الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدين وأكثر

ضرار خويرة

2012 / 5 / 8
الادب والفن


اسمك ؟؟
وكم مرة كان يجب أن يسقط اسمك
...
منذ عقدين تبيعنا وهمك
منذ عقدين تتمسك باسمك
وتسمي البلاد بغير اسمها
وطناً للمتعبين الهائمين
المحاربين في غير الميادين
وطن الجوعى إلى كسرة عزٍّ
جوعى إلى يقين
منذ عقدين نؤمن بك ؛
لنأمن بكَ من موتنا لموتنا
وأكثر من عقدين
كلما كدتَ تموت وهبناك دمك
تحيا، ونموت مرة أخرى
قل لي أيها السيد المسكوت عن ثأرك
- وأنتَ تتهجأ علينا حروف اسمك -
قل لي ما أبقيتَ منك لذابحك فينا؟؟
وأنا منذ عقدين كلما سحبت سيفي
جرحت نفسي
وقطعت أصابع يدي ؛ لئلا تموت
قل لي، منذ عقدين ما أبقيت لعدوي فيك ؟؟
أراس حربة على سينك
ياسلام !!
نحن الذين اختصرنا الحلم إلى حلمٍ إلى حلمٍ
لأجلك أنتَ
وصرنا عاطلين عن الأحلام
والآن تقرر أن تموت ؟؟
بعدما أقنعتنا
أن البحر لايصل النهر إلا
بوصلة من الخطاب وجوقة الكذّاب
الآن تقرر أن تموت
والبحر لايصل النهر
النهر مبتور الماء
يا حزني ، ينابيع فجّرها الخمر
أواهِ ، كم أرقنا من الأحلام
أطفو أيها السيِّد الجميل على سطح أغانيك
بحزنٍ معتّقٍ
أكسره بنبيذٍ مستوردٍ
ثم أغطس في الكلام
الآن تقرّر أن تموت
ومن أحقّكَ بالحقِّ علينا
أهو خوفنا الموت والفناء ؟؟
لا ، أنت لاتقرّر أن تموت
نحن أردنا ، فمت الآن
..
ما كان عليّ أن أنام في حضن امرأتي
كأتّونٍ ..
أنفخ النار في صدرها الليل كلَّه
وأدعي الفحولة
منذ عقدين ...
تخاف امرأتي الموت وتخاف غيابي
تخافني كلما ثرثرت
كلما أسرفت في الكلام
موتٌ ... موتٌ
فمن لايخاف الموت أيها السيِّد ؟؟
كلنا نخاف الموت ...
بكرُ كادت تفني .. كلها تفنى
أفلم تخف بكرُ من الموت ؟؟
طوبى لفتية اشتروا الأيام
- هكذا قالت ، وانطلقت نحو الموت -
ونحن .؟؟
نحبُّ النساء والخمر أيها السيِّد
نحبُّ النساء والخمر
نحبُّ الغناء ، نحبُّ الحياة
وأكثر، نحبُّ أسماءنا الأولى
وما أحوجنا لنساء يعلمننا الحياة
لامرأة تذبّ وجه خيلي بوشاحها
وتقول :
لست لي ما لم تمنعني
ما لم أشتم فيك رائحة الحروب
والدمِّ ...
لست لي وأنا أرضك وعرضك
أنا لا أريد امرأة تخاف من الموت
...
تعدّدت الأسماء ..
تعدّدت أيها السيِّد على الكلام
وكلها ميتات ، فكم نعشق من الميتات
والحرب موتٌ ، أنت موتٌ
والشرق موتٌ والغرب موتٌ
أيضا الوسط موتٌ
في الجوِّ في البرّ في البحر
كلها ميتات أيها السيِّد على الكلام
حتى في الحبِّ موتٌ
فلا تقل لي ....
أنا لست اسيراً للماضي
وما كان على الأعراب
أن تملكني أرضا يضيق عنها المدى
ما كان على الدهر
أن يقتطع لي منه دهرا لا يُـنسى
وما كان لي أن أحيا في زمنٍ ليس لي
فلا تقل لي ،
ما ذنبي إذ كان الماضي أوثق خطىً
والحاضر حلمٌ في غيمة أصابها إمساك
لا تبشرني بمستقبل آتٍ
فماذا قد أكون ؟؟
أميراً على بلاد عييتُ أقطعها
ولم تقطع ..
شاعراً لقوم ؟؟
وألا أَجِدَ لهم ما يُفتخر به ويُرفع
لا امرأة أيها السيّد تأتي من قادمك
تصطاد قلبي
وتقف على درب الذاهبين إلى الحرب
تناديني:
أنا لا أخشى عليك الموت
فمُت كما شئت ،
ويكفيني أن يعود اسمك لي سالماً
فأين اسماؤنا أيها السيِّد
دمنا الذي وصل البحر بالنهر
طقوس نشوتنا
أين ؟؟
ولا تخبرني شيئا عن الخمر
قد كنّا خير من شرب الخمر
عَصَرَ الخمر ووصف الخمر
وكنّا أيقظَ سُكارى
نحمي الأرض ونصون العِرض
نموت لنحيا
صحواً كنا أو سُكارى
..
وما أنهلتنا أيها السيِّد من خمرك ؟؟
لنسقط في الحسابات !!
كم مرةٍ كان عليك أن تسقط - سهوا- من جيب الكلام
بنقيضك
كم مرة ؟؟
فمنذ عقدين وأكثر
آمنا بكَ كاملا ، وما كنّا بمؤمنين
منذ عقدين وأكثر
نتوهم الحياة ونُوهِمُ أطفالنا بالحياة
وأنت تمنح قاتلنا رأس حربةٍ
على حد سينك
وما كنت اجرح نفسي كلما جردت سيفي
كانت سينك تطعنني خلسة
أتوهم فيك النور
فتأتيني من ظهري في الظلام !!
آهٍ أيها السيد المهدور دمك
آه لو يثأر الكلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي