الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال : الانتخابات الرئاسية في مصر شأن عربي بامتياز

عليان عليان

2012 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات الرئاسية في مصر شأن عربي بامتياز

يتابع المواطن العربي منذ أن لاح فجر الثورات العربية في تونس التي شكلت قوة الحافز لثورة 25 يناير المصرية ، أدق التفاصيل لحراكات الثوار المليونية في ميدان التحرير ولإعتصاماتهم ومظاهراتهم المتكررة ، في شارع محمد محمود وفي ساحة مجلس الوزراء وأمام مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية وفي كل ميادين وحواري مصر، وهم يهتفون بأعلى صوتهم بضرورة تقصير المرحلة الانتقالية لحكم العسكر، وإنهاء حكمهم ونقل الحكم للمدنيين وصياغة دستور جديد ، حتى تتفرغ مصر لمهامها الوطنية على الصعيد الداخلي والخارجي ، ولتكنس الوسخ الذي لحق بها جراء الحقبتين الساداتية والمباركية .
ومنذ أن بدأ السباق الانتخابي لموقع رئيس الجمهورية في مصر ابتداء من تقديم طلب الترشح ، وصولاً لبدء المعركة الانتخابية وملايين العرب يتابعون أدق التفاصيل الخاصة بهذه الانتخابات سواء تلك المتعلقة بانتماءات المرشحين السياسية ، أو برامجهم السياسية أو سماتهم الشخصية ، على نحو فاق في بعض الأحيان اهتمامهم بالانتخابات في بلدانهم.
وهذه المتابعة التي باتت ترقى لمستوى الظاهرة تعود للدور المركزي المشرف الذي لعبته مصر في خدمة قضايا الأمة ، منذ مئات السنين نظراً لتوفر العناصر التي تؤهلها للعب هذا الدور ، على صعيد التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا والإمكانات الثقافية والإبداعية والدور القومي الرائد على مختلف الصعد ، في الدوائر الرئيسية الثلاث العربية والإفريقية والإسلامية.
ذلك الدور الذي تم العبث فيه منذ انقلاب الردة الساداتية في 15 مايو 1971 ودور سماسرة الانفتاح ، الذين وضعوا كافة أوراق اللعبة السياسية في السلة الصهيو- أميركية، وبعد وصول مبارك ونظامه للسلطة والذي عمل بلا هوادة ، على سرقة مصر ورهنها في سوق النخاسة على يد مجاميع من اللصوص ، الذين لا ينطبق عليهم أي وصف في قاموس التصنيف الاجتماعي والطبقي سوى أنهم لصوص سرقوا مصر وعملوا بكل خيانة وطنية ، على بيعها للأجنبي بأبخس الأثمان وعلى وضع قرارها السيادي في تل أبيب وواشنطن لدرجة وصف فيها الوزير الصهيوني السابق ديفيد بن اليعازر نظام مبارك بأنه كنز استراتيجي (لإسرائيل ) ، ولدرجة أن قال مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب المصري في عهد المخلوع مبارك " أن طريق مصر إلى واشنطن، يمر من قلب تل أبيب ".
إن هذه المتابعة الشعبية العربية الدقيقة ، للانتخابات الرئاسية في مصر يمكن تفسيرها بعدة عوامل أبرزها:
أولاً: الدور المركزي لمصر ، فرغم أهمية كافة الثورات التي عمت العديد من البلدان العربية، منذ حوالي عام ونصف إلا أن تأثيرها يظل محدوداً ، إذا لم يحدث التغيير الجذري في مصر ، فالتغيير الجذري فيها على صعيد الداخل من منظور الديمقراطية السياسية والاجتماعية وعلى صعيد السياسة الخارجية المستقلة، سينعكس بالإيجاب على مجمل الوطن العربي، لأن التغيير في مصر شكل تاريخياً قاطرة التأثير والتغيير في عموم المنطقة.
ثانياً: الأمن الوطني والقومي: لم ينفصل الأمن الوطني لمصر تاريخياً عن الأمن القومي العربي ، والعلاقة كانت مترابطة وجدلية بينهما حيث أن مساحة الأمن القومي لمصر ، امتدت منذ آلاف السنين من جبال طوروس في الشرق ، إلى المحيط الأطلسي في الغرب ومن البحر المتوسط شمالاً ، حتى وسط أفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية وصولاً لبحر العرب جنوباً.
وفي ظل الحقبة السوداء لنظامي السادات ومبارك تخلى هذا النظامان عن مقولتي الأمن الوطني والقومي ، بعد أن رهنا القرار السيادي لمصر لكل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، فأصبح الأمن الوطني والقومي لمصر ، محشوراً عند بوابة معبر رفح من أجل توفير الأمن والحماية للكيان الصهيوني ، ناهيك أن أمن مصر المائي في حوض النيل بات مهدداً ، جراء تخلي النظام عن الأمن الوطني والقومي ودعمه العملي لانفصال جنوب السودان عن شماله.
ثالثا: أن معاهدة كامب ديفيد التي وقعها نظام السادات مع العدو الصهيوني عام 1978 والتزم بها نظام مبارك، والتي ضربت السيادة المصرية على سيناء وعلى عموم مصر ، أخرجت مصر من دائرة المواجهة الصراع مع الكيان الصهيوني ، وحولتها عملياً إلى حليف تابع لكل من (إسرائيل ) وواشنطن في مواجهة المقاومة العربية ومن ثم كشفت ظهر الأمة العربية ، وفتحت الطريق أمام معاهدات الذل والتسوية اللاحقة وسهلت مهمة العدو في احتلال جنوب لبنان وقصف المفاعل النووي في العراق، والعدوان على العراق واحتلاله لاحقاً والعدوان الصهيوني المستمر، على الشعب الفلسطيني والمشاركة في جريمة إحكام الحصار على قطاع غزة ألخ.
رابعاً: أن لجوء نظامي السادات ومبارك إلى ضرب وتدمير نهج التنمية المستقلة ، وتصفية القطاع العام ، وخصخصته والارتهان للمعونات الأميركية المشروطة ، والارتباط المذل بصندوق النقد الدولي وضع مصر في دائرة التبعية ، ما أفقدها دورها الريادي على صعيد الإقليم والمنظومات الإقليمية ، وأصبح دورها على صعيد الدوائر الثلاث وعلى صعيد العالم الثالث ومنظومة عدم الانحياز "صفراً مكعباً " ، ومكن دول إقليمية أخرى من تسيد الموقف بل أن دولاً عربية أخرى لا يعادل عدد سكانها ، عدد سكان حي من أحياء القاهرة أصبح حضورها السياسي والإقليمي ، يتفوق بكثير على دور مصر.
لهذه الأسباب مجتمعة وغيرها تتوجه أنظار الأمة إلى مصر لأن يتبوأ موقع الرئاسة فيها رئيس يصل ما انقطع، من تجربة ثورة 23 يوليو بقيادة خالد الذكر جمال عبد الناصر ، ويراكم عليها على قاعدة تجنب ثغراتها وفق برنامج يحاكي منظومة أسسها وقيمها ، كبرنامج المرشح الرئلسي حمدين صباحي ، يحدوها الأمل والثقة أن تعود مصر إلى أمتها وفق الدور الذي يليق بها ، كقائدة لها ولمشروعها النهضوي وأن تضع قدميها على سكة التخلص التدريجي من معاهدة كامب ديفيد ولتعيد الاعتبار للتنمية المستقلة ، على طريق التخلص من التبعية ولتعيد الاعتبار للأمن القومي العربي ، الذي تشكل فلسطين حلقته المركزية.
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم