الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة لندن لثانية والتمتع برعاية الحفيد الاول زكي

سعاد خيري

2012 / 5 / 8
سيرة ذاتية


زيارة لندن الثانية والتمتع برعاية حفيدي الاول
لا نحب, زكي خيري وانا لندن, رغم كل الاغراءات التي حملتها الينا امرأة تركية جاءت ضمن وفد لمؤتمر هلسنكي المدنية عام 1992, ورغم اقامة اثنتين من اخواتي هناك واخيرا اقامة يحيى فيها , وحصوله على مقعد دراسي لاكمال مرحلة الدكتورا والعمل, ورغم اغراء نشاطات رفاقي الصحفيين الذين عملت معهم في طريق الشعب والثقافة الجديدة . فضلا عن اقامة مركز مهم للحزب الشيوعي العراقي فيها.
فلندن بالنسبة لنا مركز الاستعمار القديم الذي سام الشعب العراقي لاربعين عاما صنوفا من الاستغلال والاضظهاد , ودعامة الراسمال العالمي والامبريالية الامريكية وشريكتها في كل جرائم الحرب ضد الشعب العراقي وفي استمرار الحصار الاقتصادي والقصف اليومي, لمناطق الحظر الجوي. ولكن نداء الحفيد وحاجة يحيى لوجودي الى جانبه في هذه المرحلة من حياته حيث يجب ان تعود زوجته للعمل ولم يحصل على من يرعى طفله, هون علي زيارة لندن لمدة شهر. وهكذا زرت لندن بعد ثمانية عشر عاما على زيارتي الاولى , في الفترة من 10/8/2000- 10/9/2000 , وكانت من اسعد ايام حياتي . فقد اندمجت في تربية حفيدي ,زكي, واستعدت بها حياتي في تربية يحيى . وملآ زكي حياتي بهجة ومرح فهو طفل صحي وذكي وجميل. وكرس يحيى العشرة ايام الاولى للبقاء معي. فكانت من اروع الفترات باحاديثها العائلية وذكرياتها وبنقاشاتها السياسية والفكرية حول مستجدات العصر والعولمة , لاسيما وان منظمة هلسنكي المدنية التي يعمل فيها , قد تبنت العولمة الانسانية. وزوجته الامريكية , ستفني , انسانة لطيفة وصحفية بارعة في مجال المال والاعمال. ولكنها ضعيفة في تعلم اللغات . فقد عملت لعدة سنوات في براغ دون ان تتعلم الجيكية وعدة سنوات في موسكو ولم تتعلم الروسية وعاشت مع يحيى اكثر من عشر سنوات دون ان تتعلم العربية ولذلك كان الحديث بيننا يتم بالانكليزية . ولا يزعجها شيء بقدر عدم فهمها لمناقشاتنا الحارة بالعربية . اذ لا يمكنني ان اخوض النقاش الحار بالانكليزية مع انسان يجيد العربية , ومع من!! مع يحيى!!
كانت سفرة خاصة بامتياز , فلم ازر اي من معالم لندن ولم احضر اي تجمع سياسي الا ندوة فكرية لي. كما وصلتني دعوة من الشاعر العراقي الراحل زاهد محمد لحضور احتفال مكرس للاحتفاء به من قبل جميع المنظمات الديموقراطية العراقية في لندن . فقد سبق وان زارنا في ستوكهولم , عام 1994, وتحدث مع زكي خيري طويلا وارسل له ديوانه من السعودية. وفي حديثي معه في الاحتفال ذكرته باول احتفال علني بعيد العمال العالمي في العراق عام 1946, في سينما روكسي الصيفي والقى هناك قصيدة رائعة . فسره ذلك كثيرا ولاسيما بعد ان اكدت له انه لم يتغير كثيرا رغم مرور اكثر من نصف قرن.
والتقيت في الحفل بالكثير من الاصدقاء, والمني منظر رجاء الزنبوري الصحفية البارعة فادركت خطورة مرضها . واكثر ما افرحني لهفة لقاء زهير الجزائري العفوية الصادقة . ووعدتني اكثر من رفيقة ومنظمة بدعوتي ولم تتحقق اي منها عدى دعوة رفيقة الاعتقال الاخير عام 1979, سعدية , وكانت الدعوة في بيتها وحضر الكثير من الرابطيات القديمات وكانت سهرة ممتعة تذكرنا فيها تحديات الامن في اقسى اعتقال وغنينا الكثير من الاغاني العراقية . وشكت من عدم الاهتمام بتجربتها في الاعتقال ولا بمعاناته بسببه , فشجعتها على الكتابة.
زرت اخواتي حبيبة وكلير, وقد كبر الاطفال واصبحوا رجالا. وتزوج حقي اين كلير وانجب ابنه ديفيد ولم الحظ وجوده فقد كبر دون ان يرى خالة والده. وزرت دار نشر كلير ويعقوب قوجمان حيث ملتقى الشيوعيين العراقيين ولاسيما فائق بطي مسؤل رسالة العراق التي تخرجها وتطبعها كلير . والتقيت هناك بالفنان العراقي الكبير فيصل لعيبي مسؤل جريدة المجرشة التي تطبعها كلير ودعاني الى بيته. . والتقيت في بيته بزوجته الجزائرية الرائعة وباخته الفنانة المبدعة عفيفة لعيبي . وسجل الفنان القدير شريط فيديو لي . وسألني متعجبا بعد فشله بالحصول على موافقة الحزب على اقامة ندوة لي. فقلت له, لقد تعودت على ذلك التغييب , ولم يؤثر في حماستي لخدمة الحزب بل وعلى العكس يزيدني اندفاعا , لانني اجد في خدمة الحزب الشيوعي سبب وجودي ومبعث سعادتي .
وقبل يوم من سفري تمكن الفنان فيصل لعيبي من تحقيق الندوة الفكرية لي, وكانت بعنون , العولمة والحتمية التاريخية, نشرت فيما بعد في الثقافة الجديدة. حضر الندوة ما يقرب من عشرين شخصا كلهم من الكوادر المتقدمة ودارت نقاشات رائعة وطرحت فيها الافكار اللبرالية الجديدة الى جانب الافكار العقائدية . وناقشت بموضوعية وجذب نظري حضور الصحفي والكاتب القدير غانم حمدون الذي لم يتحمل بحثي المعنون ,قراءات في مؤلفات سمير امين, واعتبره غرورا وتجاوزا للامكانيات!! وكتب لي رسالة مطولة بهذا الخصوص عام 1995 ولكن بعد ان استمع للندوة تقدم لشراء نسختين من كتاب , العولمة وحدة وصراع النقيضين, ففهمت الرسالة. كما التقيت بالكاتب المتميز شمران الياسري وطلبت منه اعارتي كراس زكي خيري , ربع قرن من تاريخ الحركة النقابية في العراق , ووعدني بارساله ولكنه لم يف بوعده. فقد صممت على جمع كل مؤلفات زكي خيري واصدارها في مجلد واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف