الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كابوس اللاكابوس

محمد صالح

2012 / 5 / 7
الادب والفن


لا أدري كم كانت الساعة، حينما فقزت مدعورا من الفراش، والعرق يتصبب على جبيني، كجداول مياه حديثة تحرث الأرض لترسم مسارها، وبركنان في أعلا وجهي يتاهبان لقذف حممهما الحارقة، وجسد يرتعش بشدة,,,، فاتكأت على المضضدة السوداء،.. لألتقط انفاسي واحاول إسترجاع شريط أحلامي، لأعرف ذاك الكابوس الذي جعلني هكذا، لكن كل المحاولات باءت بفشل، فحملت سترة "التجينز" الزرقاء ورميتها على كتفي، لأترك إخوتي نيام ومشيت في الشارع دون إتجاه، أترنح بين حانات الحيرة والقلق وانصت لأغاني الليل الصامتة!!!، قبل ان أسأل نفسي ترى ماذا حصلي؟؟؟ فتنصت على قلبي، لعله يهمس بما حصل!!، فلم أسمع غير صوت أمواج جراحي تتلمع بصهيل الصمت، ثم رفعت رأسي نحو السماء، وبريق ينبع من عيني اللتان أبتا إلا ان يسقرا على قمر بهيج يلمع في كبد السماء، قبل ان أهوي على صخرة منعزلة، في قمة جبل يطل على وادي عميق، وأكنها تخطب في باقي الصخور المتناثرة امامها، لألقي بسترتي جانبا وأطأطؤ رأسي، مهزوما أبكي على كتف الجبل، فتتطاير دموعي لئائلا تهوى معانقة القمر، وبينما أن أنوح كطفل تائه، لمحت ضوء خافتا في الأفق، وكأن حفلا رمنسيا منظما في أعلى قمم الجبال، فصار يقترب شيأ فشيأ ويشتد بريقه رويدا رويدا قبل أن تنبعث من وسطه إمرأة شديدة الجمال، بثوب طويل ناصع البياض، ووجه مشرق يسر الناظرين، تتوسطه إبتسامة رقيقة تضفي على محياها روعة منقطعة النظير، والفراشات تحوم حول فمها، تنتشي الحلاوة من شفتيها، وشعرها الأسود القاتم، يهتز بالريح، كالعلم في مقدمة الجيش، وعينان سوداوتان تخفيان في طياتهما مشاعر حب جياشة، فوقفت امامي.... ظننتها ملاك جاء يتخرجني من جحيم الحياة، ثم نطقت بكلمة إرشع لها كبدي وإهتز فؤادي قبل أن تستقر في أذني ويفمها عقلي، ليدرك أن لسانها طرز أحرف إسمي، ودون أن تندثر من على محياي علامات الدهشة والحيرة، إسترسلت وقالت أعرف عنك كل شيء، أعرف عنك ما لا تعرفه عن نفسك، وأعرف سبب مجيئك إلي، وتلعثم لساني وكأني سأتحدث بلغة لا أتقنها، ليقول في تردد من أنت.... وماذا تريدين مني؟!!!! فعادة البسمة لترتسم على شفتها، فركزت عينها في عيني لتهمس، أنا التي أبعت الحيرة في النفوس ... انا التي أجعل من الشجاع والمثابر بطلا، ومن الضعيف والكسول هشيما .... أنا التي أربكت العلماء ... وشغلت المفكرين بألغازي .... انا التي جعلت البعض سعيدا والأخر تعيسا ... أقشعر بدني لحديثها، وإنتابني شعور غريب، فأغمضت عيني وحركت رأسي يمينا وشمالا بقوة وكأني أريد أن ألفظ غبار هذا الحلم المخيف!!! ثم فتحت عيني لأجد نفسي مرة اخرى وحيدا على الصخرة، إلتفت حولي فلم اجد غير سترتي المسكينة مددة على صخرة، كطفل متشرد يفترش الأرض ويلتحف السماء، تفحصت المكان بتمعن لأتأكد من ان لا أحد غير هنا، فإنحيت ببطئ نحو سترتي لأجعلها تنتطي صوهة كتفي، ثم إستدرت لأعود إلى البيت، وإذا بصوت المرأة، يتسلل إلى اذني بهدوء، ليهمس: اتريد ان تعرف من انا؟ أنا الحياة!!!.... أرأيت كم انا جميلة؟!!! إذن، واجه المشاكل التي تواجهك لتظفربي!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الفنان السعودي سعد خضر لـ صباح العربية: الصور المنتشرة في ال




.. الفنان السعودي سعد خضر يكشف لـ صباح العربية سبب اختفائه عن ا


.. الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعة وفاته: مزعجة ونسأل الله




.. مهرجان كان السينمائي : فيلم -البحر البعيد- للمخرج المغربي سع