الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرادة الأسري في وجه عنجهية السجان

موسى سرحان

2012 / 5 / 7
القضية الفلسطينية


تتبع الأنظمة الاستعمارية اسلوب وطريقة أسر قادة وناشطي الشعب الخاضع لاحتلالهم بهدف تقويض مقومات الشعب البشرية وتقطيع أوصاله باعتبار أن الأسري من وجهه نظر المحتل هم الأكثر تأثيراً وفعالية في الساحة . ونفس النهج تسمد حكومة الاحتلال الاسرائيلي طريقة تعاطيها معنا كفلسطينيين خاضعين تحت احتلالها منذ العام 1948 باعتبار ان الحكومة الاسرائيلية جاءت لتكمل نفس أسلوب ممارسات الانتداب البريطاني التي كان يمارسها مع أهلنا الخاضعين لاحتلاله منذ انتهاء الحرب العالمية الأولي لا سيما تطبيق اسلوب الاعتقال الاداري ، حيث يتم احتجاز الاسير داخل المعتقل دون توجيه تهم ضده .وهذا ما تمارسه إدارة السجون الاسرائيلية مع معتقلينا ضاربة بعرض الحائط الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بالأسرى ، حيث يتم إخضاع الأسير لفترة ستة شهور في بداية الامر دون توجيه لائحة اتهام ضده ، وبعد ذلك يتم تجديد مده اعتقاله بشكل تلقائي بمجرد انتهائها ، وقد تستمر عملية التجديد لعده سنوات وهذا ما يحدث مع جزء ليس بالقليل من الأسري والذي تهدف من خلاله ادارة السجون إلي كسر عزيمة وارادة أسرانا القابعين داخل سجون تمارس بحقهم أبشع أساليب القمع والتنكيل ابتداءً بمنعهم من اكمال الدراسة الثانوية ، مروراً بمنعهم من الدراسة الجامعية انتهاءً بالعزل الانفرادي والذي يجعل الزنزانة بالنسبة للأسير كل حياته ، لكنها لا يمكن أن تكون نهاية لحدود أحلامه بوطن يزهر من بحره إلي نهره يعيش جميع ساكنيه بمساورة دون تفرق علي أساس عرقي أو ديني ، حيث تكمن أهداف إدارات السجون وراء العزل الانفرادي إبعاد قادة ورموز الحركة الأسري عن باقي اخوانهم ورفاقهم ومن جهة أخري تعتقد أن بالعزل الانفرادي يمكن إسكان عدد من الأمراض والأوبئة بداخل أجسادهم نتيجة لعدم تعرضهم لأشعة الشمس وعدم استنشاقهم للهواء بكمية كافية . لكن تجارب الحياة تثبت أن ارادة الأبطال يمكن أن يكون لها رأي مختلف بدليل أن القائد الأممي نيلسون مانديلا يزيد عمره الان عن التسعين عاما قضي ما يقارب ثلثها داخل العزل الانفرادي ، والذي كان يزداد صلابة وتماسكاً يوما بعد يوم ، حيث أراد احتلال الفصل العنصري أن يجعلوا من زنزانته قبرا له ، إلا أن إرادته كان لها الكلمة العليا في هذا الموقف ،والتي جعلت من القبو جنة استطاع من داخله أن يتحدى سجانة ، رافضاً تقدم تنازلات سياسية مقابل الإفراج عنه ، حتي بعد قضاء ما يزيد عن عشرين عاما بشكل متواصل ، وهنا بدُ من تذكر كلماته التي نقشها في جوف صدور الثوار في كل العالم عندما قال ( إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها ) بعد قضاء ما يزيد عن العقدين من الزمن داخل المكان الذي أرادوا أن يجعلوا منه له قبراً ، أكد حينها نيلسون مانديلا وبكل تحدي لعنجهية السجان بأنه علي استعداد لإعاده الكره مرتا أخرى . وبنفس العزيمة والارادة والتمرد علي الظلم والطغيان ، وبإرادة المطوقين لفجر لا بدُ من بزوغه مهما طال انتظاره . يسجل أسرانا كل يوم آيات في التحدي لسلاسل السجان ، واليوم يَحِمل 12 أسير أرواحهم علي أكفهم بعد إضرابهم عن الطعام لأكثر من 70 يوم . هؤلاء الذين رفضوا المساومة علي حياتهم حتي نيل كامل حقوقهم والمتمثلة بإنهاء العزل الانفرادي لجميع الأسري والسماح بزيارة أهالي غزة لأبنائهم المعتقلين ، الذين لم يزوروهم منذ ما يزيد عن سته سنوات تحت ذريعة استحالة التنسيق مع أي جهة وسيطة موجودة في غزة متناسين عن قصد وجود مؤسسة الصليب الأحمر الدولي داخل القطاع . بعد مشاركة أسرى حركة فتح من سكان غزة اخوانهم ورفاقهم المضربين عن الطعام ، زاد عدد المضربين عن 2000 أسير من مجموع 4700 أسير ، غالبيتهم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة حماس . لذا من الواجب أن يلتحق بأقي الأسري بركب اخوانهم ورفاقهم المضربين ليشكلوا بذلك أداة ضغط أكثر قوة وتأثيراً علي ادارة السجون لا سيما وأن مطالب الأسرى المضربين لا تمثل فئة أو مجموعة محددة وإنما تعبر عن وجهه نظر جميع الأسرى من كافة الأطر والتنظيمات وبجميع السجون المنتشرة فوق أرض فلسطين المحتلة .
أسرانا الذين يخوضوا معركة الأمعاء الخاوية ، تحت شعار نعم لآلام الجوع ولا وألف لا لآلام الركوع ، يؤكدوا كل يوم من خلال رفضهم لأي حلول فئوية بأنهم قادرين علي أن يهزموا أدارة السجون وأن يصلوا لما بدأوا من أجله . وهنا لا بدَ من الجنوح قليلاً علي رفض رفاق الجبهة الشعبية إنهاء اضرابهم مقابل انهاء العزل الانفرادي للأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات ، مطالبين أن يكون إنهاء عزل الرفيق أحمد سعدات جزء من إنهاء العزل الانفرادي لجميع الأسري دون تمييز . لذا فانه من واجبنا أن نشد علي أيديهم لتماسكهم وحفاظهم علي وحدة الموقف بين جميع الأسري والتي يجب أن تستمر والتي يحاول المحتل كعادته تمزيق وحده وتماسك الأسري ليتمكن من النيل منهم . وهنا يكمن دور من هم خارج الأسر لاسيما السلطة الفلسطينية التي نطالبها أن ترتقي لمستوي الحدث وأن تكون أكثر نشاطاً علي المستوى الدولي ، كما نفتقد لوقفة أهلنا من فلسطينيين وعرب في عواصم العالم والذين يمكن أن يكون لهم كلمتهم في هذه المرحلة ، خاصةً وأن أسرانا جل ما يتمنوه أن لا نتركهم في المعركة لوحدهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد