الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفجيرات الأخيرة بسوريا _لعبة الموت

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2012 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


التفجيرات في سوريا تضعنا أمام مجموعة من التساؤلات تعتبر الإجابة عليها مسألة مفتاحية للتعرف على سيرورة الأمور الداخلية بعد إخفاق القوى الرجعية ضمن تحالفاتها وإن شئت الدقة ضمن دورها الإستخدامي من قبل الإمبريالية والصهيونية العالمية في إحداث إختراق في المجتمع العربي السوري الذي بدى جلي للجميع أنه عصي على الإختراق بفعل التراث والثقافة الوطنية القومية التي يحملها السواد الأعظم من الشعب السوري .
لا يعني عدم خروج الجماهير الشعبية إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام موالاة هذه الجماهير له فالتجاذبات السياسية في المجتمع السوري كبيرة جدا وهنالك معارضة سياسية وإجتماعية في سوريا لا يمكن الإستهانة بها تعبر عن وطنيتها من خلال الإصطفاف حول سوريا الوطن لمواجهة مخططات الأعداء والإنتصار على كل المطبلين في الخارج بمسميات مختلفة (الجيش الحر , مؤتمر أصدقاء سوريا ,المجلس الإنتقالي السوري ...........الخ) مسميات لشخوص تبدي الإستعدادية والجهوزية للمتاجرة بالوطن حتى قبل إستلام السلطة , فقد أعلنت بعض الشخصيات المحسوبة على المعارضة الإستعدادية للتوصل إلى حل مع الكيان الصهيوني على قاعدة التطبيع معه مقابل تسويات بالجولان ، متناسين أن الراحل حافظ الأسد رفض إتمام تسوية مع الكيان لإصراره على ضرورة العودة إلى أخر سنتمتر من الأراضي العربية السورية ,لقد كان بالامكان إعادة الأراضي السورية منذ العام 79 عبر التفريط والتنازل عن القضية الفلسطينية والقبول بكامب ديفد خاص بسوريا على غرار الإتفاقية التي تمت مع مصر .

لم يقبل نظام البعث التفريط بفلسطين وإتمام تسوية مع الكيان تعيد له الأراضي التي أحتلت أصلا في سياق السعي القومي لإستعادة فلسطين فلماذا يهلل أمراء القتل للصلح مع إسرائيل والإستعدادية للوصول إلى تسويات منذ اللحظة معتقدون أن الإرتهان لأمريكا وإسرائيل سيزيد من تسليحهم عبر مشيخات الخليج مما يساعدهم بضرب أركان النظام والمجتمع في سوريا.
لقد وصل التآمر على الوطن مطالبة البعض بتنفيذ عمليات عسكرية لحلف الأطلسي على غرار العمليات التي نفذت في ليبيا, يستدعون الغرب لضرب الوطن في محاولة لإعادتنا إلى التاريخ البائد الذي ساد الأندلس في أواخر الحكم العربي (أمراء الطوائف ) فقد تحالف الجميع ضد الجميع وكانت النهاية إنتهاء الحكم العربي هنالك بعد 500 عام حمل خلالها العرب العلم والحضارة إلى أوروبا وتركوا شواهد لتلك الحضارة في قرطبة وغرناطة .
لقد صدق هيغل عندما قال أن التاريخ يعود على شكل مأساة أو ملهاة وها هو التاريخ يعود لنا بأفظع صوره فالوطن العربي الذي قسم بفعل التأمر عليه من قبل بعض القيادات العربية التي ساهمت بتمرير اتفاق "سايكس – بيكو" يتم تفتيته بدعم وإسناد المشيخيات العربية بالخليج العربي بهدف ضمان بقاء بعض الملوك والأمراء والسلاطين, يتم التضحية بالوطن من أجل إمتيازات لشريحة تعفنت منذ نشئتها وتعمل على إستمرار بقائها بحراب الأعداء المسلطة على رقاب الأمة العربية التي تعاني الفقر وبعضها المجاعة بالوقت الذي يتم به إنفاق مئات المليارات لشراء الأسلحة لضمان إستمرارية عجلة إنتاج السلاح بالدول الغربية وأمريكا وتجنيبه الكساد, فمخازن الدول العربية تتسع لكل النفايات والخردوات العسكرية التي تجاوزتها التكنولوجيا الغربية عشرات السنين وتصلح للإستعراضات العسكرية على شرف جلالة ونيافة وسمو وسيادة ملوك ورؤساء الدول العربية ولقمع الجماهير الشعبية التي تطالب بالحرية والعدالة الإجتماعية .
سعود الفيصل وزير خارجية مملكة آل سعود يطالب بتسليح المعارضة السورية لأسقاط النظام وللدفاع عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تحظر القوانين في مملكة آل سعود على المرأة قيادة السيارة وينفق ملكها الذي فقد فحولته عشرات الملايين لشراء الفياغرا حرصا على إمتاع خليلاته, بعد أن بلغ من العمر عتيا .
وأمير قطر يطالب بشرعية الشعب بسوريا في الوقت الذي سرق به الحكم المسروق أصلا من والده بإنقلاب تلفزيوني , ووزير خارجيته يعمل على دفع نساء ليبيا للعمل بالدعارة حتى لا يتهم بأنه قصر بتربية إبنته التي تم ضبطها في لندن بحفلة جنس جماعية , وإذا وصلنا إلى الدعاة والمفتين الذين يدعون إلى الجهاد بسوريا ولا يدعون إلى الجهاد في فلسطين وإلى الأنظمة التي تفتح الحدود لدخول المسلحين إلى سوريا وتغلقها أمام المقاتلين المتوجهين إلى فلسطين، نجد الداعية القرضاوي الذي أفتى بقتل القذافي لا يجد غضاضة بالنزول عند رغبة أولاده بتطليق السيدة أسماء بن قادة, حرصا على الميراث الذي جمعة من علاقاته بالملوك والسلاطين و تطويعه للنص الديني لخدمة أهداف الدين السياسي .
في ظل هذه الفوضى العامة التي تشكل المشهد العام للوطن العربي من الضرورة بمكان تحديد الإصطفافات السياسية تمهيدا لعقد التحالفات التكتيكية والإستراتيجية لمواجهة المرحلة وتجنب الإنحراف عن هدفنا الرئيسي المتمثل بإنجاز الوحدة القومية بآفاق إشتراكية .
على القوى الشعبية بكل تلاوينها التحالف تحت شعار أمة عربية واحدة للرد على دعاة التفتيت والتمزيق للعالم العربي بإبراز وحدة الحال والمصير لكل من يعيش بالوطن العربي مع الأخذ بعين الإعتبار وجود أقليات قومية بالوطن العربي تشاركنا التاريخ والحاضر وعلينا إحترام خصوصيتها .
التمسك بتحديد معسكر الأعداء المتمثل بالصهيونبة والإمبريالية والرجعية العربية وعدم إغفال البعد الطبقي الذي يبنون عليه موقفهم المعادي لأمتنا العربية .
التأكيد بأن الصراع القائم صراع تناحري لا يمكن المساومة في إدارته ويجب حسمه ثوريا من خلال التحالفات الطبقية للعمال والفلاحين والمثقفين الثوريين, على قاعدة الإشتباك الدائم وعلى كل الصعد العسكرية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وعدم إغفال أي جانب لطبيعة الهجمة الشمولية التي تستهدف مستقبلنا عبر ضرب كل الإمكانيات التي أخذت بالتشكل نتاج الحراك الشعبي العربي الأخير والذي يتم الإلتفاف على نتائجه عبر الدين السياسي الذي يعتبر كل من يقاوم توجهاتهم الثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية "قوم لوط" دلالة على التوجهات الإقصائية للقوى التي تختلف مع الدين السياسي الذي حدد أهدافه بالوصول إلى السلطة بأي ثمن حتى لو كان التحالف مع الشيطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا جارة
ماجدة منصور ( 2012 / 5 / 11 - 15:01 )
هناك مثل بسيط جداً نتداوله في سوريا يقول : يا جارة خاصميني..و خلّي للصلح مطرح
و نظامنا البائس لم يترك مكاناً لأي صلح أو تسوية أو تفاهم ووضعنا في مكان لا يحسدنا عليه حتى عدونا عندما قرر قرارا ثابتا وهو ، قتل الشعب كله في سبيل بقاءه في الحكم
بالله عليك يا أستاذ، دع عنك محاولاتك في تجميل نظام فاق في بشاعته الشيطان الرجيم
لك احترامي

اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا