الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي ومهمات المرحلة

صادق إطيمش

2012 / 5 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد مرور اشهر من النقاشات المستفيضة التي إضطلع بها كثير من المثقفين والمفكرين والناشطين في الحقل السياسي من الطبقات المختلفة داخل وخارج الوطن حول الوثائق التي طرحها الحزب والمتعلقة ببرنامجه السياسي ونظامه الداخلي وكل ما يتعلق بمسيرة الحزب التي سيقررها المؤتمر التاسع ، إنعقد هذا المؤتمر الذي ينتظر العراقيون الديمقراطيون منه الكثير في هذه المرحلة بالذات التي يمر بها الوطن والمتفاقمة بكثير من المهمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية التي اثبت الواقع عجز القائمين على العملية السياسية في وطننا عن تجاوزها ناهيك عن إيجاد الحلول الناجعة لها والتي يمكن ان تصب في مجرى الإنجازات التي ظل ينتظرها المواطن العراقي منذ سقوط دكتاتورية البعث وحتى يومنا هذا دون جدوى .
إن كانت البداية تعني شيئاً من التنبؤ بما ستكون عليه النهاية في اي مجال من مجالات الحياة ، فإن حفل الإفتتاح الذي بدأ به الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره التاسع يشير إلى امور عديدة هامة قد تشكل طبيعة ونوعية المسار الذي سيأخذه المؤتمر وما يخرج به من قرارات في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها وطننا. وإذا إعتبرنا كلمة سكرتير اللجنة المركزية للحزب التي القاها في حفل الإفتتاح هذا تشير إلى المواضيع المطروحة للنقاش امام المؤتمِرين ، إضافة إلى نقاشات البرنامج السياسي والنظام الداخلي للحزب ، فإن اي محلل منصف لهذه الكلمة سيجد فيها كل ما ظل يفكر به إلإنسان العراقي الذي يعيش آلام التصرفات المشينة لقادة العملية السياسية في وطننا منذ سقوط دكتاتورية البعث وحتى اليوم .
لقد رسمت هذه الكلمة سياسة الحزب التي تبناها وناضل من اجلها سواءً كان ذلك على طريق النضال الوطني العام اوعلى طريق النضال المرحلي والتي شخص فيها السكرتير العام ، باسم الحزب طبعاً ، مهمات المرحلة القادمة وسبل التخلص من الأزمة الخانقة التي كبلت القوى السياسية العراقية المتنفذة نفسها بها سواءً علمت بذلك ام لم تعلم .
فقد اكد الحزب الشيوعي العراقي وبكل وضوح وإصرار على ما تبناه منذ سقوط النظام الدكتاتوري وحتى يومنا هذا والمتعلق بتبني الهوية العراقية كهوية وحيدة لا تنافسها الهويات الأخرى التي إبتدعتها قوى الطائفية المقيتة والقومية الشوفينية والتي حاولت بها ومن خلالها تفتيت المجتمع العراقي للتشبث بسياستها القائمة على المحاصصات في إقتسام خيرات الوطن والمشاركات في نهب وسلب وسرقة هذه الخيرات . كما شخص الحزب موقع المسؤولية المباشرة لكل هذه السياسات الخاطئة والمُخجِلة حينما وضع مجلس الوزراء بالذات امام المسؤولية الأولى في تبني وانتاج وتفعيل مثل هذه المحاصصات والمشاركات المشينة . إن هذا التشخيص إن دل على شيئ فإنما يدل على عمق إضطلاع الحزب الشيوعي العراقي بتبني مصالح الجماهير وعدم وقوفه متفرجاً على إنتهاكها ، سيان من اية جهة جاء هذا الإنتهاك ، خاصة إذا ما جاء من القوى السياسية الحاكمة التي سوف لن تقف أمام هذه الطروحات موقف الذي يعترف بالخطأ بغية تصحيحه ، بل قد يدفعها غرورها ، وهذا شأن الحاكمين دوماً ، إلى ركوب رأسها والإستمرار في تخبطاتها وبالتالي إستمرار الجماهير في معاناتها التي لم تنته بانتهاء دكتاتورية البعث ، كما كان الكثير يتوقعون .
كما أكد الإحتفال بافتتاح المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي على وحدة العراق المتمثلة بالفعاليات الفنية التي اراد الحزب من خلالها ان يؤكد على مناداته بوحدة الهوية والتي ستكون حتماً واحدة من الأسس الرصينة التي سيبني الحزب عليها سياسته المستفبلية والتي سيقرها مؤتمره التاسع والتي ستستجيب لطموحات كل العراقيين البعيدين عن التوجهات الطائفية والإنقسامات الدينية والإصطفافات العشائرية والتمحورات المناطقية واللاهثين نحو الإنحيازات الإقليمية باسم الدين تارة وباسم القومية تارة أخرى ، والدين الحق والقومية الإنسانية من كل ذلك براء.
إن مسار إحتفال إفتتاح المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي بعث ليس في نفوس الشيوعيين العراقيين وأصدقاءهم فقط ، بل في نفس كل عراقي يسعى لبناء عراق جديد فعلاً ، قوة التفاؤل باستمرارية وجود مَن يضع الوطن وليس غير الوطن في مقدمة مهامه في العمل السياسي . الوطن الذي لا نريده إلا بوجود الدولة المدنية بكل ما تتضمنه هذه الكلمة من معنى وبكل ما تضمنه من حقوق وما تخطط له من واجبات ضمن المجتمع العراقي الجديد في العراق الجديد .
إن قلوب الكثير من العراقيين التي تخفق اليوم مع قلوب المؤتمِرين بعيدة عن صالات الإجتماعات والنقاشات ، متطلعة إلى قرارات تأخذ مهمات المرحلة القادمة بنظر الإعتبار مهما كانت التضحيات التي ستواجه الحزب الشيوعي العراقي في تبنيه لمثل هذه القرارارات ، وهو المعروف بحزب التضحيات والشهداء ، طالما انها تصب في التيار الذي يريد المواطن العراقي ان يأتي له بكل ما يستحقه من حياة حرة كريمة وسعيدة في وطن حر ابي .
فألف تحية وتحية إلى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي ، ولترتفع عالياً في سماء وطننا رايات الوطن الحر والشعب السعيد .
الدكتور صادق إطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهوية الوطنية الحقة ,هي المعيار
رعدمهدي ( 2012 / 5 / 9 - 23:19 )
تحية طيبة
تنظر الاحزاب والكيانات السياسية بتفدير كبير لموقف ورؤية الحزب ,وهو يتحمل مسؤلية واستقلالية قراراتة السياسية ,وبالذات قبل التغييرواسقاط النظام الدكتاتوري...وما طراء من تغيرات انعكست عاي وضع الحزب وقد تجعله كيانا هامشيا اذا لم يواجه التحديات ويتجاوزها بمنهج ورؤية وخطاب مختلف,وعلية ان ينتهج سياسة صريحة وواضحة ازاء تلك الكيانات السياسية والدينية والقومية وهي تجر الوطن للهاوية وتقسيمه لكيانات ضعيفة كما يريدها الكرد مثلا
علي الحزب ان يستفاد من الظروف الجديدة وبظل اعلام حر وقيام مؤسسات مجتمع مدني وانتخابات وكل ذلك التغيير في لوحة المجتمع العراقي ....ونامل من مؤتمره الخروج بالية عمل جديدة تشمل العراق كله,وحزب شيوعي عراقي موحد يجمع كياناته كافة من عوب وكرد وتركمان وبقية مكوناته هذا اضافة الي الابتعاد عن الدور القيادي الشمولي والمركزية السياسية بما يتلاءم و مقتضيات العصر والحداثة وتعزيز دور الكادر الحزبي وتاهيلة...وبهذا قد يخطو الحزب خطوة تاريخية تعزز دورة ومكانته في المجتمع

اخر الافلام

.. رسائل عسكرية قادمة من صنعاء.. الحوثيون يبدأون معركة -الطوفان


.. ماذا تحمل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لفرنسا؟ | #




.. أبرز التحالفات المتنافسة في الانتخابات التشريعية الفرنسية


.. استطلاع: أغلب الإسرائيليين يعتقدون أن حرب غزة مستمرة بسبب اع




.. حراك دبلوماسي لافت بشأن مفاوضات التهدئة في غزة