الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السارقون ..!!

نضال سعيد

2012 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


قـدّ يستغرب البعض من عنوان مقالتي هذه ..! ولكن بعد قراءته لمضمونها ربما يتراجع عن ذلك ، كُنت أحسب أن السارق هو من سرق المال أو الطعام أو الأشياء المادية .. ولكني اكتشفتُ أنّ للسرقة أوجه عديدة وظاهرها ما ذكرتُ آنفاً - وهي سرقة الأشياء المادية - ، ولعل أبرز السرقات التي حدثت ولازالت مُستمرة هي سرقة الأفكار والأسماء والعناوين !! وَليتَ الأمر يقتصر على السرقة لكان قابلاً للعلاج ! ، نبدأ من سرقة العناوين .. في العراق اليوم عشرات الأحزاب والحركات والمنظمات ومن ضمنها ( الحزب الشيوعي العراقي ) والكل يعلم من هم الشيوعيون وما هي أفكارهم وأهدافهم وما تاريخهم عالمياً ، ولكن ؟ هل الحزب الشيوعي العراقي على السكة نفسها ؟ بالطبع لا !! من يُسمون أنفسهم بالشيوعيين ويعنونون حزبهم تحت العنوان المذكور هُـــمّ " ســــارقـــون " لهذا العنوان وأفعالهم خير دليل على ذلك ، كيف لحزب يحمل إسماً عريقاً كالشيوعية أن يضع يده بيد المحتل الإمبريالي الرأسمالي ؟ وكيف له أن يحابي ويدغدغ مشاعر الأسلاماويين أحزاباً كانوا أو شخصيات ؟ وكيف له أنّ يدخل عملية سياسية قذرة كالتي في العراق ؟ أنّ أفعال وتوجهات ما يسمى بالحزب الشيوعي العراقي هي أبعد ما يكون عن أسم وتاريخ ذلك الفكر العريق المتأصل والنابع من العقول الجبارة ، هذه هي السرقة بعينها !! نعم سرقة الأسماء والعناوين ولصقها بأخرى زائفة ..

ومثال أخر على نفس النوع من السرقة والمتمثلة بما يفعله الأسلاماويون !! حيث يقومون بسرقة إبداعات الأخرين وأفكارهم وإختراعاتهم ويلصقونها بكتابهم الغابر الذي أكل عليه الدهر وشرب ، فتراهم يتسارعون لنهش الأفكار والإنجازات العلمية والفكرية التي تظهر بين الفينة والاخرى وقدّ أسسوا جمعيات ومنظمات خاصة بالسطو المسلح والسرقة لرصد ما يبتكره ويخترعه الأخرون في البلدان الغربية وأمريكا وغيرهم ، على سبيل المثال : زغلول النجار المُدّعي بوجود إعجاز علمي بكتاب عمره أكثر من أربعة عشر قرناً ، وهارون يحيى - تركي الجنسية - الدجال الذي يسرق صور المستحاثات المكتشفة والمدروسة من قبل علماء الأركيولوجيا والطبيعة الغربيين ويحرفها للنيل من علم التطور والإنتخاب الطبيعي .

وبالعودة إلى سياسيينا في العراق فنجد أنهم قدّ برعوا في شتى أصناف السرقة - طبعاً لانذكر سرقة الأموال والآثار والنفط - فحتى إنتخاباتهم المُفبركة لم تسلم من السرقة نعم سرقوا أصوات الشعب ليعبثوا بمصيره تحت مسمى الديمقراطية وصندوق الإقتراع الزائفين .

وعلى الصعيد العربي وليس بعيداً عن ما يسمى بالربيع العربي فقد تم السطو على الثورات الشبابية - الفيسبوكية - المطلعة للحرية والعيش الكريم بعيداً عن الدكتاتورية والقمع المتجذّرين في نفوس حكام العرب وها هم أصحاب اللحى والعمائم يسرقون ثورة الشباب والشابات التي خاضوا معاركها وبذلوا ما بوسعهم للتخلص من الإستبداد والطغيان وبعد جهود مضنية بزحزحة الأنظمة ظهر السراق وصعدوا على أكتاف هؤلاء الثلة المناضلة والتواقة للحرية وخاضوا الإنتخابات وها هم يستلمون المناصب واحدة تلو الاخرى !! فبأي حق وصلوا هؤلاء ؟ وأين كانوا قبل ثورة الشباب ؟ لا حق لهم بل هم " ســـارقون " بأمتياز .

ونستنج .. مما سبق أنّ للسرقة أوجه عديدة وأنا - حسب رأيي - أرى أنّ سرقة الأسماء والأفكار والعناوين أبشع بكثير من سرقة الأموال وغيرها من الماديات ، والمشكلة تكمن بعدم تحرك النخبة فضلاً عن العامة بكشف أولئك السارقين المتلاعبين بمصائر الشعوب والأمم وكشفهم على حقيقتهم العارية لكي يكونوا عبرة لمن أعتبر ..!!
مع تحياتي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انصر اخاك ظالما او مظلوما !!!
حبيب مشتاق ( 2012 / 5 / 11 - 15:36 )
الرفيق العزيز نضال .. بعد التحية .
انا سارتب ردي على السرقات التي ذكرتها معكوسة أي سأبدأ من الاسلاماويين ولن اكون ظالما لهم - حسب رايي - لان السرقة هي صفة اسلامية متجذرة ومن باب (( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )) لانه هو قام بسرقة كتاباته في كتابه - المعروف - فالمتعلم على السرقة لا عتب عليه ولكن العتب بل كل العتب سيكون على الذي ينهى الناس عن السرقة ويسرق ولقد اقترحنا ولاكثر من مرة على هذا الحزب - المسمى بالشيوعي العراقي - ان يغيروا اسم حزبهم الى اي اسم اخر ولن نهتم انذاك لكل افعالهم لان كل من يكنى ويسمى باسم ابي سيكون اخا لي ولابد لي من ان نصحه او انصره .. ولكنهم سراق والسراق عادة لا يسمعون النصائح .. ودمتم سالمين ..


2 - تحياتي لك وللعزيز حبيب
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 11 - 17:13 )
الرأي الذي يتبناه الحزب الشيوعي حول العمل تحت الاحتلال أو الحراب الأميركية فيه وجهة نظر من قبلهم حيث يقولون وماذا نفعل إذن ؟ هل نترك البلد - لماذا لا نتعاون مع باقي الأحزاب في سبيل تخليص البلد من هذا الاحتلال وهكذا
ماذا ترى أنت هل يقفوا مكتوفي الأيدي أم يشاركوا أو بالأحرى ماذا يفعلون وماذا ينتظرون
هذا هو وضع البلد ولابد من ان يشاركوا ولو بأقل ما يمكن من الفرص أفضل من الانتظار
هذا رأيهم حسب قناعتي وليس رأيي الشخصي أي رأي الحزب الشيوعي العراقي
تمنياتي بالخير


3 - إلى الأستاذين حبيب وشامل
نضال سعيد ( 2012 / 5 / 11 - 18:42 )

تحية لكما أيها العزيزين
:
الأستاذ حبيب نعم كلامك في محله تماما فسرقة الافكار والنصوص ليست جديدة !!

الأستاذ شامل : نعم هذا ما يقوله الحزب الشيوعي وعلى لسان سكرتيرها السيد حميد مجيد موسى ولكن هل هذا يبرر وضع أيديهم بيد المحتل ؟ متى كانت الأحزاب اليسارية والتقدمية والثورية تفعل هذا الشيء ؟ نحن نعلم أن الحزب الشيوعي يرفض الليبرالية السياسية والتوافق والمحاصصة البغيضين ، ولكن أنا أسف .. لإني متوهم فيما اقول بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي الحالي !! نعم لإنهم فعلاً أكدوا إنسلاخهم التام والواضح عن المبادئ الشيوعية الثورية الرافضة للإحتلال والإمبريالية الرأسمالية .

شكراً لكما احبائي

اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟