الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهر استمرار تطور الانسان الحديث

طريف سردست

2012 / 5 / 10
الطب , والعلوم


يتساءل البعض، إذا كانت نظرية التطور صحيحة فلماذا لانرى الانسان يتطور الان امام اعيننا؟
في الواقع ان التطور يحدث فعلا امام اعيننا، فعلى مستوى عالم الحيوان نرى كيف خرج الكلب عن الذئب، بفضل الانسان تحديدا، كما نرى كيف تمكننا من اخراج العديد من العروق لجميع انواد الحيوانات الداجنة. ولكن ايضا طبيعيا تظهر انواع جديدة من الحشرات والبكتريا على نطاق واسع.. وللمزيد في هذا الشأن يمكن الاطلاع على موضوع - لماذا لاتظهر انواع واجناس جديدة-
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Biologia/bio-0219.htm

في هذا الموضوع سنتكلم عن التطورات التي حدثت على الانسان

الجميع، مهما اختلفت اعتقاداتهم، يتفقون على الانسان المبكر كان متشابه بلون جلده ولون عيونه ولون شعره وملامح وجهه وطوله، غير اننا اليوم نرى اختلافا كبيرا في كل هذه الملامح انطلاقا من التوزع الجغرافي، فالاوروبي اشقر وعيونه زرقاء وجلده ابيض وطويل، في حين ان الصيني قصير وشعره اسود وعيونه صغيرة بنية ولونه اصفر.. ونستطيع اللون تمييز الانسان الفرد من مظهره الخارجي وتقاطيع الوجه لنعلم المنطقة الجغرافية التي انحدر منها.. في الواقع ان التغييرات التطورية بين البشر كبيرة للغاية ولها علاقة مباشرة بالبيئة

تغيير الوان العيون

مع الانعزال الجغرافي بين الشعوب اصبح من الممكن لبعض الطفرات ان تبقى ويزداد اعداد حامليها حتى تصبح شائعة في منطقتها بل وتصبح ظاهرة مميزة لاصحابها. لون العين هو احدى الامثلة على هذه الظاهرة.

في الاصل كان لون العين هو البني عند جميع البشر. وذلك بفضل البيغمنت EYCL3, يرمز له بالحرف B. لاحقا ظهر بيغمنت EYCL1 يرمز له بالحرف G. ولكنه بقي صفة متنحية. ولكل من هاتين البيغمنتين توجد نسخة مصابة، يرمز لها بالحرفين b, g. الاول يتسييد فوق الصاني والذي بدوره يتسييد فوق النسخ المصابة. والطفل يرث جين من الاب وجين من الام في كل منهما نسخة عن الاصل لدى الوالدين. وإذا ورث الطفل نسخة مصابة من الاب ونسخة مصابة من الام سيكون لون عينيه ازرق. اما اذا ورث نسخة صحيحة عن الام ونسخة مصابة عن الاب فسيكون لديه لون العين حسب النسخة السليمة. إذا كان كلا النسختين سليمة، او صاحبة اللون البني هي السليمة سيكون لون العينين البني على الدوام. إذا كانت البني هي العاطلة والسليمة ليست بني سيكون لون العينان اخضر.


حجم الدماغ وتوسع العين

في خبر نشر على ايلاف الاليكترونية بتاريخ 11/07/31 هذا نصه: قال إيلوند بيرس، من معهد الأنثروبولوجيا المعرفية والتطورية بجامعة أكسفورد، والباحث الرئيسي في دراسة حديثة:" كلما ابتعدت عن خط الاستواء، كلما بدأت تقل كمية الضوء المتاحة، وهو ما يجعل البشر يحصلون على أعين أكبر وأكبر". وتابع بيرس "كما تحتاج أدمغتهم لأن تكون أكبر، لتتمكن من التعامل مع المدخلات البصرية الإضافية. ولا تعني زيادة حجم الأدمغة أن البشر الذين يقطنون الأماكن المرتفعة يكونوا أكثر ذكاءً، بل تعني أنهم بحاجة لأدمغة أكبر ليتمكنوا من رؤية البيئة التي يعيشون بها بشكل جيد". وهو ما يشير إلى أن شخصاً من غرينلاند وآخراً من كينيا سيحظيان بنفس القدرة على تمييز التفاصيل، لكن الشخص الذي يقيم بمرتفعات عليا يحتاج لمزيد من القوة العقلية وأعين أكبر للتعامل مع مستويات الضوء المنخفضة.

من جهته، قال البروفيسور روبن دونبار، مدير معهد الأنثروبولوجيا المعرفية والتطورية بجامعة أكسفورد، والباحث المشارك في الدراسة، إن الأشخاص الذين عاش أسلافهم داخل الدائرة القطبية الشمالية، تتزايد لديهم حجم مقلة العين بنسبة 20 % عن الأشخاص الذين عاش أسلافهم قرب خط الاستواء. ويتزايد لديهم أيضاً حجم القشرة البصرية في الدماغ، التي أظهرت دراسات سابقة أنها ترتبط بحجم مقلة العين.

ومن المعلوم أن حجم الدماغ يتزايد إن كان الإنسان من ساكني المرتفعات، حيث يحظي الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مرتفعة شمال وجنوب خط الاستواء بأدمغة أكبر مقارنةً بأدمغة أولئك الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من خط الاستواء. وأظهرت نتائج الدراسة أن الأدمغة الأكبر في الحجم، وتقدر بـ 1484 ملم، تخص أشخاص يعيشون في الدول الإسكندنافية، في حين أن الأدمغة الأصغر في الحجم، وتقدر بحوالي 1200 ملم، تخص أشخاص يعيشون بمجموعة جزر "ميكرونيزيا" القابعة في المحيط الهادي. وتبين أن الحجم المتوسط لتجويف العين لدى سكان الدول الإسكندنافية هو 27 ملم، في حين يقدر بـ 22 ملم لدى سكان مجموعة جزر "ميكرونيزيا".


.

منذ عامين, Bruce Lahn, عالم وراثة بجامعة شيكاغو, سجّل ملاحظته بوجود بصمات للانتقاء في اثنين من الجينات المتصلين مع الدماغ, بصيغة النمو واسم الجين microcefalin, لأنه عندما تطفّرا, الاشخاص وُلدوا مع أدمغة صغيرة جداً. اثنين من جين microcefalin قد كانا تحت ضغط الانتقاء بين الاوروبيين, وواحد بين الصينيين, كما قال الدكتور Lahn.
قد أشار لأنّ الصيغ المنتقاة للجين , قد ساعدت بتحسين القدرة على الإدراك, وأن جينات كثيرة اخرى, ايضاً تكون معروفة, وربما فعلت ذات الشيء في تلك الجماعات او في جماعات اخرى.

جين microcefalin لم يظهر في قائمة الجينات المنتقاة من قبل Pritchard و Dr. Williamson, وباحثين آخرين قد اختلفوا مع تأكيدات الدكتور Lahn. الدكتورPritchard قد وجد اثنين من الجينات الاخرى منها, كانا تحت ضغط الانتقاء, واحد عند الافارقة وآخر عند الاوروبيين وآسيويي الشرق.

ايضاً الاكثر لفتاً للانتباه, فريق الدكتور Williamson قد أورد أنّ نسخة من الجين المسمى DAB1, قد عادت للانتشار بين الصينيين, لكن ليس في جماعات أخرى. جين DAB1 يكون متدخلاً في تنظيم طبقات الخلايا للقشرة الدماغية, المكان الذي تتواجد فيه الوظائف المعرفية الادراكية العليا

اختلاف فئات الدم
البشر يملكون فئات دم مختلفة، كيف نشأت؟ في الاصل يجب ان نلاحظ ان ليس جميع ممالك الكائنات الحية تملك دما احمرا _راجع الحاشية الثانية)، مما يشير الى ان البداية كانت في الانفصال الى انواع الدم الرئيسية. ضمن الدم جرت انقسامات اخرى في الطريق الى نشوء النوع الانسان ضمن حقل الدم الاحمر. مسألة فئة الدم احدى اكثر المسائل التي تقدم صورة عن الاختلاف بين المجموعات البشرية بالترابط مع التقسيم الجغرافي والعزلة.
اختلاف فئات الدم عند الانسان سببه امتلاكنا مركبات مختلفة على سطح جسم الخلية الحمراء. الانسان يملك العديد من الانظمة الدموية ولكن احد اهمهم عند البحث عن متبرع بالدم هو نظام ABO.

البشر من فئة O يوجد على سطح خلاياهم الحمراء ماءات الكربون (كول هيدرات) تسمى H-antigen. والبشر التي تملك دم من فئة A يوجد لديها مركب سكري يسمى ن اسيتيل N-acetyl-galaktosamin, متصل بمركب الكول هيدرات السابق ذكره، في حين ان المجموعة التي تملك دم من فئة ب يكون لديها السكر من تركيبة جليكوز. اما البشر من فئة آ ب فيكون لديهم كلا النوعين من السكر مرتبطين مع H-antigen.

كل فئة من هذه الفئات تملك انزيم مختلف من اجل جعل المركب السكري على الالتحام بموقعه على سطح خلية الدم. لذلك يوجد جين آ يحمل الشيفرة لحمل السكر المناسب على الالتحام في حين يوجد الجين ب للتعامل مع السكر الثاني. ان الجين آ هو الذي كان السابق في الوجود في حين ان الجين ب نشأ لاحقا بسبب طفرة. الطفرة تنشأ على الدوام في الخلية عندما تقوم بنسخ نفسها، وفي اغلب الاحيان لاتقوم الخلية بنقل الطفرة الى الجيل التالي عن طريق الفشل في تطور بيضة ملقحة الى جنين.

اغلب الجينات لها اهمية حيوية للبقاء على الحياة ولكن قسم من الجينات لاتملك هذه الاهمية ومع ذلك من المفضل امتلاكها لكونها تحتوي على افضلية. هذا النوع من الجينات لايكون الجين المشوه سببا في توقف نمو الجنين، غير ان البشر الذين يملكون جين مشوه نادرين. الدم من فئة O يعود لبشر يملكون هذا النوع من الجين المشوه. 38% من البشر اليوم يملكون هذه الفئة من الدم، واغلبهم يعيش في القارة الانمريكية. وفي الحقيقة كان غالبية سكان القارة الامريكية يملكون هذه الفئة قبل اكتشاف امريكا وحصول الاختلاط الوراثي، مما يدلل على ان الطفرة انتصرت هناك بالاصطفاء. لماذا؟

التفسير الاوسع انتشارا ان مضادات الاجسام ضد الجين آ و ب الموجودة في اجسام اصحاب فئة الدم O هي ضرورة حياتية ضد بعض الالتهابات المرضية مثلا الملاريا، في ظروف امريكا في ذلك الوقت. غير ان اشخاص هذه الفئة حساسيين تجاه انواع اخرى من الطفيليات وبالتالي فالافضلية ليست مطلقة وانما مرتبطة بظروف محددة. لهذا السبب يبقى الجين في منطقة ويختفي في منطقة اخرى حسب الظروف المحلية. والاختلاف في فئات الدم خلق مشكلة العامل الرايزيسي (راجع الحاشية رقم واحد) الذي يعني طبيعيا نشوء فاصل بيلوجي بين البشر، إذ انه يمنع نشوء اختلاط في النسل بين مجموعتين ويعزلهم بيلوجيا.

منظومة ABO توجد لدى الانسان والقرود العليا (الشمبانزي، الغوريللا، البيبيان، اورانجوتان) مما يعني انها حدثت عند الجد المشترك لهذه الانواع. فيما بعد ظهرت بعض الاختلافات بين هذه الاصناف، غير ان النظام نفسه لازال باقيا. الحيوانات الاخرى لديهامنظومات اخرى، مثلا الكلب يملك منظومة تسمى dog erthrocyte antigen.


الاوردة الدموية وجينات تحسين التنفس
في مرتفعات الهيمالايا العالية وتقريبا على ارتفاع خمسة كيلومترات تنخفض نسبة الاوكسجين في الهواءالى اقل من النصف بالمقارنة مع الهواء عند سطح البحر. إضافة الى ذلك فإن الحرارة في اغلب ايام السنة تحت درجة التجمد والرياح تعصف بدون انقطاع. على هذه الخلفية نتفهم الاسباب التي جعلت الانتخاب الطبيعي يؤدي الى اختلاف سكان التيبت حيث لديهم صدر اكبر ورئة اكبر وسرعة تنفس اكبر تساعدهم على تعويض نقص الاوكسجين. نقص الاوكسجين هو الذي يؤدي الى اعراض مرض الارتفاعات الذي يصيب الاشخاص القادمين من السهول عندما يتسلقون الى ارتفاع ثلاث كيلومتر مما يحتم عليهم استخدام اسطوانات الاوكسجين.

سر مقدرة سكان التيبت وشعب الاندارا على تحمل الارتفاعات يكمن في الاوردة الدموية. الانسان المولود في الاراضي المنخفضة عندما ينتقل الى الاراضي المرتفعة تصبح جدران الاوردة والشرايين الرئوية اثخن. على العكس نجد ان الجدران تبقى رقيقة عند سكان المرتفعات الباردة، مما يسمح ببقاء مساحة اكبر لانتقال دم اكثر الى الرئة والقلب. هذا الامر مهم بشكل استثنائي عند الاعمال الفيزيائية الصعبة ونجد انه حتى حيوانات الهيملايا مثل ثيران الياك واغنام جبال الانديرانا ( سلسلة جبال في امريكا الجنوبية) حدث لديهم هذا التغير نفسه. ونساء سكان التيبت قادرة على تحمل الحمل والولادة افضل بكثير من المهاجرات الى المنطقة والوليد يكون حجمه اكبر. عدا عن ذلك يكون الانسان هنا على الدوام قصير مما يسمح بالمحافظة على حرارة الجسم. من المثير الاشارة الى ان تلائم انسان التيبت اكثر وضوحا من تلائم انسان الاندريانا في امريكا الجنوبية وهذا يتوافق مع حقيقة ان انسان التيبت موجود في التيبت منذ 50 الف سنة في حين ان الانسان استوطن جبال الاندريانا منذ 6 الاف سنة فقط. ولذلك ليس من الغريب ان تحليل الحامض النووي لشعب التيبت من قبل باحثي جامعة مدرسة اوتاهو الطبية الامريكية الى جانب زملائهم الصينيين من جامعة جينغاهي الطبية اظهر وجود مالايقل عن عشرة جينات متخصصة في تحسين التنفس وموجودة فقط عند هذا الشعب من سكنة اعالي الجبال (Vetenskap, 8/2010).

لون الجلد وغدد التعرق
افريقيا تملك العديد من الجماعات التي تعيش في مناطق قاحلة وصعبة، للوهلة الاولى تبدو غير قابلة للبقاء فيها. احدى هذه الجماعات واشهرهم شعب الاحراش الذي لازال يعيش الظروف البدائية. تتميز الجماعات التي تعيش في الصحراء بأن ابنائها من طوال القامة. ذلك يعني امتلاكهم لمساحة كبيرة من الجلد الذي يساعد على التخلص من حرارة الجسم. غير ان هذه القاعدة لاتنطبق على شعب الاحراش الذي لايزيد طوله عن 150 سم ويملك الكثير من سمات الاسيوية بالمقارنة مع بقية الافريقيين ولانعرف لماذا.

تقريبا جميع سكان افريقيا يملك جلد غامق اللون وهذا يقدم العديد من الافضليات اهمها انه يساعد ضد الاشعاعات الشمسية الضارة ويقلل احتمالات سرطان الجلد. وايضا ييقدم اللون الغامق امكانية افضل للتمويه في الغابات والاحراش والبوادي اثناء الصيد. ومن الواضح ان الاجداد الاوائل كانوا ذو جلدة غامقة واصبحنا اكثر بياضا كلما ازداد الانتقال الى الشمال. وايضا يملك انسان الصحراء غدد تعرق اكثر تساعده على اطلاق العرق لتبريد الجسم.

تغير الصفات
لاحظنا كيف ان صفات الانسان تتغير وهي التي تفسر القابلية الديناميكية على إعادة التلائم. وهذه الخاصيات مكتسبة بفضل التطور الذي تجليه الطفرات. ذلك ينطبق حتى على صفات لاتخطر بالبال مثل اختلاف القدرة على تحمل الركض للمسافات الطويلة او القصيرة. الباحثين الاسنراليين اكتشفوا جين طرئ على بعض عيناته تغييرات بحيث ان بعض البشر يملكون نسخة بتغييرات والبعض الاخر النسخة التي بدون التغييرات، وهذا الامر بالذات هو الذي يحدد قابليتهم على تحمل الركض الطويل او القصير. هذا الجين يسمى ACTN3

الانسان يمكن ان يحمل الصنف المتغير من الجين وهذا الصنف يقوم بإنتاج بروتين اكتينين actinin والموجود فقط في الياف العضلات المختصة بالسرعة، لذلك يشار اليه بتعبير " الراكض" Sprinter (RR). بذلك يقوم البروتين بتحقيق قدرة على التسارع التي يعتمد عليها الراكض. الصنف الثاني يطلق عليه اكس ولايقوم بتكوين اكتينين.

جميع البشر يملكوا كلا النسختين من هذا الجين في الوقت نفسه ولذلك يكون المؤشر لديهم مختلطا بين الصنفين (RX). غير ان الامر مختلف عند الرياضيين المتفوقين حيث نجد ان الرياضيين الممارسين للركض السريع يملكون صنف واحد وبالذات Sprinter (RR) اي النسخة التسارعية في حين ان بقية الرياضيين الذين يمارسون رياضات تطلب الصبر والاحتمال يملكون نسخة (XX).

التمايز في القدرة على تعاطي اللاكتوز
إحدى اللحظات المهمة لانتقاء قريب طبيعي, بروز التعاطي مع اللاكتوز – قابلية هضم اللاكتوز عند البلوغ – بين جماعة من رعاة المواشي في شمال أوروبا منذ 5000 عام. اللاكتاز, الانزيم الذي يهضم السكر الرئيسي في الحليب, عادة ينتهي نشاطه إثر الفطام. لكن نظرا للفائدة الكبرى الغذائية للرعاة { القصد هنا هو اعتمادهم على الحليب ومشتقاته بأغذيتهم غالباً } أمكنهم هضم اللاكتوز عند البلوغ ايضا. عبر تغيُّر وراثي جعل الجين الانزيم لاكتاز نشطاً { حتى بعد الفطام } وهذا أدى لانتشاره في الجماعة لاحقاً.
التعامل مع اللاكتوز بهذه الصيغة لا يقتصر على الاوروبيين فقط. العام الماضي, سارة تيشكوف, من جامعة ميرلاند, وزملائها, قد اختبروا 43 جماعة إتنية في شرق افريقيا, وقد وجدوا 3 طفرات منفصلة, جميعها مختلفة عما في أوروبا, والتي تدعم جين الانزيم لاكتاز وجعله نشطاً عند البلوغ ايضاً. واحدة من تلك الطفرات كانت عند اشخاص في كينيا وتنزانيا, يمكن تقدير فترة ظهورها لفترة قريبة تعادل حوالي 3000 عام. (الصورة اعلاه تظهر توزع السكان الغير قادرين على تحمل الحليب)

لقد تطورت بشكل مستقل مسألة اللاكتوز تلك 4 مرات, كلحظات تطور متقاربة. الانتقاء الطبيعي استعمل طفرات مختلفة صالحة في الجماعات الاوروبية والشرق افريقية لاجل صنع قابلية لكل منها بالاستمرار بهضم اللاكتوز حتى عند البلوغ. في افريقيا, هؤلاء الممتلكين للطفرة, قد كانوا قادرين على إنجاب نسل بمقدار 10 مرات اكثر من آخرين لا يمتلكونه, عبر فائدة انتقائية قويّة.

هذا إضافة الى دلائل عديدة تشير الى انحدار الانسان عن انواع سابقة له، ومنها:
(1) قشعريره الجلد / Goose Bumps
(2) جهاز جاكبسون / Jacobson’s Organ
( 3) خردة في حمضنا النووي / Junk DNA
(4) عضلات الأذن الزائده / Extra Ear Muscles
(5) العضلة الأخمصيه / plantaris muscle
(6) أضراس العقل / Wisdom Teeth
(7) طبقه الاجفان الثالثة / Third Eyelid
(8) نقطه داروين / Darwin’s Point
(9) العصعص / Coccyx
(10) الزائدة الدودية / Appendix
وللمزيد من التفاصيل عنها راجع المقال التالي
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Biologia/bio-0220.htm









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اشكرك كثيرا
ال طلال ت صمد ( 2012 / 5 / 10 - 19:24 )
الاخ المحترم
كم انا مدينا لك بالشكر
انها متعه اتمنى ان يكثر الباحثون الشباب مثلك
كتبت قبل عام مجله دي شبيغل الالمانيه ان لا يتعالوا على مواطنيهم الاتراك لان
الالمان وقبل 7000 عام جاءووا ايضا من تركيه الحاليه استنادا الى انزيام الالكتازه
وكما هو معروف اليوم
لاثابت سوى المتحرك
اسلم لاخيك صمد ال طلال


2 - من قال
حسين علاوي ( 2012 / 5 / 10 - 22:17 )
اساس الموضوع مبهم فالكاتب قال (الجميع، مهما اختلفت اعتقاداتهم، يتفقون على الانسان المبكر كان متشابه بلون جلده ولون عيونه ولون شعره وملامح وجهه وطوله) وأنا اطلب منه من اين اتى بهذه المعلومة ، على عكس ما يعرف هو ، فانا اعرف ان الباحثين لم يقولوا شيئا في هذ ا الخصوص غير دارون في نظريته التي اثبت خطأها علميا حسب قوانين مندل في الوراثة ، اما ما يقول الكاتب اتحداه ان يأتي بصدر موثوق علمي عن هذا الشيء فضلا عن ان يكون محل اتفاق الجميع كما يدعي الكاتب ، والغريب ان اكثر الباحثين في مجال تطور الانسان يستخدمون كلمات لا يمكن اثباتها مثل ، اتفق العلماء ، قال الباحثون ، من المعروف ، الخ من الكلمات التي لم نعرفها في اساليب ونقاش الباحثين سابقا ، اما بالنسبة لموضوع التطور فهو على نوعين تطور اجتماعي يخص اساليب الحياة وهذا مثبت من الواقع فعائلة الفلاح عندما تذهب الى المدينة تتغير عاداتهم واهتماماتهم واسلوب الحياة عن ما كانوا عليه وطبعا لا اقصد هنا سلبا او ايجابا ، والنوع الثاني من التطور هو التطور المادي المعروف وهو الالات والطرق والفضاء ،، الخ اما ان يتطورالانسان بايلوجيا فيراجعوا قوانين مندل ،، يتبع


3 - التغيرات الجسدية في الأجيال الثانية والثالثة
الحكيم البابلي ( 2012 / 5 / 11 - 08:04 )
زميلنا العزيز طريف سردست
تحية وبعد
أعيش في أميركا منذ حوالي 40 سنة ، وأنا فرد من الجالية العراقية الكلدانية في ولاية مشيكان ، ومن ملاحظاتي الدقيقة أن نسلنا من الجيل الثاني والثالث هم أطول قامة مِنا نحنُ الجيل الأول ، وكما قلتُ .. فقد راقبتُ هذا الأمر على الدوام ، وتعجبتُ من نسبة فارق الطول في المواليد الشباب الجدد ، كذلك يمتازون بالسمنة التي أعتقد أنها حالة طبيعية !، فالشعب الأميركي اليوم يعتبر من الشعوب السمينة ( فات نيشِن ) ، وربما أسمنها !، بسبب الخير العميم والدلال !!! ووجبات الطعام السريعة ، كذلك معونات الطعام التي تصرفها الحكومة ببطر للتنابلة منهم والذين أصبحوا يعلفون طوال النهار كما تعلف البهيمة
أكرر أن ملاحظتي عن طول القامة النسبي ليست إعتباطية ، كذلك لاحظتُ أن بياض الجسد بدأ يتغلب ولو بنسب صغيرة عن سمار الأهل
فهل كل تلك التغيرات النسبية حصيلة تغذية الطفل الجيدة منذ اليوم الأول ، وحصيلة الأدوية والمستشفيات والعلاج والمناعة والطعام والجو ( المناخ ) وغيرها أم ماذا ؟
مقال جميل كالعادة ، تشكرات
بالمناسبة ... هل أنت مصري أم عراقي رغم أن إسم العائلة يدل على أنك كردي ؟
تحياتي


4 - شكرا
طريف سردست ( 2012 / 5 / 11 - 15:54 )
شكرا اخي صمد آل طلال على تواصلك وعلى اضافتك

وللسيد حسين علاوي اشير الى ان تعبير الجميع ليس فيه اي ابهام إذ نعلم ان اصحاب العقائد ينطلقون من ان البشرية بدأت من آدم، وآدم شخص واحد وبالتالي ينطلقون من بداية للانسان فيها اوصاف واحدة، وهذا بالذات المقصود بتعبير -الجميع- والذي يستدعي الحاجة لتوضيح اسباب تنوع البشر اليوم عن نقطة الانطلاق، وهي تغييرات محسوسة لايمكن القفز فوقها او تجاهلها.


5 - الصديق طلعت
طريف سردست ( 2012 / 5 / 11 - 15:56 )

الصديق الحكيم البابلي
السمنة المرضية ايضا لها طبيعة وراثية، تظهر عندما تنضج ظروفها. لذلك نجد بعض الاشخاص لايصابون بالسمنة على الاطلاق على الرغم من انهم لايمارسون الرياضة ويـأكلون كثيرا.. غير ان الصحيح ايضا ان المصابين بالسمنة هم -الاصحاء- جينيا لان الانسان كان يسعى لتخزين اكبر كمية من الطعام ولذلك فمن لايستطيع تخزين الطعام هو المصاب بالطفرة الجينة.

ان التغييرات حصيلة البيئة والتغذية والتمرين يبقى تنوعها في إطار مساحة السقف البيلوجي الجيني لكل فرد، في حين حدوث طفرات يمكن ان تغير السقف الاعلى للجين وعند ذلك يخضع الامر للانتقاء، تماما كما نراه عند العدائيين، حيث ان البعض لديه جين يؤهله للعدو الطويل والبعض الاخر جينه يؤهله للعدو القصير فقط، على الرغم من انه، في الاصل، كان الجين واحد ولكن حصلت له طفرة جعلته بنسختين مختلفتين.. وانا في الاصل عراقي
خالص ودي

اخر الافلام

.. العربية ترصد احتجاجات داخل مدرسة العلوم السياسية في باريس رف


.. انطلاق حملة المدارس للتوعية ضد التدخين (25-4-2024)




.. مجمع ناصر الطبي إلى الخدمة مجددا رغم قلة الإمكانيات


.. الجزائر.. قمة أفريقية لشركات التكنولوجيا الرقمية بمشاركة أمي




.. -احنا ناس صعايدة يابيه- استشاري الطب النفسي: هناك أسر تحاول