الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبادة الكهنوت وصناعة الفرعون المتأسلمون إلى أين ؟

عصام شعبان عامر

2012 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أينما وجد الفرعون لابد أن يكون هناك كهنوت يؤدلج لإستبداد الفرعون ويجعل منه إلها مقدسا لايمس لأنه إلها أو على الأقل ظل إله .
هذه الثنائية كاهن – فرعون هى اساس الإستبداد على ظهر الأرض فأينما وجد الكاهن وجد الفرعون لأن الفرعون ليس وليد الصدفة والمصادفة بل هو وليد البيئة التى نشأ وتربى فيها فعندما يعبد الناس الكهنوت فإنهم يقعوا بلا شك فريسة لإستبداد الفرعون والذى يصنع منه الكاهن إلها أو شبه إله .
وفى التاريخ البشرى كله لايوجد فرعون طاغية مستبد إلا ووجد له الكهنة المؤازرون المنافحون والمدافعون إذ أن العلاقة قائمة على التوطيد للكل طالما أن هناك أيدولوجيا حاكمة .
فالفرعون بإستبداده وسلطاته المطلقة والواسعة يطلق يد الكهنة فى البلاد والعباد ويعمل ويعملوا جاهدين لمسخ عقول الناس وتدمير عقولهم ومحاربة أى فكر لأن هناك تتوحد الأهداف (كاهن – فرعون ) وإلا كيف يستعبد الناس ويتسلطن عليهم ويتفرعن عليهم والفرعون يحتاج لتأييد الكهنة حتى يبثوا الرعب فى نفوس الناس من الحاكم واعتبار ما يفعله بالشعب من استبداد هو منحة إلهية وأن كل من يخرج على الحاكم كأنما يخرج عن الله .
فماذا يريد المتاسلمون فى اوطاننا فى كل عصر ومصر هلى حقا يريدون عز الإسلام والمسلمين أم يريدون عز أنفسهم على المسلمين وغير المسلمين حسب ما تقضيه المصلحة والقوة .
ماذا يريد المتأسلمون فى مصر من شعب مصر هل يريدون الدين حقا وهل هم أكثر إيمانا وإسلاما منا حتى يجعلوا من أنفسهم حراسا للشريعة وللعقيدة .
حراس لمن وممن لقد اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين وصرنا نسير فى زمن الفتن ويكأنى بالرسول محمد (ص) يتحدث عن مثل تلك الفتن فيقول أنها فتن كقطع الليل المظلم الجالس فيها خير من الواقف والواقف فيها خير من الماشى .
ويقول أيضا إذا رايتم اختلافا شديدا فالزم جماعة المسلمين فإن لم يكن هناك جماعة فعليك بيتك فالزم قعر بيتك وإن كانت مثل هذه الأحاديث المروية عن رسول الله تحكى هناك فى خلاف المسلمين وصراعهم الابدى منذ فجر التاريخ الإسلامى حيث العلويين والامويين والمعتزلة الأوائل الذين اعتزلوا تلك الفتن كلها كعبد الله بن عمر بن الخطاب فإنها وباختصار دعوة لترك كل أيدولوجيا فاسدة انحرفت عن الدين واصبحت كهنوتا أو طاغوتا جديدا يعبد من دون الله .
لقد خلق الله دينا جعله وارتضاه للبشرية حيث هناك القيم والأخلاق والضمير حيث يوجد الله فيه ممثلا لكل القيم الجمالية والروحية فاخترع الإنسان الأيدولوجيا الكهنوتيه حولت الدين الواحد إلى مذهبيات كل منها نصب نفسه طاغوتا يعبد من دون الله وتحت كل مذهبية طويئفة كل فرد فيها يرى بحكم المطلق أنه إلها فيكفر هذا ويزندق هذا ويحكم على هذا وذاك أنه فى الجنة أو فى النار فكل واحد فيها يرى نفسه أنه الله الذى سيحكم يوم الدين والدينونة فيستحل بهذا الدماء التى حرمها الله والأعراض والاموال وكله باسم الله والدين هنا فى هذه اللحظة بالذات يخلق الكهنوت وتنصب الطواغيت استعدادا لصناعة فرعون جديد مستبد باسم الله والدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |