الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم للامعاء الخالية

ميساء ابو غنام

2012 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


نعم أخذوا الخطوة وحدهم.. سأموا منّا ومن لا مبالاتنا على مستوى القيادة وعلى مستوى الحراك الشعبي، لم تكن قصة الامعاء الخاوية الا مفتاحًا للتعبير عن غضب لربما لا يكفي ان ننسبه لظروف الاعتقال وقسوة الاحتلال، فالاحتلال احتلال ومن قال غير ذلك، فنحن لسنا الشعب الأول الذي يذوق الأمرين من مغتصبا أرضه وقذفه بقنابل نكبة ونكسة، ولكن الغضب المتفجر لديهم كان من قيادة تذكرني بأواخر أيام الدولة العثمانية حين اطلق على اسمها الرجل المريض وانا اطلق عليها اسم الجنين المريض لان تكوينها هزيليا ورحمها مثقوب..

نعم اخذوا الخطوة نحو ارادة الحياة نحو الحرية، فأمعاؤهم الخاوية رسالة ازدراء منا ولنا، كيف لا والاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال مفاتيح لضعف الاداء الفلسطيني منذ اوسلو حتى الان، اصبحت الشعارات الرنانة والمسيرات الخجولة والامهات اللواتي يحملن صور ابنائهن طقوسًا لا تجدي من نفع ، فقضيتهم اصبحت معركة ارادة للحياة وفعلا قرارهم الجماعي الذي ولاول مرة تصبح ارادة شعب نحو الحرية بالاضراب عن الطعام عنوان قوة لنا بعد هزائم متوالية وتنازلات افرغت القضية الفلسطينية من محتواها وبدل ان نكون شعب الصمود اصبحنا شعب الراتب والمساعدات الممولة بشروط “NGOS” ومؤسسات.

نعم اخذوا الخطوة وكان عار علينا.. من مؤتمر مدريد حتى الان، 22 سنة لم نستطع تحقيق الحد الادنى من حياة افضل لاسرانا ومستقبلهم، القضية ليست مرهونة بتحسين خدمات اعتقالهم، هي قضية شعب، كان لابد من المفاوضين الفلسطينين اعطاءها الاولوية،واعتقد انهم اهم من التفاوض على وخدمات التنقل لشخصيات السلطة .VIP والمعابر والاستيطان وبطاقات الـ....
نعم قضايا الاستيطان والمعابر والمياه والحدود والسيادة ومشروع الدولة مهمة، ولكن متى سنصل لمرحلة يصبح فيها الانسان الفلسطيني وكرامته اهم، اصبحنا في وضع لا قيمة لا عمارنا ولا حياتنا ومماتنا رقم يضاف الى سجل الوفيات، والقيادة الفلسطينية الهزيلة التي سئمنا اداءها في جميع النواحي بما فيها قضية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي لا صوت لها في الشارع الفلسطيني وكأن غزة الامارة المنسية من الوطن او الشق المحتل من حماس،وبالمقابل الضفة بالنسبة لحماس انقلاب وهي بدورها اعادتنا الى عصر الاقطاع في اوروبا وحولتنا الى اسياد وعبيد باسم الدين.

يكفي ما تفعلونه بهم وبنا، سئمنا حكومات تسيير الاعمال ووجوه وزراء منهم من سمعنا باسمه ومنهم من يطل علينا بخدمات منصبه الذي لن يستفيد منه غيره، اتفاجأ احيانا من عدد الوزارات التي لو قرر القائمون عليها تفعيلها لقدنا العالم ثقافة وحضارة وابداع، والغريب انه تم استبعاد وزارة الاسرى، اتساءل لماذا؟ لم لا تعتبرونها من كماليات الحكومة ولو حتى من باب التواجد الرمزي لهولاء اصحاب الامعاء الخاوية الذين قرروا وبعيدا عنا سرقة احلام حريتهم من زنزانتنا قبل زنزانة الاحتلال.

نعم اخذوا الخطوة بعيدا عن قيادتهم.. ومعهم حق انا لن اطالب السلطة الفلسطينية بالتفاوض لاجلهم ولا حتى نعي شهدائهم، فبعد 17 سنة من تواجدها اصبح واقعها واضحا، فوظيفتها فرض الامن واخذ الضرائب ودفع المعاشات ومتابعة القضايا المدنية، ما عدا ذلك فأملنا اصبح في طور النسيان، اما الفصائل الفسطينية المتهالكة المتناحرة على القشور حولت القضية الى اسفنجة كل يعصرها بطريقته، ولكن بقي امل في منظمة التحرير التي ان افاقت من نومها لربما نرى فجرا جديدا لهؤلاء الخالية امعاؤهم والذين ولأول مرة ينتصرون على ذاتهم ويقزموننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لننتصر للأسرى ضد فاشية المحتل... ولكن
كنعان الكنعاني ( 2012 / 5 / 11 - 19:47 )
السيده المحترمه
أنت محقه في مسألة اللامبالاه رسميا وشعبيا بحق قضية الأسرى. الإنتصار لهذه الزمره الوطنيه عالية الهمه هو إنتصار لجوهر الحق الإنساني في الحياة الحرة، ولكن دعيني أستدرك... كم منا تربى على إحترام هكذا حق له وللآخر؟
منذ عقدين كنا نفاخر الدنيا بوعينا الوطني وبعمق إنتمائنا... جاءتنا موجة التصحر بشقيها من فاسدين وظلاميين فأتت على صلب إيماننا بعدالة مطلبنا الوطني. لننتصر للأسرى ضد فاشية المحتل دائما... ولنعطي فرصة كذلك كي ننتصر لذلك الأسير بداخلنا.
مع الموده


2 - بعد اذنك
ايمان سلامة ( 2012 / 5 / 11 - 22:35 )
بعد اذنك نزلنا مقالتك ضمن المقالات المختارة على موقع وكالة انباء الدانة
www.aldananews.com
اذا كان لحضرتك اعتراض يرجى ابلاغنا
مع التحية


3 - يجب مشاركة الشعب
ماجدي ماجد ( 2012 / 5 / 13 - 08:49 )
في رأي الشخصي والمتواضع على عموم الشعب الفلسطيني وخاصة المقيمين خارج فلسطيني (مثلي) ان يتحملوا جزء ولو بسيط من المشاركة في النضال الوطني. وابسط شيء اراه هو المساهمة المادية فالمفروض على كل مواطن فلسطيني خارج فلسطيني ان يساهم بدفع مبلغ من المال يكون لصالح الاسرى

فالاسير الذي حرم طعم الحرية ليس فقط لجله وانما لاجل كل فلسطيني.

للاسف الشديد ليس لدينا قيادة محترمة نثق بها. شيء مؤلم حقا

اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم