الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أعلام الطب والجراحة في العراق الأستاذ الجرّاح زهير رؤوف البحراني... رائد جراحة الجهاز الهضمي

عامر هشام الصفّار

2012 / 5 / 7
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لعلم الجراحة وأهله في العراق قصص كثيرة نشأت من طبيعة التفاصيل الخاصة بالأطباء الجراحين شخصيا وما يقومون به من عمل يحتاج الى علم وأبداع.. وهكذا تسمع عن جراحين عراقيين أصحاب مواهب في العمل الطبي والفعل الأبداعي الفني مثلا، ومن هؤلاء المرحوم الجرّاح الفنان خالد القصاب وجراح التجميل علاء بشير.
ولكني في عجالتي هذه أسعى لأن أحيط بأنجازات جرّاح عراقي كبير تخرّجت على يديه كوكبة من أطباء العراق ممن هم اليوم يخدمون الأنسان أينما كان بمهارة تماثل مهارات أساتذتهم. وأستاذ الجراحة هذا هو زهير رؤوف البحراني لا غيره..عميد الجراحين العراقيين ورائد جراحة الجهاز الهضمي في العراق.
ولادته ونشأته
ولد البحراني زهير في بغداد في عام 1933 ودرس في كليتها الطبية ليتخرج منها عام 1955. ومنذ بدايات سنوات التدريب الطبي تفتّحت عنده رغبة العمل في فرع الجراحة، وهكذا واصل تدريبه شأنه شأن أطباء العراق، في بريطانيا حيث حصل على زمالة كلية الجراحّين الملكيّة البريطانية في لندن في عام 1963.
ولم يطل البقاء به في بلاد الأنكليز حيث أبى الاّ أن يعود في بدايات الستينيات لأرضه ووطنه...وهكذا عيّن في عام 1964 أخصائيا في الجراحة في المستشفى الجمهوري في بغداد، وعيّن في نفس الوقت مدرسا في كلية الطب بجامعة بغداد..وهي الكلية الطبيّة الأم في العراق.
ومَنْ خَبِر أطباء الجراحة يدرك أنهم يعملون ومنذ سنواتهم الأولى على التخصص الدقيق في فرع من فروع الجراحة..وهكذا كان الحال مع زهيرنا البحراني الذي وجد في أمراض الجهاز الهضمي في العراق مجاله الذي يمكن أن يخدم ويبدع فيه، فما كان منه الاّ أن يركّز على ذلك في عملياته التي يجري فأختص بعلاج أمراض الجهاز الهضمي وخاصة منها السرطانية كسرطان المريء والمعدة والأمعاء بدقيقها وغليظها..
ولم يكتف الجراح النطاسي البحراني بذلك بل ذهب الى أبعد منه، بعد أن وجد أن هناك حاجة ماسة للتركيز على مرض بعينه يصيب أمعاء العراقيين الا وهو سرطان اللمفوما الخبيث..فرصده جرّاحنا وعمل فيه مبضعه، ليشفي مرضاه قدر أمكانه..أضافة الى أدراكه المبكر لأهمية البحث العلمي الطبي في الجراحة، فينشر العشرات من البحوث التي تخص مرض اللمفوما عند العراقيين في فترة الستينيات والسبعينيات من قرننا الماضي..
واللمفوما المرض هو المنسوب الى خلايا الدم المعروفة بالليمفوسايت والتي يكون لها دورها المناعي في الجسم ولكنها قد تصاب بالسرطان فتتجمع في عقد لمفاوية وأعضاء جسمية ( عبر الدم وأوعية اللمف)، ومن هذه الأعضاء : الأمعاء الغليظة أو القولون والأمعاء الدقيقة. وهكذا تجد بحوث جرّاح العراق زهير البحراني وقد ركّزت على المرض اللمفوما فشارك باحثا في مؤتمرات طبية وجراحية عالمية في كل من اليابان وأميركا وبريطانيا وبلدان عربية ليحاضر ويذّكر بتفاصيل المرض واضعا تصنيفا جديدا لأنواع اللمفوما وهي كثيرة أمام المؤتمر الطبي العالمي في أميركا في عام 1984..حيث نالت محاضرته أهتماما كبيرا في ذاك المؤتمر وعّدت نتائجها مهمة في علم الجراحة بصورة عامة وجراحة مرض اللمفوما خاصة...
ولا يعني ذلك أن الأستاذ زهير البحراني لم يعمل في عمليات أخرى ويزيد طرق شفائها بحثا وتنقيبا..بل أن له بحوثه المعروفة في علاجات القرحة المعدية والأثني عشرية وسرطانات المعدة والقولون والمستقيم والبنكرياس بل وحتى تدرّن الأمعاء..وقد قرأت له كذلك بحثا حول اللمفوما عند أطفال العراق : أنواعه وأفضل سبل علاجه.
ولا يفوتني أن أذكر أني شخصيا قد تتلمذت عليه في سنيّ دراستي الطبية في سبعينيات كلية طب بغداد. وأذكر جيدا أنه عيّن معاونا للعميد لشؤون الدراسات العليا في الكلية للفترة بين 1978-1979 فما كان منه الاّ الأستئناس بآراء كبار أساتذة الطب والجراحة في العالم للوصول للأفضل تخطيطا ومنهاجا للدراسات العليا في كلية الطب الأم في العراق.
أن تذّكر المبدعين من أساتذة العلم والطب العراقيين وفي مرحلتنا الحاضرة الصعبة هذه لهو واجب على الجميع..حيث يبقى المبدع نبراسا للأجيال الصاعدة ومَعْلَما يقبس منه الجميع بما فيهم المسؤولون العِظة والدرس المفيد أو هكذا نتصور مما يجب أن يكون.
أن مستوى الصحة في أي بلد في العالم أنما هو أنعكاس للتطور الحضاري في ذلك البلد..ومعدل متوسط الأعمار ونسب وفيات الأطفال ووبائيات أمراض أنتقالية وغير أنتقالية الى غيرها من محدّدات التطور في المستوى الصحي لا يمكن الاّ أن تكون الدليل للتخطيط الصحي الأفضل.
ولا خير في بلد يكون ماضيه أحسن من حاضره وحاضره أفضل من مستقبله..ففي هذا السكون والتراجع والتخلف والتدهور..مما لا يحبه المخلصون.
ذكرّني الأستاذ زهير البحراني قبل أيام وأنا أبارك له عيد ميلاده متمنيا له العمر المديد..ذكّرني بأن العراق بحاجة الى الجميع بغض النظر عن أتجاهات معينة في السياسة وغيرها..وقال البحراني بالحرف الواحد: أبنائي لا تنسوا العراق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دوامه الروتين
د.قاسم الجلبي ( 2012 / 5 / 7 - 11:06 )
سيدي الكريم ,نعم على كل الخيرين اصحاب الكفاءات من الاطباء والمهندسين ان لا ينسوا العراق كما قالها شيخ الجراحين العراقين الاستاذ الدكتور البحراني,ان العراق باءمس الحاجه الى جهدهم وعطائهم ولكن السؤال الذي يطرح بقوه هو اين دور الحكومه من هذا ؟ان دوامه الروتين القاتل وتعطيل الجهود بل احيانا كلها من اجل خنق الاستفاده من خبراتهم ومؤهلاتهم العلميه لخدمه ومعالجه مرضى العراق والمهنيين لخدمه اعمار العراق انها لمعادله صعبه والمجرب حكيم , مع التقدير


2 - الأستاذ البحراني
عامر هشام الصفار ( 2012 / 5 / 7 - 20:15 )
نعم.. أتفق معك..وأقدّر تجربتك في هذا الميدان.. نتمنى أن يكون المستقبل أكثر أستقرارا مما ننشده ويسعى أليه الخيّرون..تحياتي


3 - مهنية الاستاذ البحراني
الدكتور مؤيد اسماعيل عزيزـ طبيب استشاري ( 2012 / 5 / 7 - 21:40 )
اقدم شكري وتقديري للزميل الدكتور عامر هشام الصفار وللحوار المتمدن على نشر هذا المقال
لقد تميز اساتذتنا الافاضل بمهنية عالية في التعامل مع مرضاهم وزملاؤهم وطلبتهم
واود ان اشير هنا الى التدهور الملحوظ في مستوى الممارسة والمهنية الطبية منذ نهايات التسعينات ولحد الآن
وانتشار ظواهر غريبة على المجتمع الطبي العراقي ومنها الجشع واستغلال المرضىى من جهة وانتشار ظاهرة الفصل العشائري من جهة اخرى والتي ان دلت على شئ انما تدل على التدهور في الممارسة المهنية الطبية وانحدار في مستوى التعليم الطبي
ان دعوة الاستاذ البحراني لعدم نسيان العراق والعمل على تطويره والحرص على تقدمه انما تاتي من بصيرة استاذ مطلع وخبير بمجريات الامور
وما احوجنا اليوم الى الطاقات العلمية العراقية الهائلة والمنتشرة في مشارق الارض ومغاربها للعمل الجاد والفعال لتطوير التعليم الطبي وادخال المناهج المتطورة والتي تأخذ بنظر الاعتبار حقوق المريض وواجبات الطبيب ضمن قوانين مدنية واضحة المعالم وتواكب العصر
تقبلوا خالص الشكر والتقدير


4 - نحن بحاجة لاطباءنا العظام
ندى فاضل ( 2012 / 5 / 7 - 23:35 )
من المؤلم أن نجد العراق خالي من اعظم الكفاءات وخصوصا في مجال الطب .أن قياس تقدم اي بلد في العالم هو من خلال مجال الطب والتعليم حيث يكون التركيز عليهما اكثر من باقي المجالات لما لهما من علاقة وطيدة بحياة الانسان ومستقبله.في العراق حدث العكس تماما فلم تولي الحكومة اي اهمية للخبرات والكفاءات الموجودة والتي لا يمكن تعويضها. نسمع بان هناك 5000 دكتور عراقي متخصص يعملون في مستشفيات لندن وجميعهم من حملة الدكتوراه من جامعات بريطانية. مشكلة الكثير من المرضى في الداخل و حتى في بعض الدول الاوربية منها السويد بانها لم تستفد من خبرات الاطباء العراقيين الكبار الا بعد مضي خمس سنوات على اقل تقدير بسبب اللغة. وهذا ما جعل الكثيرين اما جليسي البيت او الهجرة لدولة اخرى مثل لندن.أن اهم ما نحتاج اليه هو التشخيص الدقيق الذي يعاني منه الكثيرين رغم كل الاجهزة الحديثة والتطورات الموجودة فهناك امراض وخصوصا في مجال الجملة العصبية يجدون صعوبة في تشخيصها.لقد ذكرني المقال باطباءنا العظام الذين نفتقدهم ذكرني بالدكتور قيس الوتار الذي اجرى الكثير من العمليات الناجحة في مجال الجراحة التجميلية وغيره الكثيرين .


5 - مواكبة العصر
عامر هشام الصفار ( 2012 / 5 / 8 - 00:05 )
شكرا لمرورك الكريم زميلي الدكتور مؤيد عزيز..وتجدني هنا متفقا معك كل الأتفاق..ومن هنا تأتي أهمية المبادرة من الجامعات والمراكز العلمية الصحية في العراق للتواصل مع الجمعيات الطبية العراقية في الخارج ومن بينها الجمعية الطبية العراقية العالمية ومركزها في بريطانيا والجمعية الطبية للعراقيين في أميركا وجمعية أطباء العراق على الأنترنت ومركزها في الشارقة..فهذا بدوره يتيح بعضا من التواصل المطلوب بين المهارات الطبية العراقية في الخارج والداخل العراقي بما يغني الأخيرة ويحفّز الطاقات للمزيد من العطاء خدمة لصحة أفضل لأنساننا العراقي..وفي هذه المناسبة أود أن أذكّر بأن موقع الجمعية الطبية العراقية العالمية هو
www.iraqimsi.com


6 - أخلاق المهنة
عامر هشام الصفار ( 2012 / 5 / 8 - 01:08 )
نعم سيدتي ندى فاضل..هجرة أطباء العراق مشكلة معروفة وهي ليست بالجديدة نتيجة ظروف مختلفة..ولكن الحلول بما يجعل التعاون قائما بين الطاقات والمهارات الطبية العراقية في الداخل والخارج لن تكون صعبة أذا توفرت النيات الصادقة وتحقق الألتزام بهدف أنساني نبيل..يتمثل بتطوير الخدمة الطبية للعراقي أبن الوطن الذي لا يزال يعاني الأمرين..تحياتي


7 - تحياتي للطبيب النطاسي ا د زهير البحراني المحت
الدكتور علي حسين مهدي-برفسور تخطيط-اقتصا ( 2012 / 5 / 8 - 11:16 )
شكرا للدكتور عامر الصفار على هذه الالتفاتة النبيلة بكتابته عن ابو الجراحين العراقيين المثقف الانساني الدكتور زهير البحراني المحترم
حينما قراءت للكاتب الواسع الافق والاطلاع د الصفار مقالته في نعي صديقي د
الشاعر رشيد ياسين فرحت لاهتماماته الادبية واسلوبه الحلو
واليوم يبرهن انه مهني رائع ومطلع على اسرار وحياة الطب ورواد الطب في العراق
في سنة 1977 كنت مريضا بشده في اوجاع في معدتي ونزل وزني الى 48كغمبطول حوالي 180 وكنت حينها استاذ بجامعة البصرة وفي حالة صحية متعبه فاءجرى لي الدكتور البحراني عملية ظهر ان لاورم عندي ولكن قرح في الاثنى عشري والمعدة-واكتوبك بنكريات-اجتثه-ولحسن الحظ لم يؤدي الى مضاعفاتوفي اليوم الثالث بعد العملية وانا طريح الفراش في مدينة الطب كنت انتظر مجئ الدكتور زهير لرفع -الخيوط-وجاء وابتسم وقال راح وقت الخيوط عملناها لك -بالضغط-وسوف لن يكون اثر للجرح ظاهر وهكذا الامر حتى الان
لاول مرة اعرف ان ا د زهير البحراني وانا من نفس الجيل تقريبا ولايفصلنا الا عامين معناها يجب من الان التهيؤ للسنة القادمة لتهنئته بالثماني-عمر مديد وصحة متاءلقه دكتور زهير وشكرا د عامر على هذا الاحتفال


8 - طلب عنوان
علي حسن ( 2012 / 8 / 10 - 21:17 )
ارجو من الاخ الذي قام بنشر هذه الموضوع ان يدلنا على عنوان الطبيب لاننا بحاجة ماسة اليه.. لكوننا لدينا مريض ولكون الدكتور هو الذي يستطيع مساعدته وعلاجه..رجااءآآ رجاءآآ الى كل من يملك عنوان طبيبي اخاصئي في الجهاز الهضمي في العراق مراسلتي ع الاميل التالي [email protected]او على رقم

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يستدعي ألوية احتياطية لجنوب لبنان.. هل فشل


.. بالخريطة التفاعلية.. جيش الاحتلال يقتحم مخيم جباليا بشمال قط




.. من غزة | مجمع الشفاء يعود إلى الحياة


.. الاحتلال يكثف قصفه المدفعي على المناطق الجنوبية بلبنان




.. مسيرة أوكرانية طراز -إف بي في- تدمر مسيّرة روسية في الجو