الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدور الكتاب التاسع والاخير عام 2000 العولمة وحدة وصراع النقيضين العولمة الراسمالية والعولمة الانسانية

سعاد خيري

2012 / 5 / 7
سيرة ذاتية


صدور الكتاب التاسع والاخير عام 2000
العولمة وحدة وصراع الاضداد العولمة الراسمالية والعولمة الانسانية
لسنوات عديدة شغلت تفكيري السمات الجديدة للنظام الراسمالي في عصرنا. ودخلت في مناقشات حادة مع زكي خيري حتى استطعت اقناعه بارائي وعندئذ شجعني على خوض هذا الموضوع الصعب.
واشد ما دفعني لخوض هذه المهمة الصعبة فقدان الثقة بالماركسية بعد انهيار التجارب الاشتراكية الاولى, لدى الكثير من الشيوعيين, بل وتخلي بعض الاحزاب الشيوعية عن هويتها الفكرية والبلبلة الفكرية السائدة في العالم في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وضعف المناعة ضد الايديولوجية الراسمالية المجهزة بكل منجزات الثورة العلمية التكنولوجية الجبارة وثورة المعلومات والاتصالات, فاغرقت العالم في بحر تنظيراتها وفلسفتها المضللة ولاسيما عن انتصار الراسمالية الحاسم والنهائي ونهاية التاريخ!! والمدعومة بفيض مفاهيمها عن اللبرالية والتعددية وحرية السوق وحقوق الانسان وبرامجها لاعادة هيكلة الاقتصاد في البلدان الفقيرة. وفي الوقت الذي اصبحت الراسمالية في مرحلتها الاخيرة , مرحلة عولمة الراسمال , لا تهدد الطبقة العاملة فقط , بل تهدد البشرية عموما بخطر الفناء , اصبحت الماركسية لذلك ليس اداة الطبقة العاملة من اجل تحررها من الاستغلال والاستعباد فقط , وانما اداة البشرية عموما لتحررها من خطر الفناء.
وبعد دراسة العديد من الكتب الاقتصادية وفي مقدمتها , الراسمال, لماركس الى جانب كتب لاقتصاديين امريكان وانكليز وكنديين وعرب وفي مقدمتهم الاستاذ سمير امين, ومئات البحوث المنشورة في الصحف والمجلات العربية والانكليزية وبالاستفادة من الاحصائيات والاستعانة بالمنهج المادي الديالكتيكي , تمكنت من وضع هذا الكتاب . وكان البحث الذي نشرته لي الثقافة الجديدة عام 1996 في العدد 269 تحت عنوان , هل الامبريالية اعلا مراحل الراسمالية!!, المحاولة الاولى لطرقي هذا الموضوع.
فالعولمة مرحلة فرضتها الثورة العلمية التكنولوجية في ظروف استمرار علاقات الانتاج الراسمالية بل وسيادتها, نظرا لتخلف العامل الذاتي الذي يكمن في جوهره وعي وتنظيم الشغيلة طليعة البشرية الفاعلة, والقادرة على القضاء على علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع اللا طبقي. واذ تشدد هذه المرحلة من تطور الراسمالية جميع تناقضاتها ولاسيما التناقض الرئيس بين العمل وراسمال, تضيف اليها تناقضات جديدة. فالثورة العلمية التكنولوجية اذ تضع بيد الراسمالية اخطر وسائل الابادة الجماعية فانها تضع بيد البشرية عموما وطليعتها خصوصا امكانيات هائلة فكرية وتنظيمية وسياسية واقتصادية , تمكنها من التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع الانساني الحقيقي.
فقد اصبح العلم اداة انتاج مباشرة وزال الفرق بين استغلال شغيلة اليد والفكر فوسع القاعدة الاجتماعية للشغيلة بفصيل متمكن بالعلم من شل قدرات الراسمالية من استخدام العلم والتكنولوجيا في كفاحها الفكري والسياسي والاقتصادي. فضلا عن تعزيز تنظيماتها العالمية وتنسيق نشاطاتها. وتطلق الفكر الانساني لتطوير وعيه واساليب كفاحه وفقا لتطور الواقع وانطلاقا من احدث ما توصلت اليه البشرية من نظريات علمية لتطوير المجتمع وارقاها النظرية الماركسية وبالاهتداء بنهجها المادي الديالكتيكي لمواكبة متطلبات العصر.
لقد تصدت البشرية بما ادخرته من خبرة كفاحية عبر قرن ونصف من نشوء وتطور الفكر الماركسي وما حققته من خلال نضال فصائله المجيد على الصعيد الوطني والعالمي , لتسد الفراغ الذي احدثه انهيار المنظومة الاشتراكية, والازمة في الحركة الشيوعية. وتقف بوجه العولمة الراسمالية المتوحشة وتعلن عن وجود قوة النقيض الجبار للراسمالية , انها البشرية عموما!!
فنهضت الحركات العالمية المناهضة للراسمالية على اختلافها والمنظمات الاجتماعية والانسانية وحماية البيئة. وبعد ان ساهمت الحركة الشيوعية في تأسيس وتدريب هذه المنظمات منذ نشأتها فقد لعبت هذه المنظمات دورا رائعا في تعزيز ثقة الشيوعيين بالبشرية وبرسالتهم التاريخية وبضرورة تحرير فكرهم من الجمود العقائدي وتطوير نظريتهم ووسائل واساليب كفاحهم, والتواضع والاعتراف باخطائهم والتعلم من هذه المنظمات والعمل معها وتعليمها. فهذه المنظمات مهما تقدمت وتطورت تحتاج الى القيادة الفكرية والسياسية للشيوعيين , لانها القيادة القادرة على توحيد جميع هذه المنظمات والربط بين اهدافها فضلا عن الربط بين الاهداف الانية والمستقبلية الامر الذي يمكن هذه المنظمات من تفادي الموسمية وردود الافعال الوقتية.
فكتاب العولمة الراسمالية وحدة وصراع الاضداد قراءة ماركسية في الاقتصاد السياسي المعاصر ومتابعة منهجية لتطور الراسمالية عبر مراحلها حتى مرحلتها الحالية , عولمة راس المال و باعتبارها اخر واخطر مراحل الراسمالية على البشرية. وانطلاقا من المنهج المادي الديالكتيكي يدرس الكتاب العولمة الراسمالية كوحدة وصراع نقيضين , العولمة الراسمالية والعولمة الانسانية ويرى مصير البشرية يتوقف على مصير هذا الصراع الذي يؤدي الى انتصار البشرية او فنائها. لان الحتمية التاريخية لا تتحقق عفويا , وانما من خلال تعزيز وتطوير العولمة الانسانية , عولمة الكفاح والتضامن بين البشر . ونقض النقيض في هذه المرحلة من تطور المجتمع تعني زوال علاقات الانتاج الراسمالية وكل اشكال الصراع بين البشر وبناء المجتمع الانساني الحقيقي واستمرار الكفاح من اجل الاجمل والارفه والاسعد والارقى لعموم البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف