الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة وثائق المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العراقي

سعاد خيري

2012 / 5 / 10
سيرة ذاتية


لم ارشح نفسي للمؤتمر ولم ادعى له. ولم تعد لمؤتمرات الحزب تلك الادوار التاريخية في تطوير الحزب وتعديل مساراته. بل استمرارية لوجوده ولمسيرته التطورية البطيئة . فرغم مظاهر الديموقراطية في انتخاب المندوبين , فان قواعد تمثيل الحزب الكردستاني فضلا عن تواجد مركز الحزب في كردستان وعدم مساهمة تنظميات الداخل سواء نتيجة صعوبة الوصول او بدافع حماية مندوبي الداخل , وصعوبة حضور بعض مندوبي الخارج, جعل نسبة تمثيل الكردستاني تزيد عن الثلثين. ولم يكن ذلك مخلا لو ان رفاق الحزب الكردستاني استطاعوا استيعاب مهامهم تجاه شعبهم وحظوا باسناده , دع عنك ادراكهم للقضية العراقية واتخاذ المواقف المستقلة فيها عن موقف الحزبين الحاكمين.
اكتفيت بمناقشة تقرير اللجنة المركزية ونتائج المؤتمر السابع في الاجتماعات الموسعة لمنظمة ستوكهولم , لاسيما وقد اصبحت الاجتماعات المطولة تشل قدراتي على المساهمة الفعالة حيث افقد الوعي واعاني لمدة اسبوع من تبعاته. افقد خلالها كل طاقاتي وابقى طريحة الفراش . وبدلا من النهوض بمسؤلياتي تجاه الاخرين اصبحت عيئا عليهم. ارسلت نسخة من ملاحظاتي عن وثائق المؤتمر الى اللجنة المركزية بتاريخ 10/6/2001 جاء فيها,
التقرير واسع ويحتوي على معطيات واحصائيات قيمة ولكنه اقرب الى تقرير صحفي منه الى تقرير سياسي يقدم الى مؤتمر الحزب . المفروض ان يستند الى تحليل علمي للاحداث الوطنية والعربية والعالمية ويحدد المشاكل الرئيسية ويضع الخطط لحلها استرشادا بالماركسية, كما كان يجري في مؤتمرات الحزب السابقة. حيث يشكل التقرير مادة تثقيفية غنية . ويفتقر التقرير الى التحليل الطبقي للسلطة والى المفاهيم والمفردات الماركسية . فهو اذ حدد الهدف الرئيس بصواب وهو اسقاط الدكتاتورية لم يكشف ارتباطاتها وتبعيتها الطبقية للامبريالية . فقد تطورت الطبقة الحاكمة في العراق بسرعة فائقة , بفضل عوامل عديدة اهمها تضاعف عوائد النفط خلال السبعينات لا كثر من خمسين ضعفا , من ممثلة للبرجوازية الصغيرة كما جاء في وثائق المؤتمر الوطني الثاني للحزب, الى ممثلة للبرجوازية البيروقراطية كما جاء في تقرير المؤتمر الوطني الخامس , واخيرا تحولت الى طغمة مالية تابعة للراسمال المالي العالمي مرتبطة ببورصاته وبنوكه , ويرتهن وجودها واعادة انتاج راسمالها وارباحها بهيمنته وخدمة مصالحه على النطاق الوطني والعربي والعالمي, فالنظام الدكتاتوري رغم كل تناقضاته مع الامبريالية الامريكية يحظى بحمايتها ودعمها . فقد قدم صدام لها خدمات لم تكن تحلم بها من قبل . وقد اعترف بذلك سياسيون امريكان كبار. ومن الصعب ان يجدوا بديلا له بهذه الكفاءة . فهو فضلا عن اعطائهم المبرر لتواجدهم العسكري الدائم في اغنى مناطق العالم , وسباق تسلح لم تر المنطقة مثيلا له , رهن حاضر ومستقبل العراق لهم وروض الشعب العراقي بالارهاب والتجويع, وينفذ طوعا شروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية من خصخصة وقتل للصناعة الوطنية وفتح اسواقه واسواق البورصة و...الخ. و اذ يرفع التقرير شعار , رفع الحصار والغاء العقوبات, التي تسبب بها النظام ويعمل في نفس الوقت على استمرارها مستغلا حساسيتنا ازاء ما يرفعه من شعارات لكي نتخلا عنها , يتستر على اكبر جريمة حرب اقترفتها القوات الامريكية بقصف العراق باليورانيوم المنضب المحرم دوليا!! وما تركته من اثار مدمرة لشعبنا وللاجيال المقبلة, وتخريب البيئة لايمكن اصلاحها لمئات السنين. والادارة الامريكية تسكت بل وتشجع كل جرائم النظام بحق شعبنا من قطع الرؤس والالسن والاعدامات بالجملة تحت شعار , تنظيف السجون, كل ذلك وغيره بهدف اجبار شعبنا وقواه الوطنية على طلب الحماية الدولية الممثلة بقواتها. ان عدم فضح تبعية النظام الدكتاتوري للامبريالية الامريكية يخدم الادارة الامريكية لانه يبرئ القوات الامريكية من الجرائم التي اقترفتها بحق شعبنا باعتبارها مجرد رد فعل على جرائم صدام ولاسيما الحصار الاقتصادي والقصف باليورانيوم المنضب , والقصف اليومي لمناطق الحظر الجوي , والقبول بمخططاتها وقراراتها التي تكسب هيمنتها على شعبنا الشرعية مثل القرار 1284 الذي اعظى لهيئة التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل صلاحيات تفوق صلاحيات المندوب السامي البريطاني في مرحلى الانتداب في العشرينات من القرن الماضي. فضلا عن طلب اشراف هيئة الامم المتحدة على عائدات النفط الامر الذي يعني استمرار الحصار الاقتصادي من جهة واستمرار نهب عوائد النفط كما جرى ويجري منذ بدء فرض الحصار على العراق.
ان عدم كشف تبعية النظام الدكتاتوري للامبريالية جعل منه بطلا يقف بوجه الامبريالية ويتحداها ليس بعيون الجماهير العربية البسيطة فقط, بل بعض الاحزاب الشيوعية ايضا كما جاء في التقرير. واذ جاء في التقرير بصواب بان سبيلنا لتحقيق اسقاط النظام الدكتاتوري هو توحيد القوى الوطنية على الثوابت الوطنية , لم يشر الى اهم الثوابت الوطنية, وهي معاداة الامبريالية وتحرير الوطن من هيمنتها التي رسخها النظام الدكتاتوري. ورفض التعاون مع اية قوة تنضوي بالاستراتيجية الامريكية وتطلب الحماية الدولية والتي تبرر للمناطق الامنة وتطالب بشمول العراق كله بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المؤتمر السابع !!!!!
تحسين المنذري ( 2012 / 5 / 10 - 20:05 )
ما سبب نشر هذا الموضوع وقد مر على المؤتمر السابع عشر سنوات ؟وعلى رسالة السيدة سعاد خيري احد عشر عاما ؟

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة