الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الإعداد

حميد المصباحي

2012 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



منذ الإستقلال والدولة المغربية تعد بالبناء واللحاق بركب التقدم،وتحقيق الديمقراطية،وفي العهد الجديد ظهر مفهوم حالة الإنتقال إلى الديمقراطية،جرأته الرسمية تتمثل في الإعتراف الرسمي بأن السابق من تاريخنا،أي العهد القديم لم تكن فيه الديمقراطية،فأي جديد في المرحلة الراهنة؟تمت إجراءات لا يمكن إنكار أهميتها،كمبادرة المصالحة،واعتراف الدولة بأخطائها السياسية في مواجهتها للمعارضة بعنف السجن و التصفية وحتى النفي،دون معاقبة الجلادين ولو بالكشف الرسمي عن أسمائهم وإبعادهم عن السياسة وأية مهام رسمية،وكانت هناك إصلاحات مدونة الأحوال الشخصية وتجريم عنف رجال الأمن ضد المواطنين وكل أشكال التعذيب والحط من كرامة الإنسان،وقد توج ذلك بمحاكمة بعض رجال الشرطة أو إبعادهم كعقاب،لكن آليات التنكيل والعنف لازالت قائمة،ضد المعطلين والطلبة وكل المحتجين في العاصمة وجل المدن المغربية،أما التعذيب فهناك الكثير من الشهادات لم تؤخذ بعين اعتبار القضاء ولا الداخلية نفسها غلا في حالات نادرة،هذه الإنفلاتات تمس العهد الجديد،وما مثله من آمال خدشت بممارسات الأمن العلني والسري وأثرت غلى جانب عوامل أخرى على المشاركة السياسية الضعيفة للمواطنين في الإنتخابات وكذا ضعف الأحزاب السياسية التي فقدت الكثير من فاعليها والمتعاطفين معها،ولم تعد وجهة للشباب كما كانت من قبل،وقد انعكس الأمر حتى على النقابات ومؤسسات المجتمع المدني،بفعل سياسة الإعداد التي تمارسها الدولة،فهي منهمكة بإعدادالخطط للتنمية والديمقراطية،والإصلاح الديني والتربوي والهيكلي والإقتصادي،إنها سياسة التأهيل تحقق الدولة حضورها،لتظل حاضرة في انشغالات الناس والفاعلين السياسيين حتى لاينغلق افق الإنتظار وتتآكل الآمال أو تعلق إلى حين،لكنها لعبة،بطولها يطالها النسيان المؤدي إلى تجاهل كل ما هو رسمي،فتصير الدولة مرادف للوعود المؤجلة،تلك التي وجدت للتفاخر وخلق مبررات الإحتفاء بما لم يلمسه الناس إلا نادرا،لكن المؤكد أن ما ينجز ليس إلا القليل مما يعلن عنه،ويحسم في تنفيذه.
وانتهت مرحلة التناوب,بكل ما قيل حولها,وكانت الدولة رابحة فيها,بقبولها لإسماع صوت المعارضة الإشتراكية,ليختبرها المجتمع المغربي,الذي طالما انتظرها,وحلم بعدلها وانتصاراتها,لكنها وجدت نفسها من جهة مكبلة بسلطات لم تحسن تقدير قوتهما,ومعاقة من جنب آخر بفاعليها ومناضليها,الذين كانت طموحاتهم أكبر من إمكاناتهم,وغدت هذه الطموحات شخصية,مبتلاة بجوع السلطة والمال,وكأن الفاعلين أدركوا حاجتهم لما يؤمنون به وجودهم الفردي,لأن الوجود الجماعي والسياسي مهدد,بظهور منافسين جدد,وهو ما تحقق مستقبلا,إذ كانت هذه الهفوات والطموحات وجوع السياسة المعارضة سبب السقطة المدوية لقوى اليسار,وظهور حركات الإسلام السياسي,المتمثلة في فوز العدالة والتنمية,الذي أحسن استغلال الوضع العربي,وعرف كيف يستغل هفوات اليسار وحلقياته وذاتياته المعطوبة ليحقق فوزه الساحق,وبه ستكون الحركة الدينية لحزب العدالة والتنمية هي المنزلة للدستور الجديد,أي سياسة إعداد جديدة,تسير محايثة لسير الدولة وواعية بضرورة التوازن بين السلطتين,تجنبا لصراعات الماضي,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياسة الإعداد أم إسياسة الإعتدال؟
محمد هالي ( 2012 / 5 / 13 - 14:02 )
انظر التعليق في الحوار المتمدن

اخر الافلام

.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟


.. احتراق ناقلة جند إسرائيلية بعد استهدافها من المقاومة الفلسطي




.. بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.. بزشكيان يتقدم على منافسه جليل


.. بايدن في مقابلة مع ABC: كنت مرهقاً جداً يوم المناظرة والخطأ




.. اتصالات دولية لتخفيف حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ومخاو