الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..

محمد عبعوب

2012 / 5 / 10
القضية الفلسطينية


الفنانة والمثقفة اليهودية يائيل برتانا التي ظهرت في ريبورتاج قصير على قناة حنَّبَعل التونسية، امتلكت الشجاعة الكافية واقتحمت عش الدبابير الصهيوني بدعوتها الجسورة عبر تظاهرة ثقافية اقامتها في قلب العاصمة البولندية وارسو الى عودة ثلاثة ملايين يهودي بولندي الى بلدهم الاصلي بولندا للعيش فيها كمواطنين صالحين.. الدعوة التي شاركها في تجسيدها في عمل فني جمع من اليهود البولنديين والاوروبيين، اثارت ضدها عاصفة حارقة جند لها عناكب الحركة الصهيونية المتحصنين وراء محرقة الهولوكست كل طاقاتهم، بل اثاروا ضدها الشارع البولندي ايضا!! لما لا، فقد اقتربت هذه الفتاة الجسورة من تابو لم يجرؤ حتى كبار ساسة العالم وقادة دول عظمى على الاقتراب منه، وهو : فلسطين الارض الموعودة لدولة اليهود..

يائيل الشجاعة كسرت حاجز الصمت وتجاسرت بطرح تساؤل يدرج ضمن قائمة المحرمات في الايدولوجية الصهيونية مفاده :
- لماذا لا يعود 3 ملايين يهودي بولندي الى بلدهم الاصلي بولندا للعيش بين إخوانهم هناك كمواطنين، مثلما يطالب اليهود المتجمعين من كل اصقاع العالم اليوم ويصرون على العيش، بل السيطرة بالقوة والعنف على ارض الفلسطينيين بعد طردهم منها وتشريدهم في اصقاع العالم؟؟!!
-
تساؤل يقدم خارطة طريق للتفكير الصحيح في حل جذري ونهائي لمشكلة الصراع في الشرق الاوسط، يبدا بتمكين ملايين اليهود الذين هجِّروا من بلدانهم الأصلية مثل بولندا تحت تاثير الدعاية الصهيونية وفوبيا معاداة السامية نحو فلسطين لإقامة كيان لليهود على حساب شعب قائم على ارضه اسمه الشعب الفلسطيني، تمكينهم من العودة الى أوطانهم الاصلية واستعادة حقوقهم كافة كمواطنين كاملي الأهلية، والسماح لمن اراد منهم البقاء في فلسطين بالبقاء فيها كمواطنين لا يتميزون عن غيرهم من العرب الفلسطينيين، ويتساوون معهم في الحقوق والواجبات في ظل دولة واحدة للجميع تلغى فيها كل قوانين التمييز العنصري العرقي والديني ويستعيد فيها الفلسطينيون حقوقهم كافة، وليس كما هو قائم اليوم، دولة يهودية تمارس قهرا وتمييزا عنصريا على خلفيات عرقية ودينية ضد شعب اعزل تكالبت عليه قوى الاستعمار والامبريالية وسلبته حقوقه في غياب شرعية دولية عادلة خلال فترة الاربعينات من القرن الماضي .

التطور اللافت في هذا الحدث، هو ردة فعل الحكومة البولندية والطبقة السياسية فيها الذي كشف عن واقع قذر طالما انكره الاوروبيون، وهو كراهيتهم لليهود، هذا إذا لم تكن ردة الفعل هذه موحا بها من قبل اللوبي الصهيوني العالمي .. إذ كادت الاصوات البولندية المنددة بدعوة بارتانا وجماعتها تتفوق على الأصوات الصهيونية، حيث خرجت مظاهرات منددة بهذه الدعوة الجسورة لتصحيح مسار قضية كراهية اليهود وانصافهم التي كان من المفترض ان تُحَل على الارض التي وجدوا فيها منذ قرون واضطهدتهم واقامت لهم المحارق وليس على ارض فلسطين وعلى حساب شعبها الذي اعتقد باستقباله لليهود الفارين من محارق النازية الاوروبية في اربعينات القرن الماضي أنه يقدم خدمة انسانية لهؤلاء الضحايا، ولم يكن يحسب ان مبادرته الانسانية ستتحول الى نقمة عليه تحوله الى شعب مشرد عبر اصقاع العالم ولتذهب ارضه قربانا لتصحيح أخطاء النازيين الاوربيين ..

تظاهرة يائيل بارتانا الجسورة، خطوة على الطريق الصحيح لحل عادل لأزمة الشرق الاوسط، فلو استجابت كل الشعوب والدول بما فيها الدول العربية الى نداء يائيل واعلنت استعدادها لاستقبال رعاياها من اليهود وتمكينهم من العودة اليها كمواطينين كاملي الحقوق، ولو فكر هؤلاء الضحايا الذين غرر بهم ساسة الحركة الصهيونية والقوا بهم في اتون لهب لا ينطفئ تحت شعار خرافي عن دولة موعودة لم يعثر على اي اثر لها في فلسطين باعتراف فرق البحث الاسرائيلية التي استغرقت عقودا من الزمن في البحث عن لقية اثرية تسند مزاعمهم الخرافية دون ان يعثروا على اي اثر، ولو قررهؤلاء الاستجابة لنداء هذه السيدة الجسورة الشجاعة، لو تم ذلك فإن واحدة من اخطر واعقد القضايا المعاصرة ستنتهي وتنتهي معها كل المشاكل التي تصيب المنطقة بتأزم مزمن وتحرمها من الاستقرار، وستعطي يهود العالم فرصة حقيقة ودائمة للعيش في أمان بدل الحياة القلقة تحت ضغط فوبيا الخوف من التدمير والاستئصال التي وضعهم فيها ساسة الكيان الصهيوني بمشروعهم الاستئصالي لشعب مسالم هو الشعب الفلسطيني العصي على الاندثار والاستئصال رغم التحالف الامبريالي الصهيوني ضده ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسلوب يثري الفكر المقاوم
علي النقاش ( 2012 / 5 / 11 - 09:34 )
من الاساليب الرصينه التي تساعد على اضمحلال العنجهيه الظالمه للقوى الصهيونيه المحته هو الرد على ظاهرة الاحتلال بتفريغ مصادر قوتها من الداخل ..وبهذا الطرح الذي قدمته الفنانه اليهوديه يائيل بارتانا على قناة حنابعل طرح ذكي يجب ان يستثمر ويثرى ,, كونه اسلوب جديد في الطرح المتوازن الذي لن يهضم حق احد بل يعيد المياة والحقوق الى من يستحقها ويكفي البشر مشاكلهم التي يعيشونها ..اعتقد ان مثل هذا المسار الذي يجب ان تتخذه المقاومه بدل الحجارة او المفاوضات من قبل السلطه التي تشرعن الاحتلال والتي لا طائل منها .. والتي لم يقدم الا البؤس للفلسطينيين واليهود على حد سواء ولن تحل مشكله ..فهل تلتفت القوى الفلسطينيه والعرب بل والعالم بتعمق لهكذا مبادرات بناءه يمكن ان ترمم الجسور بين بني البشر وتعيد الحقوق الى اصحابها ..

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد