الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرض للكتاب..ولكن...بلا روح!!

حيدر محمود شاكر

2012 / 5 / 10
الادب والفن


معرض للكتاب..ولكن...بلا روح!!
حيدر محمود شاكر
[email protected]

على ضفاف نهر قطراته لطالما زالت هموم الماضي وأحزان الحاضر وتنتظر المستقبل، تراصفت مجموعة من المنازل القماشية الرمادية اللون من يشاهدها من بعيد يشعر انه عزاء لأحد الاقارب،فأسرعت الخطى لاتأكد لمن هذا العزاء، سألت عن موقع هذا العزاء فقيل لي انه بقرب ثكنة عسكرية فعرفت المكان وأوعزت لقدمي بأكمال المشوار اليه، وقفت على الطرف الاخر من المكان والتفت حولي محاولا العبور الى ذلك العزاء!!
وبعد عدة محاولات استطعت الفرار من السيارات المسرعة وعبور الشارع الفوضوي.
في البداية لفت انتباهي لافتة كبيرة كتب عليها: (برعاية شركة اتصالات يقام معرض الكتاب)، في البداية ظننتها لافتة سوداء بسبب شدة الاتربة عليها..أظن أنه لم يتم تنظيفها منذ ان وضعت!
بعد برهة ادركت انه ليس مجلس عزاء كما ظننت، بل هو معرض كتاب ضمن مهرجان بابل للثقافة والفنون ففرحت كثيرا، وطار قلبي مسرورا ، دخلت لم أجد احد على البوابة كي يستقبل الضيوف ليرحب بنا ويقودنا الى أماكن دور النشر الموجودة في المعرض..لكني لم أجد أحدا!!
البداية كانت مع ارض جرداء خالية من مراسيم المهرجان، ارض مازالت تبكي مما فعل بها الماضي وعطشى للماء ليرطب شفتها كسيدة جميلة تنتظر من يعيد لها الحياة، وبعدها تنقلت بعيني التي يملئها الغبار والعرق بين أروقة المعرض فلم أجد سوى ثلاثة دور مشاركة بالمعرض!! دخلت الخيمة الأولى وجدت شاب يتكئ على ذراعيه ومتعب جدا وعيناه تنطق وتقول(ما الذي أتى بي إلى هنا..إلى هذا المكان الذي ليس له أية قرابة بالكتاب)، وتنقلت بين الخيام الثلاثة المتبقية فلم أجد سوى وجوه شاحبة متعبة وكأنما تنظر متى ينتهي هذا الكابوس المؤلم بالنسبة لهم، لم اشعر ان الكتاب ولد هنا ..بل مات في مهرجان بابل للثقافة والفنون !! وقدمت العزاء الى دار المأمون التي تحولت من دار للطباعة إلى دار للنشر والتوزيع وقدمت العزاء الى كتبها القديمة ثم انتقلت إلى دار الشؤون الثقافية وواسيتها على مصيبتها وما حل بها من فقر الكتاب وفقدان روحه.
كان الأجدر باللجنة المنظمة للمهرجان ان تعتني بمعرض الكتاب أكثر من هذا، فلقد اعتبرت معرض الكتاب شيء لابد منه فأهتمت بالشكل ولم تهتم بالجوهر..
مهرجان بابل أعلن موت الكتاب .. ولكن على طريقته الخاصة!! فالاختلاف في طريقة قتل الكتاب تختلف وكل منا له اسلوبه الخاص.
وبعد اكمال مراسيم العزاء هممت بالخروج من المعرض!! وعند بوابة الخروج قابلت مثقف فقال لي انه معرض بائس!! لا توجد به روح الكتاب.. فأين هو المعرض يا أيها القائمين على المهرجان؟!
لماذا جعلتم من معرض الكتاب مقبرة له ولم تنثروا الورود على أبوابه كما هي اللافتة العملاقة التي تتوسط الجدار قبل الدخول؟ لماذا هذا الاعتناء بالراعي الرسمي الذي تاتي منه الاوراق الخضراء ولا نعتني باوراق تصنع اجيال تفهم الحياة؟
علامات استفهام عديدة... لعلها تجد من يهتم لها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤلف فيلم السرب : تحضير الفيلم استغرق وقت طويل.. عمر عبد ال


.. لماذا قاطع طلاب خطاب الممثل جيري ساينفيلد؟ • فرانس 24 / FRAN




.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و