الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت والاستبداد

ثائر الربيعي

2012 / 5 / 7
حقوق الانسان


عندما يقتاد بالمرء لمصيراً مجهول من حاكماً مستبد ،ويقذف به في حفرة (طامورة) سوداء ظلماء،ليس لذنباً أقدم عليه وإنما بسبب رفضه للصمت على الظلم لما يدور حوله،فتنهال علينا سياط الظالمين ونحن في كهوف الظلام ودياجيرة,وكلما يزداد التعذيب قسوةً وأردنا الصراخ بصوت مدوي يشق السحب والفضاء ليصل لكل الأحرار حتى يسمعوا عمق الألم والمعاناة التي نتكبدها وتتكبدها معنا الأحبة،يقولون لنا المستذئبين أصمتوا ..اصمتوا ... ولا تتفوهوا بأي كلمة .
ماهي الحكمة من أن يصمت الشرفاء والأحرار ليفسحوا المجال للآخرين مستمرين في كلام الفوضى والهذيان،ويفسرانه أروع الحديث وأجمل الحكم منهم؟
هنالك من يفسر الصمت لغة بارعة لايستطيع اي احد إتقانها وانا متفق معه،لكن ليس من الضرورة ان يصمت المرء في كل زمان ومكان ،فهنالك موقف يتطلب الرفض لواقع مؤلم يرفض لأنه مؤلم بكل مقاييس الكلمة،فالسكوت يولد لدى المستكبرين استكباراً وتمادياً نحو المستضعفين بالاستمرار بالبطش وسلخ الإنسان عن ما يحيط به من الإحساس والشعور بالأخر.
وهنالك من يعتقد بالصمت انه احتجاج على ظلم ليس بالإمكان رده ،والكلمات سجينة زنزانة الهاوية،فالأخر يرفض الإنصات ويخشى أن تؤلمه وقع الكلمات لأنها تذكره بعقده ومآسيه وماضيه المليء بالتناقضات.
فالسير في سوق النحاسين لايسمع سوى أصوات المطرقة والسندان،والضجيج الذي يملئ المكان ،فمن الأجدر أن اصمت واستجمع أفكاري لموقف تجد به الأفكار طريقها نحو الصواب .
ولعل أروع ما قرأته عن الرفض للصمت هو في واقعة ألطف (كربلاء) عندما رفض الحسين (ع) الصمت والخنوع للمستبد وقال مخاطباً جموع الجيش (أني لاارى الموت الاسعادة والحياة مع الظالمين الابرما ) فما قيمة العيش مع المستبد الذي يريدني عبداً ليعبث بي مايشاء وأنا أتمسك بحبال رحمته .
فالخوف هو ان يصبح الصمت ثقافة يعتنقها المرء تضاف الى رصيد ثقافات تبناها،كالخوف والفساد والقبول بالرأي الخاطئ والعمل به على أساس انه صحيح،صمتنا كثيراً وضاعت حقوقنا واستلبت كرامتنا ونتنهكت حرماتنا من نظام فاشي (دكتاتورية الصنم ) أراد أن يحول الإنسان العراقي إلى آلة صمت تتقبل رؤى ونظريات وسلوك منحرف ليربط مصير الجماهير به فأن هو سقط وتلاشى تهاوى معه الشعب،فالنتائج خاطئ فالعنة حلت عيه وحده ومن تبعه ضمن نهجه .
أنني أجد في العراق اليوم افضل بكثير من السابق المتعب،فبرغم الإخفاقات فالإيجابيات اكبر وأكثر والتحديات أقوى،والشيء المهم انني تحررت من الصمت ولم اعد أتخوف من الحديث مع عائلتي كما في السابق عن سوء تصرف من قبل الحكومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر


.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س




.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية