الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطردوا رموز الانهزامية من فعاليات مطلب تحرير الاسرى الفلسطينيين

خالد عبد القادر احمد

2012 / 5 / 8
القضية الفلسطينية


في الوقت الذي تتنافس فيه حركتي فتح وحماس على اظهار اكبر قدرة على تعطيل المصالحة الفلسطينية, والحاق اكبر ضرر بالموقف والحقوق الفلسطينية, نجد قوى الكيان الصهيوني على العكس من ذلك, تعمل على رص صفوفها من خلال ردم هوامش تبايناتها, وتعزيز وحدتها _ الوطنية _, من اجل تعزيز القدرات الصهيونية على مواجهة الضغوط الدولية التي تحاول ان تفرض عليها تسوية لا توافق بل تعترض حركتها على طريق تحقيق شعار اسرائيل الكبرى,
لقد زامن تصريحات عزام الاحمد عن تعطل المصالحة الفلسطينية وعبثية التصريحات حولها, توقيع حزب كاديما اتفاق مفاجيء مع الليكود يدخل بموجبه كاديما الائتلاف الحكومي الصهيوني بقيادة الليكود, مما ابرز مفارقة تناقض السلوك الفلسطيني مع الاهداف المعلنة لقواه, وتناغم سلوك القوى الصهيونية مع اهدافها,
في انتخابات حزب كاديما عاقب الناخب زعيمة الحزب تسيبي ليفني وسحب ثقته من قدرتها على زعامة الحزب, نظرا لتلمسه تباينا في موقفها عن الاتجاه الصهيوني العام في كيفية التعامل مع التسوية السياسية, ونقل هذه الثقة الى شاؤول موفاز,والقى عليه بمسئولية اعادة حالة التناغم بين الحركة الذاتية للحزب مع التوجه الصهيوني العام, الذي سرعان ما بادر الى ضم الحزب للائتلاف الحاكم من اسوأ الشروط, كوزير دولة بلا وزارة ونائب لنتنياهو, مقدما بذلك شهادة حسن ادارة سياسي لناخبه الحزبي وللشارع الصهيوني وحسن اصطفاف داخل اطار الموقف الصهيوني العام وبتناغم مع حركته, وفي الاصرار على العمل على انجاز الرؤية الصهيونية الخاصة للتسوية مع الفلسطينيين من عبر تطبيقها بصورة منفردة وعملية, مباشرة على ارض الواقع, وتحرير الائتلاف الحكومي ورئيس وزراءه نتنياهو من الضغوط, الدولية التي تستهدف فرض رؤيتها الخاصة للتسوية على الكيان, والضغوط الداخلية التي تستهدف ابتزاز الائتلاف الحكومي لمصلحة الاجندات الحزبية والاجتماعية الخاصة,
ان هذا السلوك الصهيوني يعكس مستوى ادراك عال لترتيب اولويات لائحة الاهداف القومية العامة, واولويتها على الاجندات الداخلية المتعددة, ليس فقط في ادراك النخبة الصهيونية الفكرية والسياسية, وانما ايضا في ادراك المواطن _ الناخب بصورة عامة, لذلك دأبت القوى الصهيونية على حسم تنافسيتها الداخلية ديموقراطيا عبر البرهنة عن اعلى مستوى التزام بالبرنامج الصهيوني, واولويات مرحليته, وعن احسن صورة اصطفاف سياسي واعلى انتاجية اقتصادية واجتماعية تتيح القدرة على الحفاظ على تفوقه علينا وتعطيه الفرصة لتعديل موازين القوى لصالحه مع الموقف الدولي,
اما نحن فالفصائل _ الوطنية؟ _ الفلسطينية تعمل باصرار لا يلين على حصارنا في تخلف فكري عرقي يطرح علينا معركة تحرير السماء والصحراء, القاحل كلاهما, وتبقينا اسرى سوقية تبادل الاتهامات ومقارنة الشفافيات, دون ان تحس اي منها بمسئوليتها الخاصة عن ايصال الفلسطينيين لسوء الحال هذا,
ان مواطنا لا يدرك ان لاجندة الوطن والمجتمع الاولوية على الاجندة الفصائلية هو مواطن لا يستطيع تحرير وطنه ومجتمعه, الا اذا انتقل من معركة تحرير السماء والصحراء الى معركة تحرير الوطن, فليس غريبا اذن ان يكون تحرير العقول مقدمة لازمة لتحرير الحركة,
ان سلامة البرنامجية الوطنية ترتهن الى مقدار وضوح حدود وتخوم طبوغرافيا المصالح القومية في الوعي الجمعي للمواطنة ونخبها, فهذا هو ضمانة امتلاك القدرة على تحقيق الانجاز الوطني المطلوب , اما التغني بالوهية قدرة محمود عباس وخالد مشعل ونايف حواتمة واحمد سعادات.....الخ على الابداع وعبادتهم تبعا للك, فهي شكل من اشكال خيانة الوطن,
لقد نجحت الصهيونية بمختلف وسائل واساليب فن الادارة عن بعد في التحكم في منهجية القرار الفلسطيني في ادارة الصراع معها, وليست معركة الاسرى الراهنة سوى معركة فرضتها الصهيونية على المجتمع الفلسطيني, كما تفرض معركة صهينة القدس ومعركة الحلول الاستيطاني......الخ, وليس هدفها من وراء ذلك سوى تفكيك القضية الفلسطينية الرئيسية الى قضايا ثانوية ونوعية متعددة, تجر خلالها الشعب الفلسطيني الى حالة شتات فكرية تمنعه من التركيز على اسلوب واداة ومجال المواجهة الرئيسي معها, ولم يكن لها ان تنجح في ذلك الا لانها قرات جيدا خلل صيغة برنامج النضال الفلسطيني ونقاط ضعفه وفي مقدمتها ضعف مستوى الوطنية المتبدية في هذه الصيغة نظرا للاهتمام الفلسطيني الرئيسي بمعركة السماء والصحراء وقيام الفلسطينيين انفسهم باحلال هذه المعركة محل معركة التحرر الوطني
لقد هبطت القضية الفلسطينية من مستواها السياسي الشديد الاهمية في الصراع العالمي, الى مستوى القضية الاقليمية الانسانية التي يمكن ان يسوى صراع اطرافها بمقولة حل الدولتين على الارض المتنازع عليها, وهو ما انجرت له بلا استقلال ارادة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية, مما زاد في حدة الصراع بين مقولة الارض العربية ومقولة ارض الوقف الاسلامي, وعمق نهج الانقسام والانشقاق الاصيل في مجتمعنا المنقسم على معركة المفاضلة بين اله الاسلام السياسي و اله اليهودية السياسي واله المسيحية السياسي, علما ان اله الفلسطينيين السياسي بعل هو الاجدى والاحق ان يتبع. فهو على الاقل لا يزال يطعمنا طعاما لا تلوثه الهرمونات والمواد الكيماوية,
ان حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل وخصوصا الجبهة الديموقراطية لا تقل بعضها عن بعض اجراما حيث هدرت قضيتنا واضاعت حقوقنا, وعملت على تكبيل مبادرتنا الوطنية واعادت تقييدها بالموقف الاقليمي والعالمي وحركته, فلا غرابة ان يجتمعوا على قباحة منظر شخوصهم الاعلامي وتقزز النفسية الشعبية منهم
ان تقديري لتضحيات اسرى فلسطين وجرحاها وشهدائها يدعوني الى توجيه رسالة الى اهاليهم لان يستقلوا بنشاطاتهم وتفاعلاتهم وان يطردوا كل رمز فصائلي كاذب منافق يحضر لمواقع التفاعل الجماهيري مدعيا انه يشعر بالام وعذابات شعبنا, لاننا نتقبل وجاهتم انما نعزز المواقع القيادية لرموز الخط الانهزامي الذي يعتقل المبادرة الوطنية الفلسطينية على راس حركتنا الوطنية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا