الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية الفكر الإقتصادي التنموي / 1

بشرى علي وهيب

2012 / 5 / 13
الادارة و الاقتصاد


إشكالية الفكر الإقتصادي التنموي ... 1


د / بشرى علي وهيب

لاشك أن ثلاثي التخلف- النمو – التنمية ، متباينة في نشأتها التاريخية لأن ثنائي التخلف – التنمية أكثر حداثة من النمو كعملية عرفتها المجتمعات البشرية منذ أقدم العصور إلا أن مايجمع النمو ضمن ثلاثيته مع التخلف والتنمية ويجعله مفهوما حديثا هي التغيرات التي طرأت عليه والتي تتمثل في عاملين مهمين أولهما إستيعابه ضمن فكر تخلقه قوى تصنعها الإرادة البشرية بعد أن كان يتم بفعل قوى طبيعية خارجة عن إرادة الإنسان (تغيير التكوين ) والذي قاد أي تغيير التكوين الى (تغيير المضمون )فتحول من عمليةٍ تهدفُ الى تحقيق الإكتفاء الذاتي(جمع القوت )الى عمليةٍ تهدفُ الى عملية تحقيق الفائض الإقتصادي وتصريفه وهو مايُعرفُ بــ (توسيع حدود النمو)
أما ثنائي التخلف – التنمية فكما ذكرنا كونهما أكثر حداثة من مفهوم النمو ورغم أن البعض يرجعها الى خمسينيات القرن الماضي أي مع حصول بعض البلدان النامية على إستقلالها السياسي وهذا التفسير يمكن أن يصح لمفهوم التخلف تحديدا أما التنمية فهي أقدم من ذلك بكثير ولكن مايضفي عليها هذه الحداثة هي التغيرات التي طرآت على مسمياتها حيث بدأت بشكل نموٍّ في البلدان المتقدمة في الربع الأخير من القرن الثامن عشر أي مع بداية صعود مفهوم الراسمالية الى مرحلة مفهوم الراسمالية الإحتكارية مقابل مانتج عن تأثر المفهوم الأساس للنمو بعد أن تسببت الأزمات الإقتصادية في تراجع معدلات النمو نتيجة تشبع الطلب على السلع الحقيقية وبلوغ التوسع الأفقي حده وقد صاحب ذلك إنعطافا في عمل وآليات النظام الراسمالي فدخل مرحلة جديدة هي مرحلة غستحثاث النمو(التنمية ) في البلدان المتخلفة كشرط ضروري لتصريف الفائض والتكيف مع المستجدات وأحتواء التناقض من أجل إطالة آجل النظام والكسب التدريجي للسمعة الدولية ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت التنمية مفهوما ومطلبا عالميا ن
إن تبلور هذا المفهوم دفع بمفكري العالم الى الإهتمام بدراسته وأغناءه فأنفرد الفكر التنموي كحقل خاص في دراسة علم الإقتصاد وظهرت تحليلات وتنظيرات عديدة دلت رغم تباينها على وجود محاور فكرية عديدة يجوب في طياتها العنصر الذاتي والموضوعي بدرجات مختلفة مؤثرا ذلك بطبيعة الحال في التحليل العلمي لها مما قاد لظهور إشكاليات عديدة ومتنوعة ،،
إن التباين في تحديد المفاهيم قاد لتباين أعمق وأخطر هو التباين في المضمون وبشكل أكثر خصوصية في تعليل الأسباب الناجمة عن التحيز الأيدلوجي بين فكر فقد قوته وسطوته وفكر لم يزل يسعى للبرهنته على نجاعته وبذلك ظلت التنمية طريقها بينهما ، وهنا تكمن جوهر الأشكاليات التي نجمت عنها أزمة التنمية ثم أيدلوجيا الأزمة ثم أزمة التطبيق ،
تتجلى الإشكالية الأولى بين فكر رأسمالي يُنظر اليه بمنظار إقتصادوي بحت وكحالة إستاتيكية قائمة في بلدان معينة دون غيرها وعند مقارنتها ببلدان أخرى أكثر تطورا يصبح التخلف والتأخر مرادفين بشكل لايقبل الجدل ولاشك أن تحليل هذه الظاهرة يذهب الى أسباب إقتصادية داخلية تكمن في دائرة الإنتاج وليس في دائرة التداول ويعزى ذلك الى البنى الإقتصادية التي أفرزت هذه الحالة ومنها ضآلة الإدخارات ،رؤوس الأموال ،ضعف المستوى العلمي والتكنولوجي ، عدم توفر طبقة المنظمين الراسماليين ...)
وعلى النقيض من ذلك يذهب الفكر الاشتراكي وكذلك مفاهيم في الفكر الوطني في تفسيره للتخلف الى الأسباب الخارجية التي تقع في نطاق التبادل غير المتكافئ وعليه فأن التخلف عملية ديناميكية متطورة وهي الوجه المقابل للتطور في البلدان المتقدمة ،،
يتبع / ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 2-5-2024 بالصاغة


.. الرئيس السيسي يوجه تحية لليد المصرية وعمال مصر لجهودهم في تأ




.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم