الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاشاعة ودورها في الحرب النفسية

ثائر الربيعي

2012 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ !
تشرشل:
من المؤكد ان جميع الأنظمة الفاشية الدكتاتورية وان اختلف البلد والمشأ ،فأنها تعمد في السيطرة على ساحة الإعلام والذي يعتبر سلاح ذو حدين،فالامساك بقبضة من الحديد بكافة القنوات الإعلامية سواء كانت المقروءة والمكتوبة والمرئية ،له اثر كبير في بناء الحقيقة التي تريدها الحكومة المعنية،فالإعلام هو حلقة الوصل في ايصال عمل المسؤول،وما يجري بين أروقة عمل الساسة وخفاياهم وما يصنعون في الدهاليز المظلمة ،وما يسوقونه للجماهيرمن صورة براقة وردية وكان الشعوب تعيش في جنة الارض،فالسيطرة عليه وجعله مركزياً في بث ماهو مناسبأ من المعلومة التي يراد لها ان يتلقاه المتلقي،فضلاًعن قطع كافة وسائل الاتصال المحيطة به،وخصوصاً العالم أصبح قرية صغيرة من خلال الانترنيت،وبالتالي ترويضه لثقافة محدودة لايخرج عن اطارها،وهي ثقافة السلطة ومنهجها وايدولوجيتها.
ولعل استخدام الحرب النفسية وادواتها قبل وبعد الحرب ضد شعب معين له الدورالحاسم في حسم المعركة بأقل الخسائر من جهة،باعتبارها نوع من انواع القتال النفسي الذي يسعى لتحطيم الثقة في الذات الفردية،وطرح شعور بعدم الانتماء للوطن،مما يحدث خلل وانفعالات عديدة لدى الافراد بعدم السيطرة على نفسهم ،وادخال الجماهير في اسلوب صراع الاشاعات والدعايات التي تطلقها الغرف المخابراتية من جهة اخرى،لقياس مدى الاستجابة للرفض والقبول وتأثيرها عليه،فقد كان لسلاح الاشاعة تأثير واضح في حياة الشعوب والأنظمة التي تحكمها،فقد عرفها البعض بأنها (المعلومات أو الأفكار،التي يتناقلها الناس،دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها،أو هي الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع،أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة)
فهنالك دوافع زمنية تدفع الفرد لترديد منها،الإشاعة (الغاطسة )وهي التي تختفي وتظهر عندما يكون الوقت والزمان ملائم لظهورها ،فهي ترقد في سبات وتستخرج من الذهن عندما يكون ظرف مشابه لها مثل شحت المواد الغذائية والبانزين في اوقات الحروب والازمات،والأخرى (العنف )التي تعتمد على عواطف الجمهور بتأثير شحنة انفعالية كبيرة تمس الجانب العقائدي والديني والوطني،وهذا سعت اليه الأجندات الخارجية بعد احداث سامراء (تفجير الإمامين) بشق وحدة الصف الوطني والنسيج الاجتماعي،وطرح بعض الإشاعات التي تدعوا للثأر واستباحت الدماء،بهدف خلق رؤية اكبر من الفوضى عن الشعب العراقي ولصق صفة الإنسان العبثي والمتعطش لامتصاص الدم الطريق الأمثل لحل خلافاته ومشاكله،وهنالك نوع يستهدف مسؤولي الحكومة ،والرموز الوطنية والدينية للنيل من سمعتهم وتشويهها،وعرقلة التطورالاجتماعي والاقتصادي والسياسي،وهو مانعيشه اليوم في ظل مجريات الأحداث الساخنة التي تربك المشهد السياسي .
اما الإشاعة التي تتلائم مع الدوافع النفسية،فهي (الخوف) الذي يحدث في اوقات الحروب والكوارث والأزمات يدفع الفرد لترديدها بل ويساعد على ترويجها واختلاقها من جديد وبعناوين عدة،ومن ثم يقوم بتصديرها للآخرين بأنها جزء من الواقع،فضلاً ان بعض الافراد يجد في اختلاقها نوع من التأمل لتحقيق الطمأنينة والاستقرار النفسي لذاته لشيء يصعب الحصول علية،أو والتقرب منه وهو ما يطلق عليه(إشاعة الأمل ).
والسؤال الذي يطرح ماهي العوامل التي تدفع الفرد لطرح الاشاعة ؟
الجواب يكمن في ظاهره الحرمان الادراكى،ومضمونها تداول الناس فى المجتمعات المغلقة لمجموعه محدوده من المعارف، وممارسه عادات نمطيه متكرره،تعتمد على الخرافة والاساطير وعدم وجود التحليل المنطقي للحدث .
والكراهية التي تدفع بالإنسان لافتعال التهم منطلقاً من عقد النقص الذاتي،وكذلك دافع حب الظهور للمروج لها بانه يعلم ببواطن الامور وجزيئاته وانه على تماس مع صناع القرار حتى يجذب اهتمام الناس اليه،او الرغبة في مشاركة الآخرين وتأييدهم له في محاولة للتخفيف من الضغط النفسي الذي يحاصره .ولعل البطالة وتردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي يلعب دوراً بارزاً في شيوع هذه الظاهرة وانتشارها بسرعة كبيرة .
كيف يمكن ان نقاومها ؟هوان تكون القيادات الوطنية والرموز المؤثؤة في الرأي العام والمجتمع على تماس مع الجماهير ومد جسور من التعاون والتواصل معهم لبناء حالة من الثقة والمصداقية بينهم،استثمار وتفعيل الجانب الإعلامي المرئي في القنوات الفضايئة بمتابعة المستجدات الطارئة وطرحها من قبل متخصصين وشرح الابعاد والمخاطر المترتبة عليها،والمقروء بطبع البوسترات والفلكسات التي تتناول الابتعاد عنها كان تكون آيات من القران الكريم،اوحديث للرسول (ص) وحكم معينة ويتم نصبها في الاماكن العامة ليتسنى للجميع قراءتها،وأعداد كتيب يتناول موجز عن الاشاعة وكيفية الوقاية منها ويوزع بشكل مجاني بين موظفي الدولة لرفع المستوى الثقافي لهم،واقامة الندوات والورش الثقافية داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية التي توضح للمتلقي بضرورة تحليل الأخبــار تحليلا ًمنــطقيـا وموضوعيا ًوبشفافية عالية ويفضل ان يكون المسؤول هم من يقوم بالمبادرة، وتعزيز مفهوم الانتماء للوطن تحت اي ظرف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية


.. فاغنر تتكاثر في ليبيا وتربط بين مناطق انتشارها من السودان إل




.. الاستئناف يؤكد سَجن الغنوشي 3 سنوات • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تتقدم في خاركيف وتكشف عن خطة لإنشاء -منطقة عازلة- |#غر




.. تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل...أسلحة جديدة تدخل الم