الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلبة السياسية العراقية بين الحقيقة والتهريج

سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)

2012 / 5 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من كان يظن أن الكوميديا السياسية العراقية قد انتهت فان من يتابع الأحداث على مسرحها اليومي لا يضمن أن تنتابه حالة من البكاء الهستيرى عقب انخراطه في الضحك حتى يستلقى على قفاه ولكنه لا يعرف من أيهما تواتيه السكتة القلبية ؟ وما نراه من عمليات ترقيع للعملية السياسية هو مجرد نفاق وكسب وقت من اجل مزيدا من المصالح والصفقات ، في حين هم ليسوا أهل لتطبيق كلامهم المنمق في ظل وجود الفساد العام وانتشار الجريمة المنظمة والانفلات الأخلاقي وزيادة معدلات البطالة والفقر والنهب المنظم للثروات وآلاف الشبهات التي تعوق تطبيق (الحدود الدنيا) لأبسط الخدمات ومتطلبات الأعمار, إلا إننا بهؤلاء الساسة غرقنا فى موجة من السلوك السياسي البغيض وأصبح كلامهم أفضل من الجوهر فتجد أحدهم يتفنن في الزى وتنظيم اللحية ولا يستطيع أن يطهر قلبه من الحقد والجشع، كما لا يستطيع أن يطهر لسانه من الكذب والنفاق ، لمن يريد المعالجة الحقيقية عليه حل مشكله الانفلات السياسي وحل مشكلات الفقر والبطالة ومكافحة الفساد وزيادة معدل دخل الفرد العراقي واحترام الدستور، إلا إن الأخوان في دولة القانون حينما يتكلمون عن (المشاركة ) يقصدون المغالبة لهم لتزداد أطماعهم أكثر فأكثر، فهم كانوا يكذبون في كل الأزمات السابقة من أجل البقاء في عرش السلطة لقد أوهموا الناس مستغلين التطرف المذهبي بأنهم سيحققون المستحيل!، والإخوة العلمانيين من المكونات الأخرى الذين تكلموا زمناً عن الأخوة والمواطنة والديمقراطية والإصلاح السياسي نجدهم في سباق مارثوني على المناصب وغارقون في النفاق إلى أذنيهم والجميع كذابون ولا تصدق أحد منهم ، والعملية السياسية برمتها عبارة عن حلبة سيرك والجميع استفادوا من عنوان( العراق الجديد) إنه السيرك السياسي العراقي وألعابه المعتادة القذرة، فلا تصدق أن هناك وعد شريف فهو خدعة وكذبة يضحك بها أصحاب المصالح على البسطاء من الناس الطامحين فى حياة كريمة ورغيف عيش نظيف، فكل ائتلاف أو مكون يعرض نفاقه وكذبه علناً والناس تتمسك بالأمل الذي هو في الأصل وهم ، فسياسي العراق الجديد ليس لهم إي برنامج "وطني" مثل ما يدعون بل لديهم برنامج (بهلواني) واحد الفائز فيه من يكذب أكثر، ولا بد أن يكون الكذب منظم وممنهج حتى ينخدع البسطاء من الفقراء والمساكين ، منذ أكثر من 6 سنوات ائتلاف دولة القانون وعد الشعب العراقي بتحقيق انجازات أكبر وأشمل فسوف يرصفون الطرقات ويملكون الناس الفقراء للأراضي وسوف يسعون في توصيل (الطلبات للمنازل) وسوف يعود العراق بلداً زراعياً وصناعيا هم قالوا هذا وقالوا أيضا إننا سنؤمن وظائف و سوف يستقبل الموظف المواطن في (الممر) ويأخذ منه الأوراق ويطلب له ( استكان جاي ) ويسأله (ماذا ترغب أن تعمل) ، ومن طلب (استكان الجاي ) إلى سؤال(ماذا ترغب أن تعمل) تتحقق رحلة المطالب الشعبية كما وعد بها (ائتلاف دولة القانون ) وفى النهاية نكتشف أن جميع الوعود كاذبة وبالعافية علينا وعليكم يا شعب العراق على هذه المغذيات (دخانك عماني وطبيخك ما جاني ) ، إلا أن الحكاية كلها لعبة من ألعاب السيرك السياسي (أتمنى أن يخيب ظني) وتتغير أحرف التاريخ وثوابت معرفتنا بسياسي العراق الجديد (كبهلوان كبير) وانه مستعد أن يفعل أي شيء مقابل تحقيق مصلحته ، إلا إننا ما زلنا نشاهد ألعاب السيرك السياسي وشخصياته على ضوء المثل الشعبي (تدهدر الجدر ولكه قبغه) فنرى القائمة الواحدة تنقسم كروموسوماتها إلى 4 ثم 8 ثم الى 16وسبب هذه الانقسامات هو بفعل التأثير الحسي المادي ! وحينما يخترع أحدهم دواءً (لعلاج الوسواس القهري) أو علاجاً (للنفاق) سوف يجد المخترع من يقف بجانبه ويساعده على تحقيق اختراعه ، نؤكد ونقول إن الانفلات السياسي أخطر من الانفلات الأمني، ؟ ارحمونا يا دولة القانون أصبحت وجهوكم على الفضائيات غير مرغوب فيها بسبب كذبكم وسلوكم الباطني ، ولا يغرك أخي المواطن لحاهم وكلامهم المنمق والموشح بقال الإمام وقال الصحابي فكلهم سواء في الالتجاء إلى المكر لتستمر العاب السيرك السياسي ويضيع الحق كما تضيع أحلامك ، ما يحدث أبلغ دليل إن ( دولة القانون) تريد أن تبقى 30 عاماً في كرسي الحكم بوجود خلافات مستمرة بين مكونات العملية السياسية بشكلها الحالي لبنيانها الهش تغذيها قوى خارجية تدربت علي بث الفرقة ودق الإسفين حتى الوهن واليأس والإحباط تحيط بها جحافل الشر التي تريد أن تجهض على كل محاولة للإصلاح الحقيقي ، أن بقاء الأحزاب الحالية في السلطة التي جاءت بفعل الاحتلال والتدخل الإيراني الذي هو أس المشكلة غير مرغوب فيها وبقائها لا ينسجم مع تاريخ وعظمة وحضارة العراق ، الحل الحقيقي لمشكلة العراق هو انطلاق حركات وطنية عراقية الأصل من الداخل بروحية شباب انتفاضة ساحة التحرير لاستلام زمام المسؤولية وتقود العراق إلى بر الأمان والأمل ، السؤال هل يتحقق ذلك ؟ نعم نراه قريبا وان الظلم لا يدوم وسيرك التهريج لابد أن يغلق 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة