الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف شكل ,العنف مصلحة

حمزة رستناوي

2012 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


العنف هو شكل , أي طريقة تشكّل معيّنة لأبعاد الكينونة الاجتماعية , و لا يوجد عنف يمكن وصفة بالجوهر الثابت أي عنف يرتبط عضويّا أو جوهرانيّا بعقيدة أو جماعة أو طبقة أو أفراد معيّنين , فالعنف يبدأ بشكل و يستمر و يتنوع و يختلف بشكل و يزول بشكل , العنف يتغير إلى أقل أو اكثر عنفا تبعا لظروف و طريقة تشكّل الكينونة الاجتماعية.و العنف بهذا المعنى مصالح تتحوّى صلاحيّات أقل أو أكثر صلاحيّة يمكن مقايستها وفقا لتقنية مربّع المصالح.و استنادا لمرجعيّة البداهة الحيوية الكونية للمصالح المشتركة.

فأبعاد الكينونة الاجتماعية – وفقاً رائق النقري - هي التالية : " الزمن – الأرض - السكان - العمل - العلم - العقيدة - الإدارة - القائد" و كل تغير في أحد هذه الأبعاد سوف يؤثر في شكل العنف الذي تتحوّاه هذه الكينونة الاجتماعيّة.

فمع تقدّم الانسان في السن يصبح أقل ميلا إلى العنف مقارنة بفترة الشباب.

ففي المجتمعات التي تعيش في بيئة صحراوية فقيرة الموارد المائية و الطبيعية يمكن توقّع مستويات أعلى من العنف من غيرها مثلا.

و الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب قوة عضلية كعمال يكون مستوى العنف بشكل عام لديهم أقل مقارنة بالموسيقيين مثلا

و كذلك تقل مستويات العنف نسبيا لدى حملة الشهادات العليا مقارنة مع أقرانهم.

و كذلك هناك فئويات عقائدية تحتفي و تبرّر العنف أكثر من غيرها كفكر القاعدة مثلا بينما نجد تحوّياتْ عقائدية فئوية فحواها عقيدة اللا عنف كما هو عند جودت سعيد.

و دور الادارة هام جدّا : فكلما كانت الادارة شفافة و عادلة و متفهمة و إحتوائيّه أكثر كلما نقصت مستويات العنف ...الخ.

على سبيل المثال : السلطة التي لا تسمح بوجود معارضة حقيقية لها داخل الوطن هذا يضطر المعارضة إلى الهرب و الهجرة و بالتالي تصبح معرّضة أكثر لمخاطر الاستخدام في اللعبة الدولية و الاقليمية و الاقصاء و تبرير العنف , و السلطة التي لا تسمح بوجود معرضة مدنية سلمية لها داخل الوطن هذا يضطر و يزيد فرص المعارضة لاستخدام العنف بغية اسقاط السلطة أو الانتقام من عنف السلطة ..الخ

و هذا مثال السلطة الاستبدادية في سوريا الأسد الآن و من قبلها في ليبيا القذافي و عراق صدام حسين.

فالعنف هو شكل يزداد و ينقص و يتغير وفقا لشكل الكينونة الاجتماعية / طرائق تشكّلها.

*ملاحظة : كتبتْ المادة الأولية للمقالة في سياق حوارات منشورة في موقع مدرسة دمشق للمنطق الحيوي و الحوار مع علي الدربولي و رائق النقري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت