الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عصر الحكّام الحثالة

نارت اسماعيل

2012 / 5 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في بلاد الصحراء، يجبرون الناس على العبادة
يجبرونهم على الركوع والانحناء
يطاردونهم بالعصاة، يجلدونهم بالسياط مثل الدواب
الإيمان بالإكراه
الصلاة بالإكراه
والعقل في إجازة

في بلاد الشام، يجبرون الناس على عبادة رئيس صنم
يلاحقونهم، يجبرونهم على التصويت بنعم
يجبرونهم على الركوع والانحناء وتقبيل الجزم
يهددونهم برغيف العيش، بالموت والفناء
عليهم أن يرددوا الشعارات مثل الببغاء
أن ينفخوا أوداجهم بالهتاف والغناء
عليهم أن يهزّوا وسطهم في مجلس الشعب مثل راقصة بدار بغاء

في عصر الحكام الحثالة
الحاكم يريد شعبه عبيدآ
فالناس الأحرار لا يقبلون حكامآ حثالة
الناس يقتلون، يذبحون، إن طالبوا بالحق والعدالة

حكام العرب آفات مستديمة
عاهات تنتقل بالوراثة
وفي عصر الحكام الحثالة، حتى الجمهوريات صارت وراثة

حكام مصابون بالتوحّد
الحاكم يلهو بتنزيل ملفات الموسيقى، والشعب يهرول مثل اللقيط من سفارة لسفارة

في عصر الحكام الحثالة
الوطن صار غنيمة يقدم على طبق ضيافة
للصهر وابن الخالة
الوطن صار بقالة
كل شيء يباع ويشترى
الجولان مباع
وإسرائيل تشرب على مقاومتنا الأنخاب حتى الثمالة
الأرض، المياه، والحدود بسعر النخالة
كل شيء بثمن
المناصب بثمن
القضاة بثمن
الوزارات بثمن
الرتب العسكرية بسعر الزبالة
حتى المواطن له ثمن، ولكنه أبخس ثمن
وهو يباع ولا يشترى

هذا هو حالنا يا صاحبي
إن تكلمنا، إن شكونا، فنحن متآمرون، حقيرون
يسحقوننا، يحرقوننا، يدفنوننا أشلاءآ تحت التراب

لن يستقيم أمرنا إلا بزوال الحكام الحثالة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنا توقفت عن الكلام والشكوى
فاتن واصل ( 2012 / 5 / 11 - 12:16 )
تستطيع أن تسميه يأسا أستاذ نارت فنحن مقدمون وبخطى سريعة ( فى مصر ) على الحكام الحثالة وكأننا لم نكتف من أكثر من ستين عاما من الاذلال والاخضاع .. نجرى نحو الحثالة ونختارهم بأنفسنا ، وكأننا لا نتعلم من تجارب الآخرين وأخطائهم .. نحن فى الطريق لا محالة .. وعلى مصر وشقيقاتها السلام .. يسلم قلمك الحزين والحقيقى والصارخ بألم.


2 - الأستاذ نارت اسماعيل المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 5 / 11 - 15:29 )
لم تعرف بلادنا الاستقلال على مر الدهور ، فهي إما أنها كانت محتلة من البدو الصحراوي ، أو من البدو المتحضر ، وفي كل الحالات كانت شعوبنا واقعة تحت أمر الركوع ، أو تقبيل الجزم ، أو الهتاف والزعيق .
تشكر ولك التحية


3 - ردود
نارت اسماعيل ( 2012 / 5 / 11 - 17:47 )
أخت فاتن المحترمة، يبدو أنكم السابقون ونحن اللاحقون، برلمانكم صار مثل قاعة اوركسترا تعزف فيه كل نغمات الشخير من سلفيين يقيمون الليل في الصلاة والعبادة ثم يقضون النهار بالنوم والشخير في البرلمان
نحن برلماننا الحالي هو عبارة عن قاعة أعراس رخيصة تقدم فيه كل أنواع الزجل والغناء وهز البطن للقائد المفدى
هذا هو حالنا يا سيدتي، شكرآ وتحياتي لك

أخت ليندا، أنا أرى أن عصر عائلة الأسد، الأب والابن هي أسوأ فترة مرت على سوريا، فهي ارتكبت المجازر في سوريا ودول الجوار تحت أنظار العالم وفي ظل وسائل اتصال حديثة، وهي كرست الطائفية والفساد والقمع الوحشي في وقت انتقلت فيه كثير من الدول من المجاهل للحضارة
شكرآ وتحياتي لك


4 - هل حقاً خلت بلداننا من زعيم أو حاكم آدمي ؟
الحكيم البابلي ( 2012 / 5 / 12 - 00:51 )
صديقي العزيز نارت اسماعيل
المعذرة لتأخري في إرسال تعليق أعتبره مهم جداً على كل موضوع أو مقال أو قصيدة وشكوى من جور الحكام الحثالة العرب
الحق بعد قراءتي للشعر المنثور إن كنتُ على صح في التسمية ، فكرت : متى كانت آخر مرة كان لنا نحنُ العرب أو الشرق أوسطيين حاكم عادل ، أو حتى حاكم مثقف ، أو وبتواضع أكثر حاكم شايل حالو أو حتى من عائلة عريقة ليس بالمال والجاه بل بالتواضع والأخلاق الموروثة ؟
صدقني أي موضف في أي دائرة أو سفارة أو ملحقية ثقافية أو منظمة دولية ، هو أكثر علماً ومعرفة وأدباً وإنسانية وخلقاً وتربية ومعرفة سياسية من كل حكامنا العرب مجتمعين !!، آهٍ ثم آه
محبتي وتحياتي


5 - أخي العزيز الحكيم البابلي
نارت اسماعيل ( 2012 / 5 / 12 - 02:47 )
الحديث عن التاريخ له شجون وله سحر، كنت دائمآ أتمنى أن تكون عندي آلة سحرية تمكنني من التجوال في أعماق التاريخ للتمتع والفرجة ثم العودة إلى الحاضر
في تاريخ سوريا الحديث، كان هناك ميل واضح عند المجتمع السوري للنهوض والتخلص من آثار العهد العثماني،الفترة التي تلت الانتداب الفرنسي ومع أنها كانت فترة اضطراب بسبب الانقلابات العسكرية وبسبب الحرب العالمية الثانية،إلا أنها كانت فترة نهوض اجتماعي، والناس كانت تتوق بشدة نحو النموذج الغربي وتحاول الابتعاد عن النموذج الشرقي المحافظ، وحدثت في تلك الفترة نهضة نسائية واضحة، باختصار كان هناك مشروع نهضة
برأيي الشخصي أن أكبر كارثة حلت على سوريا هي مجيء حافظ الأسد، وبرغم كل الهالات التي أحاط نفسه بها، إلا أنه ارتكب أكبر جريمتين بحق سوريا، فبالإضافة لقسوته وقمعه المفرطين ومجازره في سوريا ولبنان، إلا أنه أضاف لرصيده جريمتي تكريس الطائفية والتوريث
حافظ الأسد دمر سوريا ودمر أجيالآ كاملة ونحن ندفع الثمن الباهظ
أنا متفائل بالمستقبل، وأنا هنا لا أتحدث عن المستقبل القريب الذي لن نشهده أنا وأنت، بل أتحدث عن مستقبل أولادنا وأحفادنا
سررت بالتحاور معك، تحياتي لك


6 - نارت العزيز
إبراهيم جركس ( 2012 / 6 / 28 - 13:07 )
أخي العزيز نارت
ليس بإمكاني سوى أن أقول لك
((لاتشكيلي ... ببكيلك))


7 - أخي العزيز إبراهيم جركس
نارت اسماعيل ( 2012 / 6 / 28 - 20:58 )
اشكيلي، ابكيلي فالوضع يدعو للبكاء ولكنه أيضآ مصدر للأمل، برأيي سيكون هذا
الحاكم المتخلف آخر حاكم وراثي في سوريا
تحياتي وشكري لك

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة الأميركية وطلاب متظاهرين تضامناً مع غزة ب


.. Colonialist Myths - To Your Left: Palestine | أوهام الاستعما




.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم


.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني




.. أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني وحلفاؤه بالحكومة يطالبون رئيس