الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو المزيد من الأيلولات الفلسطينية لتحرير الأسرى

سمر عوض الله

2012 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


نحو مزيد من الأيلولات الفلسطينية لتحرير اذلآسرى
ليس مطلباً وبطولة موت (بوبي ساندز) فلسطين.


سمر عبد الرحمن عوض الله

دعونا نعلن عن ايلول جديد لتحرير الأسرى، وأيلول لوقف الاستيطان، ولوقف تهويد القدس، وأيلول آخر لحق اللاجئين في العودة الى ديارهم، ولاقامة دولتنا المستقلة، دعونا نعلن العشرات من الأيلولات..... نريد مرة اخرى ان نقف بشموخ وكبرياء....نريد ان نرفع رؤوسنا فوق كفلسطينيين.

لقد واجه الحراك الشعبي الفلسطيني الأبرز، خلال أيلول الماضي الذي تزامن مع توجه القيادة الفلسطينية الى الحاضنة الدولية للحصول على عضوية دولة فلسطين، والاعتراف الدولي بحقنا في اقامة دولة مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس، العديد من المعيقات التي منعته من اسناد التحرك السياسي الدبلوماسي في بداياته الأولى حتى لحظة اعتلاء سيادته منصة الأمم المتحدة.

إلاّ أن المتابع لعدد الحشود التي خرجت قبل وأثناء تقديم سيادته الخطاب، وعددها بعد الخطاب يلمس الفرق الواضح بين المشهدين. وأكاد اجزم اننا لم نشهد هذا العدد الهائل في الشوارع منذ عشرات السنين حين احتشد مئات الآلاف من ابناء شعبنا تحت المطر بشموخ ممزوج بدموع الفرح والكبرياء بعد استماعها للخطاب التاريخي الذي مسّ جوهر الصراع، وحدّد اسباب النكبة الكارثية، ونضالات شعبنا الطويلة للحفاظ على بقائه ووجوده وعلى حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف.

ولا شك ان هذه المقارنة هي الاجابة عن مدى استجابة الجمهور للفعل السياسي الشجاع، وعدم الارتهان للتخاذل الدولي وللضغوطات الاقليمية والدولية. ومن هنا، فإن هذه التجربة جديرة بالدراسة والتقييم، والخروج باستنتاجات علمية وعملية بما يفيد شعبنا وقيادته من جهة، وبما يمكّن شعبنا من التجاوب مع التحرك السياسي للقيادة وبرامجها وقراراتها من جهة أخرى.

لقد كان الشعب الفلسطيني عبر التاريخ ملهماً اصيلاً لقياداته في جميع القضايا السياسية الجوهرية، بل والمحرك الأساسي للهبات والانتفاضات الجماهيرية المناهضة لمخططات الاحتلال والنضال لاسقاطها. وهنا علينا ألاّ نغفل عن بعض المؤشرات التي ساهمت في انعزال الجماهير الفلسطينية عن الشارع في السنوات السابقة، فقد أدى فشل العملية السياسية مع دولة الاحتلال بمكوناتها كافة، وعلى رأسها العملية التفاوضية، وفشل المجتمع الدولي في ردع اسرائيل والزامها بمسؤولياتها القانونية والسياسية، وتفاقم سياسة الاحتلال الصهيونية والامعان في انتهاكاتها التي طالت الحياة اليومية لأبناء شعبنا دون أي محاسبة او ملاحقة لجرائمها، أدّى ذلك كله الى استنزاف مقومات الصمود والمواجهة الشعبية لهذا الاحتلال غير المكلف. ومن جهة أخرى، فقد اختلطت هذه المعاناة السياسية بمعاناة الشعب من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي اثقلت كاهله، وساهمت في ضرب روحه النضالية في العمق، وشغلته عن القضايا التي تتطلب فعلاً جماهيرياً.

اضف الى ذلك تقاعس أعضاء الفصائل السياسية عن المشاركة في النضال الجماهيري الشعبي، وتجيير نشاطات قياداتها لخدمة اهداف حزبية خالصة، وهذا ما لمسناه في تحرك ايلول. ولهذا فلا داع للاستغراب من تراجع ثقة الشعب بالفصائل والأحزاب السياسية، وعدم رضاه عن أدائها على الساحة الفلسطنيية، هذا بالاضافة الى انهيار مفهوم العمل التطوعي الوطني، حيث أن العمل الوطني أصبح مدفوع الأجر!

هذه العوامل مجتمعة ظهرت اليوم الى السطح مرة أخرى لتكشف عن عورة الأزمة الحادة التي تعاني منها الجماهير الفلسطينية وقياداتها معاً من خلال قضية الأسرى التي فرضت نفسها بقوة على أجندة العمل النضالي الشعبي والجماهيري باعتبارها احد أهم القضايا الملحة التي تحتاج الى تركيز الجهود وتوحيدها.

والصورة ذاتها تتكرر، ولكن هذه المرة بفارق واحد، وهو ان الأسرى قد قدموا لنا فرصة سياسية لقلب الطاولة على رأس الاحتلال وحلفائه. وكل ما علينا فعله هو الاستفادة منها باعتبارها نقطة بداية لشن هجمة قانونية لنسف التشريعات العنصرية الاسرائيلية، ويوازيها حراك دبلوماسي سياسي الى الأمم المتحدة، ويساندها حراك شعبي عارم يشبه حراك أيلول، فعملية دعم الشعب للقيادة والعكس، هي عملية تبادلية تسند احداهما الأخرى، بحيث تستقوي القيادة بحراك الشعب، وتتحدى به الضغوطات المنهالة عليها من كل حدب وصوب، وينقذها شعار (الشعب يريد) من تقديم اية تنازلات، كما تعيد القيادة للشعب الثقة بها وبحكمة قراراتها وجديتها، وبذلك يُخرج الشعب نفسه من دائرة اللامبالاة الى دائرة الفعل.

إن المجتمع الدولي بمستواه السياسي لن يتدخل على المستوى المطلوب العاجل والفاعل لانقاذ الأسرى الفلسطينيين، ولن تهبّ الدول العربية المنغمسة في انقاذ اوضاعها الداخلية، الى نجدة الأسرى. وأما اسرائيل فإنها ستفعل بنا وبأسرانا واراضينا وقدسنا وزيتوننا ومستقبلنا ما تشاء، ما لم نشهد تحوّلاً يخرجنا من هذه الأوضاع.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الاحتلال الذي لا يعرف سوى منطق القوة فلن يردعه سوى وحدة الصف الفلسطيني، وشنّ مواجهة شعبية وسياسية موحدة تجبره رغم انفه على الالتزام بالاتفاقات التي وقع عليها، والاعتراف بحق شعبنا التاريخي والقانوني بتقرير مصيره على ارضه، والمطلوب هو اعادة الاعتبار لقضايا شعبنا السياسية والاجتماعية وحرياته العامة من خلال توفير مقومات الصمود ليتمكن من استنهاض منظومة قيم العمل النضالي، واعادة احياء دوره في المشاركة الفاعلة في العمل الشعبي والسياسي، بالتزامن مع اعداد برنامج وطني شامل يكون فيه الحاضنة الاساسية.

دعونا لا ننتظر استشهاد احد الأسرى المناضلين، فنحن لسنا بحاجة الى بوبي ساندز او العشرات من بوبي ساندز، ليس ذلك بطولة او مطلباً أو حاجة، سيكون جميلاً ورائعا أن ننتصر، ونحقق مطالبنا دون موت بوبي ساندز فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم