الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الوحدة في اسرائيل حكومة الخائفين لا المخيفين

وجيه أبو ظريفة

2012 / 5 / 10
القضية الفلسطينية


حكومة الوحدة في اسرائيل حكومة الخائفين لا المخيفين
تفاجئت الاوساط السياسية من الاتفاق المفاجئ بين بنيامين نتياهو رئيس حزب الليكود رئيس الحكومة الاسرائيلية، وشاؤول موفاز الزعيم الجديد لحزب كاديما اكبر الكتل النيابية في الكنيست لينضم الاخير الى الحكومة لتصبح حكومة وحده وطنية يدعمها 94 نائبا من مجموع 120 عضوا في الكنيست الاسرائيلي.
المفاجئة الاكبر للمختصين في الموضوع الاسرائيلي ليس في انضمام موفاز الى حكومة نتياهو، بل في توقيت هذا الانضمام والذي جاء بعد ساعات قليله من اعلان نتياهو نفسه عن تقديم موعد الانتخابات في اسرائيل الى الرابع من ايلول سبتمبر من العام الحالي بدلا من تشرين الاول اكتوبر من العام القادم، واقرت الكنيست قانون حل الكنيست وتبكير الانتخابات بالقراءة الاولى قبل ساعات من هذا الاتفاق بين نتنياهو وموفاز.
سارع الجميع الى اعتبار ان هذه الحكومة في اسرائيل هي حكومة حرب بناء على التجارب السابقة والتي تزامن فيها تشكيل حكومات الوحدة الوطنية في اسرائيل بقيامها بشن عدوان جديد على احد اعدائها سواء في لبنان او فلسطين او حتى الدول العربية الاخرى، و حذر الجميع من ان هذه الحكومة قد تستغل هذا الوقت لتوجه ضربة الى ايران او سوريا او حماس او حتى اعادة احتلال سيناء وقطاع غزه.
ان قراءة متأنية في الوضع السياسي الراهن في اسرائيل والمنطقه يجعلنا نقدر ان هذه الحكومة هي ائتلاف بين الخائفين في اسرائيل سواء لأسباب حزبية داخلية او بسبب المتغيرات في المنطقة على مدار السنوات الماضية، وخاصة بعد اندلاع الثورات في العالم العربي وانتصارها، على وجه التحديد في مصر وسوريا، وايضا ما يحمله العام القادم من متغيرات جديده خاصة في عام الانتخابات الامريكية، وفوز الرئيس الاشتراكي هولاند في الانتخابات الفرنسية، واحتمال تغيرات حقيقية في اوروبا بسبب الازمة الاقتصادية في منطقة اليورو.
وعلى صعيد الوضع الحزبي الداخلي يخشى نتياهو من انقلاب داخل الليكود يؤدي الى اضعافه داخل الحزب ان لم يكن الاطاحة به، وبالتالي الانتخابات المبكره ستؤدي الى انتخابات داخلية قد لا تاتي نتائجها حسب رغبته، وتشكيل حكومة الوحده ستؤدي الى تاجيل الحسم في المعركة الداخلية وايضا الى اعطائه الفرصة لتدعيم مواقعه داخل الحزب والتخلص من منافسيه، وموفاز يريد التخلص من ارث تسيبي ليفني في المعارضه الجامده التي اصابت حزب كاديما بالتكلس والتراجع لدرجة انه قد يفقد نصف عدد مقاعده في الكنيست ان جرت الانتخابات الان، وبالتالي فهو كزعيم جديد يريد ان يساهم في الحياه السياسية الاسرائيلية ويظهر لجمهوره اختلافه عن الزعيمة السابقة التي لو استطاعت اقناع نتياهو بحكومة وحده وطنية منذ الانتخابات الماضية لكانت رئاسة الحكومة ومعظم وزاراتها في يد كاديما.
ويحمل الرجلان الذان تغلب الانتهازية على تصرفاتهما رؤية مشتركة تجاه الاحزاب الصغيره وخاصة الدينية منها والتي خسر كاديما امكانية تشكيله للحكومة بسبب رفضها الانضمام لاتلاف بقيادته، وايضا عانى نتياهو منها على مدار السنوات الثلاثة من الائتلاف معها حيث كانت تبتزه الى ابعد الحدود، وبالتالي يريد الرجلان معاقبة هذه الاحزاب عبر تطوير النظام الانتخابي في اسرائيل بزيادة نسبه الحسم للدخول الى الكنيست، وايضا بسن تشريعات جديده تتعلق بالخدمة العسكرية او الخدمة الوطنية الالزاميه لتشمل المتدينيين والعرب في اسرائيل، والعمل على تقليص الموازنات في مجالات الاسر الكبيره والمدارس الدينية بغية معالجة المتطلبات الاجتماعية للمتظاهرين ضد السياسات الاقتصادية للحكومة.
وعلى صعيد السياسة الخارجية والامن فاسرائيل تتابع بقلق ما يجري في العالم العربي من ثورات تغيير ليس فقط لانظمة الحكم بل للبنى الاساسية لصناعة القرار في العالم العربي خاصة مع صعود الاسلاميين في دول مختلفة كمصر وتونس وليبيا وربما في سوريا، مما يجعلها تجهز نفسها لاي تطور دراماتيكي للامور باتجاه سياسات اكثر عداء في العالم العربي ضدها، وتحديدا من مصر وسوريا، فتريد ان تكون جاهزه باكبر ائتلاف حكومي، وايضا باقوى الشخصيات القيادية نتياهو – موفاز – باراك – ليبرمان مما سيساعد في اتخاذ القرار بشكل سريع في المطبخ السياسي المصغر ويكون لهذا القرار مصداقية وتاييدا شعبيا.
كما تنظر اسرائيل بخطوره اكبر لما قد تحمله الاشهر القادمة في ايران، فاسرائيل ومعها الغرب ما زالوا يعولون على تغيير احمدي نجاد في الانتخابات القادمة ليأتي رئيس اقل "تطرفا" منه، ولكن ايضا وكما الولايات المتحده تراهن اسرائيل على ثوره في ايران تطيح بالنظام الايراني الحالي وفي كلتا الحالتين تريد اسرائيل ان تكون جاهزه لمواجه اي تطور خاصة وانها اصبحت متيقنه ان الولايات المتحده والغرب لن تذهب باتجاه حرب مع ايران وحتى لن تدعم عدوان اسرائيلي منفرد عليها، وهذا التكبيل من الناتو ليد اسرائيل العسكرية يحعلها تخشي من استغلال ايران له والاستفاده من الفوضى على الحدود مع اسرائيل لتوجه ضربات لها عبر حزب الله او سوريا او حتى حماس والجهاد، وبالتالي تريد اسرائيل بهذه الحكومه ان توضح للجميع ان لا يقترب احد من امن اسرائيل الموحده الان لحماية نفسها ومصالحها
ان هذا كله يعبر عن ان الائتلاف بين نتياهو وموفاز هو اتفاق بين خائفين سواء في داخل اسرائيل او خائفين مما يجري حولها في الاقليم، ولكن ايضا لا يمنع هذا التحليل من ان اسرائيل هي دوله عدوان وتتحين الفرصة لشن عدوان على اي من اعدائها، وربما الفلسطينيين هم الاسهل للاعتداء عليهم عسكريا، مع ان العدوان القائم عبر الاستيطان وتهويد القدس وسياسات الفصل العنصري ستتواصل بشكل اكبر في ظل هذه الحكومه، كما ان عملية التسوية هي الضحية الاكبر لتحالف نتياهو موفاز الجديد.

دكتور وجيه ابو ظريفة
المختص في الشؤون الاسرائيلية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟