الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجن

مزن مرشد

2005 / 1 / 29
الادب والفن


ضاق صدرها بضيق المكان…وأزعجها الصوت الرتيب…تعبت من العتمة القاتلة وتمنت بصيصا"صغيرا"من نور…
تململت في كل الاتجاهات لكنها لم تستطع تحريك ساقيها لأكثر من سنتيمترات،فقد كانت تصطدم بالجدران،دون أن تعلم ماهيتها بالضبط،كانت تحيط بها في كل مكان ذات ملمس ناعم ولينة،استطاعت ثنيها إلا أنها لم تستطع تمزيقها،حاولت مرارا الضغط بشدة علها تمزقها وتنتهي من هذه الحالة الرهيبة من السجن المميت،عبثا فقد كانت أضعف من قوة الجدران .
أحست أنها ستنفجر. ضيق شديد اعتصرها ، وروحها الحرة أبت الخضوع . ازدادت تململا وتحركا وفي كل مرة تتخبط بالحواجز ذاتها . أرادت أن تعلم متى ينتهي هذا السجن القاتل دون جدوى فلم تجد أحدا لتسأله أو ليجيب.
كان الصمت شديدا والظلمة اشد والرهبة تسكن قلبها وتشل أوصالها ، وفجأة سمعت شيئا ما، دقات رتيبة لم تفهمها ولم تستطع معرفة مصدرها . رفعت يديها قدر ما استطاعت، فركت عينيها، فتحتهما ما زال الظلام حالكا، لم تر شيئا.
صارت تسمع أصواتا بعيدة كأنها آتية من قاع بئر ، أصوات غير مفهومة مجرد أصوات لا معنى لها.
ازداد ضيق المكان وازدادت رغبة بالانطلاق ، كلما ضاق المكان كلما ألحت الحاجة للحرية.
ازداد تململها اكثر فاكثر، حاولت مد يداها ،ساقاها، لكن المكان أضيق من محاولاتها، كلما تحركت اصطدمت بالجدران الطرية التي أصبحت كابوس حياتها.
استسلمت لهذا القدر. قررت أن تراهن على لعبة الوقت ، وأن تتسلى بالأحلام ، إلا أنها لم تستطع نسج حلم واحد فمن أين سيأتي الحلم في هذا السواد .
قررت ان تتسلى بالتذكر بعد فشل الأحلام ، لتفرح بالذكريات، لكنها اكتشفت انها لا تملك ذكريات جميلة ، كل ذكرياتها تعود لشهور فقط، وتختصر في جدران تعتصرها وعتمة تخنقها .
تراجعت عن هتين اللعبتين وقررت أن تفكر بالمستقبل وترسم له خططا تسعدها ، استجمعت أفكارها وأرهقت نفسها بالتفكير ، حاولت قدر المستطاع ان تحد من حركاتها حتى لا تصطدم بالجدران اللينة من جديد فتسيطر على تفكيرها وتخنقها مرة اخرى، وعادت تحاول أن تنظر للمستقبل بتفاؤل فرح.
خيم العتم على مخيلتها ، فهي لا تدري ما هو المستقبل ، ولا تعلم أي مستقبل سيكون .
تساءلت : هل هناك حياة خارج هذا السجن؟
لم تجد اجابة ، لم تجد أحلاما، لم تجد ذكريات، ولم تعرف معنى كلمة مستقبل او حياة.
بعد عدة أيام ، فجأة جاءت لحظة الخلاص، انعصرت عليها كل الجدران دفعة واحدة وقذفت بها خارجا .
من كن ينتظرنها، نظرن اليها تهامسن خشية أن تسمع والدتها: انها طفلة ميته، حبلها السري خنقها "
أرادت أن تقول لهم :"ليس حبلي السري، إنه مشنقتي "
لكنها لم تستطع الكلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_