الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لاغتراب القيادة عن منهجية التحرر الوطني الفلسطيني:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 5 / 10
القضية الفلسطينية


لا اعترض على قيام موقع دنيا الوطن بحجب مقالي (اطردوا رموز الانهزامية من فعاليات مطلب تحرير الاسرى الفلسطينيين) عن النشر, فهذا حق من حقوق ملاك المواقع الالكترونية على مستخدميها, لا اعتراض لنا عليه, ولربما جاء المنع لوجود تفاوت وتباين في التقديرات السياسية للحظة بيننا, او لحرص الموقع على عدم التعارض مع جياشة الحالة العاطفية المسيطرة على شعبنا بخصوص موضوع اسرانا, لكن ما ارجوه هو ان لا يكون المنع على خلفية تباين التوجهات السياسية بيننا,
تدل الخبرة على فعالية مقولة _ الدعاية وقت الاشتباك_ ودورها الخادم لمهمة توسيع افق ومستوى المنظور السياسي, ففي وقت وحال الاشتباك مباشرة مع موضوع ما, تكون العقول مهيئة لهضم المواقف المتعددة ويتملكها احساس عال بالتباينات بينها, مما يسهل من مهمة النخب الثقافية والسياسية في رفع مستوى الوعي المجتمعي سياسيا الى مجرد استعراض المواقف والاشارة للتباينات,
كان يمكن بالطبع ان اؤكد _ من خلف المكتب _على مشاركة الاسرى هم النضال والمشاعر, وان ارفق بمشاعرهم ومشاعرنا الانسانية حيال الام نضالهم الذي لا يمكن لفلسطيني وطني ان يقدم مستوى تضحية اعلى من مستواه سوى ارتقاء الاستشهاد, وهو امر برهن تاريخ النضال عن استعداد ( شعبنا ) الفلسطيني الدائم للارتقاء بطيب خاطر لبذله في سبيل الحرية, منذ التصريح بوعد بلفور وحتى اللحظة,
ولكن هل من القدر الفلسطيني ان ينحصر دور شعبنا دائما في ان يكون ضحية اجرام الاحتلال الاجنبي و وصولية القيادة الفلسطينية الطبقية الطائفية؟ وان ينتقل زمام قيادة نضاله من تحالف المتدينين والاقطاعيين قبل عام 1948م الى تحالف المتدينين والبرجوازية بعده, وان ينظموه دائما بين حدود التهدئة والتهادن والتفاوض؟
ان الصهيونية تسلب ( شعبنا ) يوميا الارض والمأوى والحرية, في مقابل سجادات حمراء تبسط تحت احذية رموز تحالف القيادة الدينية والبرجوازية هذا, فتنسى هذه القيادة الشعب ومطالبه, ولا تلاحظ ان مساحة تاريخية من تضحيات الشهداء والجرحى والاسرى, ويتم اطفال تربيهم اسرهم على مقولة اولوية التضحية في سبيل الوطن والتسامي عن انتظار المكافأة, تحمل السجادة الحمراء, وهي التي اجبرت العالم على فرش السجادة الحمراء تحت احذيتهم,
ان القيادات الفصائلية سقطت في ربقة اناها عالية النرجسية, وها هي تربينا على مقولة الوحدة الوطنية وتترفع هي نفسها عن العمل بها وتعمل ضدها, بل انها تستغل مواردنا وتوظفها لتخديرنا في حالة انتظار لما يمكن ان تسفر عنه عبقريتهم الفردية في التاكتيك السياسي من انجازات وطنية,
ليس كل ما يعلم يقال ولكن الحقيقة تطل براسها, هذه مقولة الاخ الكاتب اسعد العزوني التي اتفق معه في صيغتها, وان اختلفت معه في توجهها الايديولوجي العرقي, وما يعلم هنا كثير وكثير, لكننا لا نشير اليه حتى لا يحبط امل شعبنا في النضال من اجل التحرر, اولا, ولان مهمة التحريض الفكري يجب ان تتمحور على رفع المستوى السياسي للوعي, لا التجييش والتاجيج العاطفي على ضرورته,
ان حركة حماس وحركة فتح هما وجهان لنفس القمرالقاحل, حتى وان انارا في مواسم من تقلبات الصدفة السياسية, ولا يبعث في العظام الحياة من الرميم سوى الله عز وجل, ان ومتى اراد ذلك, وهو ما لا يبدو انه بوارده الان, وكذلك باقي الفصائل, فهل نبقى على طواف بالكعبة واصنامها ام نحرر الكعبة من الاصنام ونطوف حولها فقط؟
اننا نعلم ان الحرس الرئاسي هو من اختار اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها السادس, فهل سيكون اختيار المكتب السياسي لحركة حماس بغير هذه الطريقة؟ لا اظن, لان الخلافات داخلها وخلل موازين اتجاهاتها الداخلية المتباينة والتي تخدم مقولة التهدئة وتعطيل المصالحة كل ذلك يؤكد على هذا الاستنتاج, فالتفاهمات بين حركتي فتح وحماس عميقة وان لم تكن باتصال او اتفاق مباشر, لان اتجاهاتهما الموضوعية كفيلة بالمحافظة على وحدة مسار وصوليتهما السياسية, فمتي يكف شعبنا عن تمزيق نفسه وقدراته على صورة انشقاقهما وانقسامهما؟
نعم انني اتمسك ببرودة راسي النظرية السياسية, واتعالى عن الاصطفاف في واحد من مزق انقسام وانشقاق كل اتجاهاته تصب خارج وحدة التوجه الوطني واستقلالية قراره السياسي, بما فيه تجمع ( المستقلين ) منها, ورغم اني اشكر لوطنية السيد منيب المصري بثراءه الفاحش التي دفعته لان يمسك بمكنسة وينظف طرقات الوطن بلا تعالي, الا انني وفي استعارة لمقولة لمن تقرع الاجراس, اساله ان يفكر لمن تنظف الطرقات؟ هل للعمل الوطني او لحالة الاحتلال
انني لا اشك ولا اشكك في النوايا الوطنية الطيبة غير انني اشك واشكك بجدوى المنظور السياسي العاطفي للمقولة الوطنية, واطالب بالارتقاء باحترامنا لشعبنا عن المقولة العسكرية الوصولية ان الجندي ( شيء) بين البسطار والبوريه, فشعبنا ليس شيئا, الا في منظور قيادة ترفض مراجعة اخطائها والاقرار بها, لذلك اطالب بمراجعة قرائتنا لقضيتنا وبرمجيتنا لمهمة التحرر,
ان اسرانا احرار في سجونهم, ولن يزيد كثيرا في مساحة حريتهم ان ينضموا الى شعب تعتقله حالة الاحتلال, واتفاقيات اوسلو ومقولة الهدنة والتهدئة وكلها تحرص على تجريد شعبنا من السلاح تقدمة لاستكمال تجريده من الحقوق, وانا هنا احاكم النتائج النهائية ولا احاكم طيب النوايا الوطنية, فهل يحق المطالبة بطرد رموز الانهزامية من فعاليات مطلب تحرير الاسرى, ام لا,
ان معركة تحرير الاسرى الفلسطينيين ليست الا حيزا من مجالات الصراع الشامل مع الاحتلال, لكن المطالبة بتحريرهم كاحد شروط العودة للتفاوض المحكومة الى شروط عدم اللجوء للمقاومة المسلحة وعدم سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني, انما توظف هذه المعركة في مطلب يحرص الاحتلال على عدم الاستجابة له الا في سياق الاقرار الفلسطيني في ان القضية الفلسطينية شأن صهيوني داخلي, وقضية اقلية عرقية من الشئون القومية الصهيونية العامة,
انني لست ضد مقولة المقاومة الشعبية السلمية, طالما هي غير مطلقة من مقولة المقاومة الشعبية المسلحة, و انا مع منهجية التدويل للعمل على عزل ( سياسة الاحتلال ) او منهجية التفاوض لاستعادة ما يمكن استعادته سلميا, لكنني ضد هذه الانتقائية من منهجيات نضال التحرر وضد اسقاط الحق الرئيسي من لائحته الشاملة , وهو حق الكفاح المسلح,
ان الجوهر العملي لشعار فعاليات مطلب تحرير الاسرى هو في الحقيقة اخرجوا اسرانا من المعتقل الضيق الى المعتقل الواسع, وهو نضال بنفسه وبشموليته معتقل في خلل اسس توجاهتنا في النضال وفي ما نستخده من تكنيك و تقينيات لا تجسد وطنيته على الارض, حيث نعتقل الكفاح المسلح في خدمة اجندات الصراع العالمي والاقليمي, لا في خدمة قضية التحرر من اجل الاستقلال والسيادة لذلك لا نجد له في بنيتنا الايديولجية تقديم لمقول الوطن على مقولات الدين والعرق, ولا نجدل له في تشكيلنا الاجتماعي بنية تحتية اساسها وحدة التوجه والاصطفاف من خلال شمولية المهمة الوطنية في برنامجية تحرير,
اما التفاوض فنرى انه صب دائما في تشريع وجود الحالة الاحتلالية من خلال قبول الاحتلال طرفا مكافئا على طاولة التفاوض بل طرفا حاكما لاتجاه حركتها, عوضا عن رفضا ان يكون له شرف هذا الحق, وعوضا عن الاصرار على ان يكون التفاوض محصورا بيننا وبين هيئة الامم المتحدة ومجلس امنها المسئولان عن خلق حالة الاحتلال الاجنبي وهدر الحقوق القومية الفلسطينية,
ان الخلل الرئيسي في منهجيتنا اننا لا نعترف لانفسنا بحق الاستقلال والسيادة القومية, لذلك لم يكن غريبا ان تكون معالجتنا دائما لموضوع الاسرى خارج اطار الهدف الوطني المحدد السمات والمواصفات, لذلك ترى ( فصائلنا ) تمارس وتطالب ( باختطاف جنود) وكلها صيغ لغوية تضعنا في منهجية الابتزاز وتسبغ على عدونا رداء الشرعية, علما ان الشرعية يجب ان تكون رداء منهجيتنا, فنعتقل ونحاكم ( مرتزقة ارهابيين) ونفرزهم بحسب جنسياتهم الاصيلة, وان نرفض تفاوض الكيان الصهيوني في شأنهم, وان نحصر( التفاوض ) بشأنهم بين ( دولة فلسطين) ودول جنسياتهم الاصلية, وعلى اساس تعويضها لنا حقوقنا بدءا من الزام هذه الدول باستعادتهم وحرمانهم من العودة للكيان الصهيوني
على العكس من ذلك نجد الكيان الصهيوني ( يعتقل ارهابيين مخربين ) لكنه يعامله من مستوى احترامه لشرعيته فيعرضهم على ( قضاءه العادل ) وينفذ احكامه فيهم, رافعا قيمة انسانية مجنده الفرد الى مستوى القيمة الانسانية للالاف من اسرانا, والادهى اننا نقبل الكيان الصهيوني طرفا تفاوضيا, نتفق معه على ابعاد المحرر الفلسطيني من ( وطنه ) مما يخدم مقولته باننا محتلين عرب لفلسطين لا اهلها ومواطني قوميتها, ونوحي ان فلسطين ليست وطنا واحدا بل مواقع متباين الشرعيات, فيتحول قطاع غزة من جزءا من الوطن الى منفى للضفة الغربية, والفصائل كل منها مغرق في محاولته الاستحواذ على نصيبه من كعكة الاتفاقية, فهل هناك اغتراب عن القضية الفلسطينية اكبر من اغتراب القيادة الفلسطينية عنها, انني اتسائل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا