومرة بين أحزاب ومرة بين أشخاص ومرة بين كيانات ومرة بين قوميات ومرة بين أديان... إلخ) هو صراع طبقي بإمتياز. صار للطغمويين أذرع سياسية، رسمية وغير رسمية، خارج وداخل العملية السياسية إتجهت نحو التخريب، وصارت لهم أذرع إرهابية تحالفت مع التكفيريين الإرهابيين وكلهم يخدمون في التحليل الأخير مشروعاً معادياً للديمقراطية مهما أعطوه من لبوس أخرى. إن الصراع كان وما يزال يتمثل بإصرار الطغمويين أنصار العهود الطغموية المندثرة وخاصة البعثي منها - إصرارهم على إستعادة سلطتهم المفقودة، وكل ماخلا ذلك فأمور ثانوية وتفصيلية وبعضها تضليلية مقصودة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• للإطلاع على مفاهيم -الطغمويون والنظم الطغموية- و -الطائفية- و -الوطنية- برجاء مراجعة الرابط التالي:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181

اخر الافلام

.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب


.. أحمد الحيلة: قرار الجنائية الدولية بحق إسرائيل سيحرج الدول ا




.. في ظل تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية.. مجلس الأمن يعقد جلسة