الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ولادة العرب كارثة للحكومة الاسرائيلية؟

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2005 / 1 / 29
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة



يحيي العالم هذه الايام الذكرى ال 60 للكارثة التي حلت بالشعب اليهودي ، حيث شاهدنا العديد من الاجتماعات الضخمة التي بادرت إليها جهات عالمية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وغيرها من المحافل الدولية ..إننا نعتقد أن ما قامت به النازية من فظائع ضد البشرية جمعاء أمر ليس فقط يجب إستنكاره ، بل علينا العمل يومياً من أجل عدم تكراره .. خاصة وأن جرائم النازية لم تترك شعباً من الشعوب التي عانت من الاحتلال الالماني يومها ....حيث إرتكبت القوات الالمانية يومها جرائم ومجازر لاتغتفر ، ضد أطفال وشيوخ ونساء ...نعم إنها جرائم نكراء فيها فظاعة لا تحتمل لدى كل صاحب ضمير حي في عالمنا ...تلك الجرائم لم تتوقف عند إرتكاب المجازر والقتل بوسائل مختلفة ...بل رافقها أيضا تعذيب وأفكار مثل نقاوة العرق الآري – الالماني ولذلك يجب القضاء على كل عرق آخر بما في ذلك العرق السامي ... الأمر الذي تقشعر له الابدان حقاً .

كنا نتوقع أن هذه الذكرى تعيد بعض أوباش اليمين المتطرف في اسرائيل الى صوابهم ، ووقف حملة التحريض المتطرف ضد ابنا الاقلية العربية الفلسطينية التي بقيت منزرعة في وطنها الأم ...لكن كيف يكون ذلك ونحن نشهد تصرفات تنم عن الفكر العنصري بل الفاشي ضد كل ما هو عربي ، تصدر عن وزراء في الحكومة لا يفوّتون فرصة واحدة من أجل إطلاق تصريحاتهم المعادية لكل ما هو عربي فلسطيني ...آخر تلك التصريحات صدرت عن وزير المالية بنيامين نتنياهو ، ومضمونها أنه يعارض إنضمام حركة "شاس" الى الحكومة إذا كان الثمن لذلك ، رفع مخصصات التأمين الوطني التي تدفع للعائلات كثيرة الاولاد وفقاً للقانون . إذا عرف السبب بطل العجب ، كما يقول مثلنا الشعبي ، والسبب الذي أفصح عنه الوزير نتنياهو هو ، أن رفع مخصصات التأمين للاولاد مرة أخرى كما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات سيؤدي إلى الأخلال في التوازن الديمغرافي (السكاني)للدولة ، بكلمات أخرى الى إرتفاع نسبة الولادة لدى المواطنين العرب . هذا الكلام أتى مع إحياء الذكرى لجرائم النازية ، لكن الوزير نتنياهو لم يتوقف عند هذا الحد من العنصرية بل واصل وابل تصريحاته المعادية للعرب ، حيث أصدر بيانا بعد يومين فقط عن "مصدر كبير" في وزارة المالية يقول فيه أن تخفيض مخصصات الاولاد أدى الى هبوط نسبة الولادة لدى الاقليه العربية ، لكنه تناسى الامر الأهم أن حكومته هي الاولى في العالم المتطور من حيث معدل الفقر لدى الاولاد ، حيث تصل نسبة الفقر بين الاولاد في إسرائيل الى 31% ...هل بمثل هذا "الإنجاز" يفتخر الوزير نتنياهو ؟؟؟ .

قبل عام أصدر روني فريش من بنك إسرائيل بحثاً عن العلاقة ما بين مخصصات الاولاد التي يدفعها التأمين الوطني ضمن شبكة الضمان الاجتماعي للعائلات وقضية التكاثر أو الولادة وإكتشف أن قضية التكاثر الطبيعي لا علاقة لها برفع أو تخفيض المخصصات بل هي قضية ذاتيه تحددها العائلة نفسها وفقاً لوضعها الاجتماعي والاقتصادي ... إذن نظرية سيادة الوزير لا علاقة لها برفع أو تخفيض مخصصات الاولاد بتاتاً ، بل هي نابعه عن مفاهيم عنصرية وتطرف قومي فقط لاغير بل وعن كراهية لكل ما هو عربي . وهنا يحق لنا أن نتسائل وبصوت مسموع أمام كل الناس ، لو أطلق مثل هذه التصريحات وزير المالية الفرنسي مثلاً ضد المواطنين الفرنسيين اليهود ، ماذا كان رد فعل الوزير نتنياهو أولا وحكومة اسرائيل ثانياً وجورج بوش ثالثاً ؟؟؟؟ نحن نعرف الجواب جيداً " لا سامية" "فاشية...فاشية ..ومعاداة للشعب اليهودي " ، وأن على الوزير تقديم إستقالته فوراً وتقديم الاعتذار للشعب اليهودي ولحكومة إسرائيل ...بكلمات أخرى كانت الدنيا قامت ولم تقعد إلا بسحب الأقوال والاستقالة ... وكنا نحن الذين نؤمن بالحريات والديمقراطية والمساواة قد شاركنا أيضاً في إستنكار مثل هذه التفوهات ...للأسف الشديد لم نسمع أي إستنكار رسمي من قبل أي مسؤول حكومي أو أي زعيم من زعماء الاحزاب الصهيونية وكأني بهم يوافقون على تصريحات الوزير نتنياهو المعادية للأطفال العرب وللعائلات العربية ...هذه التصريحات هي إستمرار لفكر عنصري يتبناه هذا المسؤول ويطرحه بإستمرار ضد الاقلية العربية الفلسطينية القابعة في وطنها والتي لا وطن لها سواه ..
نحن نعود ونؤكد لسيادة الوزير نتنياهو أن تصريحاته العنصرية هذه لن تخيفنا وسوف نواصل مشوار الكفاح اليومي من أجل السلام والمساواة مع رفاق لنا من القوى الديمقراطية اليهودية التي تناهض فكره هذا ..وسوف نواصل التكاثر ليس من أجل الحصول على مخصصات الاولاد هذه ، بل من أجل تربية جيل المستقبل الذي يرتبط بجذورة العربية الفلسطينية ، انطلاقاً من فكره الأممي الذي يؤمن بالديمقراطية والحرية والتعايش ...أما فكر الوزير نتنياهو هذا مصيره الى مزبلة التاريخ .

28/01/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال