الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الكائن والممكن صوت وصدى ...

عبدالرحمان بينكو

2012 / 5 / 9
الادب والفن


كل يوم أبدأ أعفو لعقلي في زمان لا زمانه لكني حقا في مكاني، كتلة هي مثقلة ببنات الأفكار لها قدرة عجيبة على التوالد والتكاثر، فكل فكرة هي ابنة لأخرى سابقة، ووالدة لعشرات تالية. بل إن للأفكار قدرة أعجب على جذب الأفكار المتضادة، وإنتاج فكرة ثالثة من تقارب الضدين. إكتشاف جغرافي فكري جديد ألامسه، له قدرة خارقة على الإختراق والمراوغة، فتقترب مني فكرة حتى أكاد ألامسها بيدين مرتعشتين، وأرى كل ألوان تفاصيلها بعين بصيرتي، فكلما إقتربت منها تباعدت، واختفت بين أبنائها، حتى أشعر أن ريحا خفيفا كان يداعب قاربي. فما إن أتسلح بقلم وورقة لخوض تجربة الاصطياد، متسللا بين هذه الفكرة والأخرى، حتى أتفاجئ بأفكار كالغزلان في البرية، فأحمل قلمي وورقتي التي مازالت بيضاء وأحولها راية للإستسلام...

وما إن أشعر بالتعب في البحث والتنقيب، أرجع للواقع غير مندهش لأشاهدها تتوالد وتتكاثر ... تعبت في البحث عنها وتتبّع آثارها، و انشغلت في تناقضاتها وتجاذباتها، و اندهشت لمشاهد توالدها وتكاثرها…. هاهي التي طالما طاردتها تستسلم بين يدي، تتشكل بكلماتي، وتطيعني للحظات قبل أن تحلق بي مرة أخرى إلى أفق جديد...ورحلة جديدة....

لكن الرحلة المخيفة التي لم أشهد مثلها ولن تتكرر مشاهدها في حلقات حياتي كانت، عندما وافقت لمخيلتي بركوب زورق بدون بوصلة، منطلقا من واقع كائن بغية الوصول إلى الواقع الممكن، تاركا كل الأكاذيب التابعة لنظام الحكم وما تروجه من سياساتها القذرة من اصطناع المواقف والأحداث والقصص البوليسية، مستخدمة كل الأساليب الشيطانية للوصول إلى غايتها، بينما في الخفاء تتمظهر السيرة الحقيقية...

يلتف الحراس حوله، فور آذان المؤذن، لم ينسى نصائح خلصائه، بأن يكون صوته باردا وجافا وان يطيل السجود، ها هو الواعظ الديني الذي يسمع ولا يحدث، إنه تجسيد للذات الإلهية، يتنمط حتى نرى فيه حقا خليفة الله في أرضه، فمن يستطيع الإجتهاد أكثر منه؟ ومن يستطيع ان يكون على صواب أكثر منه ؟ إنه جسد تجري فيه دماء مقدسة، وحرام علينا ان نقول أنه أخطأ...

إستمر الصوت الهادر يتردد طبعا لأنه منطق الواقع، حينها لم أتردد من إعارة أفكار من جمهورية أفلاطون لأتناسى، (كيان سياسي: حقل للاختيار، إقتصادي: تتوزع فيه الثروات، إجتماعي: مساواة بين الأفراد، أخلاقي: تسود فيه مبادئ الاحترام والفضيلة،..) معمار بشري جسدته أفكار من ضمير جمعي، يحكمه قانون وضعته أيادي حكمتها مخالب من حديد، ورأي موحد يتفق عليه الصغير والكبير، رسمت بأفكاري الطفولية واقعا لن يتناطح عليه عنزان، لكن أهملت قانون الطبيعة، فللنمل ملكة وللنحل كذلك، فهل يستغلون الدين ؟ لم أجد إجابة !!!

لا عيب أن تحكم الأميرة _الملكة_ النمل أو مملكة النحل، بل العيب أن تتسلق شرذمة وصولية إنتهازية لتحريض الملكة للدفع بتصفية صوت شتوي لنملة أو لنحلة لم تأكل مما كدًت وعملت لإدخاره بعرق الصيف...

فموتها كحياتها، وحياتها كمماتها، لابأس... لقد قتلها ثقاتها، فهم من يفرقون الأرزاق نيابة عن الخالق فهم صائبون تارة في العفو، وتارة أخرى في قطع الرقاب، لكن العيب ليس عيب عرش مملكة النمل بل العيب في النمل الذي صار لديه أجنحة. سأحذر العرش مرة وسأحذر من حوله مرتين...

يتبع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل الامتحانات.. خلاصة مادة اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية


.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي




.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم