الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق - نائب الرئيس -

محمد منير

2012 / 5 / 11
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال.. فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر «مسروق» على ما يراه «مكتوب».

قضيت ليلة قلقة غاب النوم فيها عن عينى، ولم يكن السبب أرق داهمنى لخطب ما، أو قلق من مشكلة عويصة، وإنما كان مرجعه خوفًا واندهاشًا من قلق وأرق جمعنى وشريكة فراشى منذ عشرات السنين والتى لاحظت أنها ولأول مرة عازفة عن النوم العميق والشخير وقضت ليلها تنظر للسقف فى صمت مريب.
قررت أن أنكشها وأعرف سر هذه الحالة المريبة فوخزتها فى جنبها قائلاً: «مالك يا جميل؟»، فردت الوخزة بوكزة كادت تقطع أحشائى قائلة: «بقالك فوق الـ50 سنة مسروق ومقطع نفسك ومقطعنا معاك عشان تفضل مسروق، وكل المساريق اللى انت علمتهم اتنطقوا وكبروا وخدوا مراكز وانت لسه زى ما انت مبلط فى أول السلم ومبلطنا معاك». بدأت أدرك المشكلة فرديت فى كبرياء قائلا: «اسمعى يا سؤال إجبارى فى امتحان حياتى، أنت متجوزانى وعارفة أنى مسروق مبدئى، وحفاظى على عقيدتى كمسروق أهم بكتير من المناصب، وبعدين اللى أنا باعمله ده فن وحرفية وموهبة»، ردت اللعينة بأربع كلمات: «حرفية وموهبة اتخمد اتنيل».
استغرقت اللعينة فى النوم بعد أن طيرته من عينى، وما أن طلعت الشمس حتى هرعت إلى ابن عمى رئيس المساريق الذى هتف: «مرحب بفنان المساريق وأستاذهم»، صرخت فيه: «سيبك من الهجايص دى كل المساريق أخدت مراكز إلا أنا يبقى إزاى أبقى فنان المساريق وأستاذهم بتطربشنى يابن عمى؟»، رد بهدوء وابتسامة عريضة: «حبيبى ما عاش اللى يطربشك، أنت داخل عليا فى اللحظة اللى كنت بأفكر فيها أنى أعينك فى منصب حساس جدا»، وقطب جبينه فى جدية وقال لى: «مسروق، أنت عليك فى الفترة اللى جاية مسؤولية خطيرة أنا قررت أخليك نائب رئيس المساريق»، وما أن سمعت هذه الكلمات حتى انتفخت كل أعضائى بما فيها تلك التى فقدت قدرتها على الانتفاخ منذ زمن، وانتصبت واقفا واحتضنت ابن عمى وعينى يملؤها الدموع قائلا فى انفعال: «حاكون على أد المسؤولية إن شاء الله»، ربت رئيس المساريق على كتفى وقال لى: «ابدأ مهمتك وربنا معاك وأول مهمة لك حتروح ممثلا عنى أنت والشيخ هادى جلاب الخير تتفاوضوا مع المأمور إنه يفرج عن الكام مسروق اللى اتقبض عليهم امبارح فى مظاهرة الخانكة» ورن الجرس مستدعياً الشيخ جلاب الخير الذى ما أن رآنى حتى احتضنى صارخاً: «مبروك يا كبير المساريق»، فزغر له ابن عمى زغرة هدأت انفعاله فتنحنح وضحك ضحكة تشبه ضحكة عفريت الفانوس السحرى قائلاً «بعدك طبعا يا ريس».
وعند المأمور بدأنا المفاوضة وأنا جالس مجعوص حاطط رجل على رجل وقلت للمأمور الذى لم يدرك منصبى الجديد بعد وظل ينظر إلى بقرف: «افرج عن المساريق بدون قيد ولا شرط عشان متتسببش فى فتنة»، وكأنى لم أقل شيئاً نظر المأمور إلى الشيخ جلاب الخير قائلاً: «مرحب يا شيخ هادى، طلبك انت ورئيس المساريق على عينى بس لازم المساريق برضه تعتذر وتبوس على راس صاحب العمارة اللى اتكسرت فى المظاهرة»، صرخت قائلا: «مين اللى يعتذر يا مأمور كرامة المساريق فوق أى اعتبار»، استمر التجاهل لكلامى وكأنى الرجل الخفى، ورد جلاب الخير: «طبعا طبعا»، واتصل بالموبايل وسمعته يبلغ ابن عمى بالاتفاق، وبعد المكالمة رد على المأمور بكلمة واحدة «اتفقنا»، صرخت ضاربا الترابيزة برجلى: «يعنى إيه اتفقنا ما فيش اتفاق إلا لما أوافق عليه بصفتى نائب رئيس المساريق»، اتفتح الباب بعنف ودخل الصول بلال الذى عفقنى من قفايا ورمانى فى الحجز، وهناك سألنى وهو يربت على قفايا «انت بتتكلم بصفتك إيه ياروح أمك»، رديت: «نائب رئيس المساريق»، ضحك بصوت عال وقال لى: «نائب إيه يا نحنوح زمانك أنت عارف النائب ده وضعه إيه؟» سألته بقرف وتعالٍ: «إيه؟»، رد «لا بياكل يا سيد أمك ولا بيخلى من الزفارة»، ودعا رجالته على حفلة جماعية على قفايا وأنا أقول «قضا أحسن من قضا».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب