الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن الثورة المصرية - (1) البداية: لم ينجح أحد إلا أعداء الوطن

عماد عبد الملك بولس

2012 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لم ينجح أحد "حتي الآن" في "أوكازيون" الحرية

سقطت الأقنعة و ظهرت بواطن البشر، و لكن لم تظهر بواطن الخطط و التدابير و محاولات السيطرة و الحشد و التجييش و الالتفاف و التفريق.

لم ينجح مدبرو الثورة الحقيقيون (بعد المظاهرات) في الإمساك بمقودها و لا في جمع كلمة الكتل التي استثيرت و بدأت في التحرك، لم ينجحوا في جمع رأيهم و بالتالي لم ينجحوا في جمع رأي الشعب، و لم ينجحوا في إدراك خريطة اللعبة في الوقت المناسب و تراجعوا في لحظة فارقة من موقف الفعل إلي موقف رد الفعل.

لم ينجح من تولوا الأمور في مصر إلا في تفريق قوي الشعب بشكل كامل، و إعادة توزيع الأدوار بحيث يظل الجميع في موقف رد الفعل، و لم يجتمع الخصوم إلا علي مقاومة محاولات التفريق لكن بدون توحد !!!

لم تنجح الأحزاب القديمة في فهم الموقف و تقديره و جمع كلمة و إرادة أعضائها للسير في اتجاه واحد بناء ينير طريق المصريين، و استجابوا للتشتيت.

لم تنجح الأحزاب الجديدة في اكتشاف المبادئ الجامعة في ظل "أوكازيون" الحرية المزعوم، و انطلقوا مبهورين بالحرية كسجين الظلام عندما يفاجئه النور، و انطلقوا – و ما زالوا منطلقين – يتساءلون حتي اكتشفوا استيلاء القوي و الكتل السياسية الفاعلة علي محاور العمل السياسي و (نجاح) هذه القوي في سد طريق الحرية المفتوح ببضاعة براقة أيا كان محتواها.
لم تنجح القوي الـ "راديكالية" في كبح جماح مشاعرها و ترتيب أولويات الوطن ليصير و طنا حقيقيا لا يسكن في الأغاني و الأفلام و المسرحيات و كل الاحتفاليات بأنواعها، بل انطلقت هذه القوي في طريق مرسوم و محدد سلفا (!) غاضة أبصارها عن متغيرات عظيمة تاريخية و جغرافية و شعبية و اقتصادية تجري أمامها و لا تدق لديها أي أجراس برغم خطرها. و لم تنتهز الفرصة للانفتاح بل انغلقت داخل مشروعها بما يهددها بالشمولية و العنصرية المعروف نتيجتهما مسبقا: مزيد من الصراع و تقييد الحريات و الانغلاق و التخلف.

لم تنجح الكتلة الصامتة في كسر سجنها الثلاثي: الخوف و الخدعة و الخضوع، الذي استمر بعد يناير 2011، فاستكانت – و لها الحق! – لحين إدراك المنتصر في صراع السلطة الغريب الذي نشأ، لتستأنف حياتها أو لتنصر من تراه مستحقا لنصرتها، ، إذ لم يقدم لها أحد من المتصارعين مشروعا حقيقيا يدفعها لنبذ مخاوفها الحياتية و المستقبلية و الاصطفاف خلفه قائدا و دليلا، و استسلمت لكل صنوف الخداع التي تلت تنحي مبارك، ثم خضعت لمصيرها – و قد اعتادت ذلك طويلا – و مضت تقاوم علي استحياء و علي غير فهم، لتحاول اكتشاف ذاتها بذاتها علي استحياء، بعد انصراف نخبتها (دليلها) عنها خلف تهاويمها!!

لم ينجح أحد في إدراك و الإمساك بعنصر الوقت و استخدامه استخداما سليما و لو غير كفؤ، بل تم إهدار كل الوقت في كل الصراعات الجانبية و الأعمال التفريقية و التشتيتية و حشو العقل بالأكاذيب مع تلبيسها ببعض الحقيقة لتمريرها، ليستفيد فقط المتربصون.

نجح فقط أعداء الوطن في تشتيته و تفريق قواه و تشويه إنجازات المصريين و نخبته الحقيقية التي حاولت الإنجاز و لم تستطع إكماله، نجح المحرضون في إهدار فكر و إرادة و قوي و ثروة المصريين طيلة عام و بعض عام في سبيل أوهام.

نجح فقط من يكرهون المصريين في إسقاطهم في اليأس و الاكتئاب و الحسرة و الاستسلام للعجز و النظرة السلبية و التوجس من كل جديد و تشتيت إرادتهم.

لم ينجح المصريون في إدراك قوتهم الحقيقية التي هي في اتحادهم و البدء في العمل و اكتشاف الإيجابيات، و إدراك المشترك و قبول الاختلاف ووحدة الهدف، و لم يكتشفوا المثابرة التي هي الاستمرار في الطريق نحو الهدف الواحد.

أيها المصريون، تستطيعون – وحدكم – النجاح، و أنتم – وحدكم – الأداة و السبيل، و لا تحتاجون إلا لاكتشاف وحدتكم و أصررتم علي مساعدة أنفسكم بلا مساعدة من أحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة