الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكرة في اللغات

حميد المصباحي

2012 / 5 / 8
الادب والفن


الفكرة,تختلف باختلاف اللغات,ليس بالمعنى اللساني,بل بمعنى أن هناك أنماطا من الفكر,تقتضي أشكالا مختلفة من القول الفني المكتوب,هي غيرها في الفلسفي,والسياسي وحتى الديني,لذلك للفكرة في الرواية والشعر دلالتها,وخصوصيتها,فإذا كان الشعر يحاول السمو بها,
باحثا عنها بما يناسبها من الكلمات,بحيث تنطق لتحيل على المعنى قبل تمثله,متجنبا الخشن منها نطقا وحتى إيقاعا,مستنجدا بموسيقى الصوت,لتسكن فيها المعاني هادئة مسترسلة,لتتشكل بها صور شفافة يظهر من خلالها غيرها الخفي,مما لايلغيها أو يمس بناءها العام,فإن الرواية,تقدم الفكرة,كصورة مخدوشة الجوانب,وكأنها تبحث في المعتاد والمتلاشي في الحياة لتبعثه من جديد,غريبا في مبناه ومحتوياته متمايلة,منتشية بإعادة قراءة الجروح المنسية,تاريخا,وحالات نفسية,ومتاهات اجتماعية في عمق وعي الكائن البشري,أو حتى لاوعيه,لاتعتني الفكرة في الرواية بإيقاعات الكلمات,حتى لايفتتن القاريء,بالمباح والمحكي,فينتشي السارد بقدرته الأسطورية على التحكم في غيره,وهي لعبة الروائي,الذي كلما أخطأ التصويب,علق كلماته وتهم الغواية في عنق السارد,ليهرب هو من مسؤولية البوح المفضوح,ناسبا وضوحه وعراءه لوهم يسميه النقاد السارد تجنبا للحرج,بينما الشاعر يظل سيد القول,هو هو ما يقول ويكتب,لكن ألا يتفاعل هذان الكائنان؟
عندما يكتب الشاعر رواية,ندرك شاعريته,بنسجه لأحداث منفلتة من عالمه الشعري,إنه يكتب حول ما يعجز عن قوله شعريا,بحيث يستوحي المعاني من كلمات سبق أن قالها فعلقت بذهنه,ورسخت دلالات غير مكتملة,لأن الإيقاع الشعري رفضها,فتحين فرصة القول بها روائيا,واستدرجها لنسقه الحكائي,فبدت سامية مخترقة في سياق اليومي كما تراه الرواية,التي باختراق الشعر لها تكتسب دعامة جديدة بتخلصها من المفارق المفروض دائما على الرواية.
لكن عندما يكتب الروائي الشعر,ولو بشكل نادر,تبدو القصيدة حكائية كالأساطير,تريد قول الكثير,فتضيع في السردي بصيغ التغليب,كمن يرقص طالبا من الموسيقيين عزف المناسب لحركاته الفنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده