الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شغف الرجل بالصيد والمطاردة

دانة مسعود

2012 / 5 / 8
العلاقات الجنسية والاسرية


على المرأة أن تفهم رغبة الرجل الدفينة للمطاردة وحب المنافسة، إنها حين تتفهم ذلك، تكون قد توصّلت إلى مرحلة تتعامل بها مع الرجل دون أن يصل لحالة التشبّع والملل منها، فيبقى الرجل محتفظًا برغبته بتلك المرأة رغم مرور السنوات على علاقته بها.

رغبة الرجل في الصيد تظهر من خلال أبسط الأمور، فشغف الرجل بسباق السيارات، وعشقه لتصليح ما يعطب بالبيت من أجهزة تجعله في حالة تحدٍ، ورغبته في المشاركة في المسابقات الرياضية ما هي إلا مؤشّرات تدل على حبه للصيد.

إن لعبة القط والفأر التي تجدها المرأة جنونية، يجدها الرجل لعبة مثيرة جدًا، وهذه إحدى المفارقات بين الجنسين، فالمرأة العادية تنظر للعلاقة بينها وبين الرجل الذي اختارته على أنها غاية تريد الوصول من خلالها للاستقرار، وتجد مع ذلك الرجل الولاء والانتماء والارتباط، أما بالنسبة للرجل فإن تلك العلاقة هي مشوار للاستمتاع دون التفكير في الغاية من العلاقة.

إن المرأة الذكيّة الشقيّة، تفهم أن الرجل حين يرغب بشيء، لا يتردّد في السعي ورائه، ولن يوقفه شيء، بل يزداد رغبة في السعي وراء ما يريد ويرغب، وإن سعى ولم يفلح على الفور، فإنه يزداد شوقًا للحظة الوصول لتحقيق رغبته، إن ذلك الأمر يستحوذ على كل اهتمامه ويلهب خياله، خاصةً إن كان الأمر يتعلّق بامرأة ليس من السهل الوصول لها، إما إن كانت امرأة سهلة ولطيفة للغاية، فإن مفعولها يكون كسكب الماء البارد على العملية برمّتها، فالرجل يمل مما يحصل عليه بسهولة، هذا الشعور يطغى عليه بالغريزة، فلا دخل للثقافة والعلم هنا، فما يخص غريزته خارج عن إرادته، وقوة طغيان هذه الغريزة تتفاوت بين رجلٍ وآخر.

إن المرأة التي تسلّم نفسها للرجل من أول لقاء، لا يجد الرجل أية متعة للسعي وراءها، ولمَ يجتهد ويسعى من أجل امرأة سلّمت نفسها بسهولة؟ إنه لا يجد ما يشدّه لها، ولا يجد المتعة أو اللذة في الممارسة مع المرأة السهلة، والفرق كبير بالنسبة له إن سارت الأمور ببطء، فالفوز ببطء متعة لا تضاهيها متعة بالنسبة للرجل، هناك شيء ما بانتظاره، فالفوز مرة والخسارة مرات أخرى يجعل الرجل يجن في استمراره وراء ذلك الشيء الذي قد يكون امرأة يريد الفوز بها، ففي لحظات اقترابه من الفوز، حتى الوحوش الكاسرة لن تمنعه من الاستمرار من أجل تحقيق رغبته، لأنه قد وصل إلى حافة تذوّق ذلك الشيء، غريزة الرجل التنافسيّة تتضاعف هنا بالتمسّك برغبته تصل لحد القتال، وإن شعر بالخسران يفعل المستحيل من أجل الوصول لهدفه.

الغريزة هذه مرتبطة بغريزة الصيد، فالرجل حين يخرج مع رفقته للصيد طوال أسبوع، إنه لا يخشى النوم في البراري، ولا ما سيتعرّض له من قرص الحشرات، راضيًا بالأكل البائت، في أجواء تخلو من الراحة التي يجدها في بيته، أو من يتّخذ البحر ويعبر الأمواج من أجل صيد السمك، رغم توفّر السمك في السوق، ولا ننسى هنا مشهد من فيلم العجوز والبحر، والرواية لإرنست هيمينغواي، يقضى ذلك الرجل أيام في البحر، معرّضًا نفسه للخطر من أجل سمكة كبيرة، جعلته يحلم بصيدها، وكأنه واقعٌ في غرامها، لا يصدّق نفسه بعد أن يتمكّن من اصطيادها، والنشوة التي تغمره وهو يحدّثها وكأنها حبيبته التي فاز بها أخيرًا.

كل هذا من أجل ماذا؟ من أجل الصيد، الفخر الذي يشعر به الرجل بعد الصيد، وكلما كانت الفريسة أكثر صعوبةً ومشاكسةً ازداد فخره، وهنا يكمن الفرق بين أن يقدّم للرجل الفريسة على طبق من ذهب وبين السعي وركوب المخاطر من أجل الصيد، المتعة في رحلة الصيد ذاتها، ليس بهدف الوصول والاستراحة، فاللعبة يجب ألا تنتهي، وهكذا غريزة الصيد والمطاردة تحرّك رغبة الرجل نحو امرأة دون أخرى.

إنه من المخجل حقًا إن كان من يقوم بعملية المطاردة امرأة، فإنها تفقد أنوثتها بذلك العمل غير اللائق بها، فالرجل هنا ليس أمامه سوى الهروب من هذه المرأة التي لا تفهم أنها بفعلتها هذه، تجعل الرجل يفر إلى أية امرأة إلا هي، لأنه لا يشعر برجولته معها، لأنها هي التي تلعب دور الرجل هنا.

على المرأة أيضًا، ألا تكون صعبة لدرجة استحالة الوصول لها، هذا إن كانت لديها رغبة بوصال رجلٍ ما، بأن تجعله يشعر وكأنه على وشك الوصول ثم المطاردة مرة أخرى، وألا تشعره بأنه استولى عليها بالكامل وأصبحت تحت سيطرته، فالرجل دائمًا رغبته تبقى مشتعلة نحو ما لم يصل له بعد.

توصّلت إلى رأيي هذا وتيّقنت منه، بعد قراءتي كتابًا لشيري آرغوف، فالفكرة لم تنبع من عقل امرأة من الشرق فقط، إن الرغبة في الصيد والمطاردة ليست تُهمة موجّهة للرجل، بل هي غريزة كامنة به وفي عقله الباطن بالتحديد، عليه تفهّمها قبل المرأة، وهذه الغريزة تتحرّك في الوقت المناسب، مع الموقف المناسب، وربما مع امرأة دون سواها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل مناالرجل والمرآة ينظر الى الآخرمن واقعه ال
ali ( 2012 / 5 / 8 - 15:03 )
عزيزتي
كل مناالرجل والمرآة ينظر الى الآخرمن واقعه النفسي المرتبط آساسا بالتثيرات الهورمونية.والتحدي والمطاردةوحتي الاغتصاب والقتل متآتية من الهورمونات الجنسية
.الذكرية والتي نلاحظها في ذكر الحيوان ايضا
ارجومطالعة مقالت
مظلومية الرجل بالنسبة الى المرآة


2 - اين انت؟
لا ( 2023 / 6 / 17 - 14:47 )
عزيزتي،
اين ذهبت واين مقالاتاك الغريبة، انقطاع دام اكثر من 11 سنة

اخر الافلام

.. إزالة 150 دودة من فم امرأة بعد إجراء عملية أسنان فى بيرو


.. بايدن ينصح الشبّان المقبلين على الزواج: تزوجوا من عائلة فيها




.. القبض على امرأة كانت بصدد بيع فتاة بمبلغ 2300 دولار في العرا


.. مقتل امرأة بريطانية في هجوم لكلبين من فصيلة -إكس إل بولي- يث




.. المشاركة دارين عزام