الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصواتنا للشمس.... لك يا عراق !

ثامر قلو

2005 / 1 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


!الاحد القادم المصادف الثلاثين من كانون الثاني , ليس يوما عاديا , لدى أبناء الشعب العراقي , ولن يكون ؟! انه يوم الايام , انه عرس عراقي كبير , يسهم في وضع لبناته العراقيون جميعا بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية , لانه ببساطة حدث كبير , انه يسجل الساعات الفاصلة بين حقبتين تأريخيتين , حقبة طالت كثيرا , وتحمل خلالها العراقيون ما لا يطيقه بشر, جوع وحروب ومأسي كثيرة لم تنته ابدا عبر عشرات السنين من ولادة الدولة العراقية الحديثة, كان ابطال الغي فيها انظمة متخلفة وشوفينية لا تمت للعصر بشيء , كان اخرها نظام العصابة والعشيرة , بقيادة جرذ العوجة, وحقبة اخرى قادمة , نريدها ان تختلف عن سابقاتها , لانها تؤسس للعراقي الجديد الحالم بولادة العراق لكل العراقيين , عبر بناء دولة القانون والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة , دولة يقول فيها العراقي أنا ذا عراقي متفاخرا أمام الامم , والشعوب المتحضرة .

مسيرة اجتياز مرحلة التخلف والدكتاتورية الى المرحلة الجديدة مرحلة بناء الدولة العصرية المؤسسة على روح القانون وتطبيقه الفعال , ليست عملية يسيرة بل هي عملية شاقة وطويلة يحدد الثلاثين من كانون الثاني اولى خطواتها الراسخة , وتحتاج الى جيل من القادة المؤمنين روحا بالتغيير وتجديد كل ما من شأنه تذكير العراقي بالغبن والتخلف والطائفية , وغيرها من الشكليات البالية , رجال يعتمدون لغة العقل والمنطق في تعاملهم مع انفسهم ومع شعوبهم ومع البلدان الاخرى , فهل يتوفر في العراق الجديد مثل هؤلاء الرجال ؟

بعد السقوط المدوي للدكتاتورية كنت متيقنا كما هو شان أخرين بولادة تيار علماني وليبرالي كبير , يزحف كانسا كل قديم وبالي , ومؤسسا لحياة جديدة , معتمدين اساسا على المأسي والنكبات التي حلت على العراقيين عبر اعتماد الانظمة المتعاقبة على صنوف من القوانين البالية والعتيقة التي لم تعد تنسجم مع روح العصر , وتوظيف رغبات الناس بالتغيير لجهة تأسيس الحداثة والعصرنة في الشارع العراقي , لكنه ماذا حدث ؟هل نهض التيار العلماني , أو الليبرالي وتم له استنهاض الجماهير, بما يتطلبه العراق الجديد ؟

الايام او الاشهر القليلة الماضية كشفت عن حقيقة الليبراليين الجدد , على أشكالهم , فبدلا من أن يلقي هؤلاء بعض الحمل المهتريء عن كاهل العراقي , صاروا يتلبسون هم بلبوس الطائفية , ويدعون لها ,ويتفاخرون بمزاياها, متوجين الانتهازية بكل دناءتها وتفضيلهم ا لمصالح الشخصية الضيقة ,ومؤكدين في الوقت عينه على انتهازية الانتلجنسيا التي لا تؤمن بهدف ما أو فكر معين ,

لكن العراق لن يخلوا من الرجال النزيهين والقادرين على قيادة التيار العلماني , واصحاب المشروع الحداثي, رجال افنو جل حياتهم يناضلون من أجل التغيير والعدالة وتحقيق حقوق المواطنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , عبر النضال في الجبال أو مقارعة الدكتاتورية في الداخل , مترفعين عن مصالحهم الشخصية الضيقة , وواهبين حياتهم وزهرات شبابهم لقضية الكادحين , والفئات الضعيفة في المجتمع كالمراة والقوميات الصغيرة ,

الحزب الشيوعي العراقي هو المؤهل لقيادة التيار العلماني والحداثي في المجتمع العراقي , يحتاج قوته وبأسه فئات عديدة من ابناء الشعب العراقي , يحتاجه المثقفون والشعراء والكادحون والمراة وأبناء القوميات الصغيرة لانه المدافع الحقيقي عن مصالخ هؤلاء , انه العراق , لان خميرته , اساسها العربي والكردي والكلدواشوري والمندائي والايزدي, فالشيوعيون واصدقائهم يكافحون دون هوادة لبنا ء عراق جديد , عراق هؤلاء كلهم .

أيهاالمثقفون , ايها الكادحون , ايتها النساء , لا تغرنكم العاطفة , ولا الطائفية الضيقة , لكن حكموا المنطق لدى اختياركم , فالعراق ومستقبل ابناءه يستحق التوقف والتأمل, أيها الناس امنحو أصواتكم لقائمة الشمس الحمراء , قائمة اتحاد الشعب , ان كنتم تريدون , اختيار اناس نزيهين , يترفعون عن المصالح الضيقة وحريصون في الوقت ذاته على بناء عراق لكل العراقيين , ولعل ما لا يعلمه كثيرون أن العراق في النصوص السومرية يعني أرض الشمس, فاني أمنح صوتي المتواضع للشمس الحمراء , لك يا عراق !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة