الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة محب

يونس بن الزحاف

2012 / 5 / 13
الادب والفن


صرخة محب
أمام حاسوبي.
أطرطق أصابعي.
وأنهال على لوحة المفاتيح.
لأكسر آخر زرين تبقيا لدي.
زر حبك.
وزر صداقتك.
فتذوب أناملي التي لم توصل شيئا إليك.
لقد كتبت رسالة.
أردت أن تقرئيها.
لكن أصابعي وصلت إليها قبل أن تصل إليها عينيك.
فمزقتها.
وتمزق حبي الجديد حينها.
نعم حبا استمر لثلاث قرون.
وكم مرة أردت أن أنهض فأقبل حبيبتي.
وأتذكر حينها أنني أعطيت وعدا.
بأن لا أقبلها مجددا.
لم يعد شيئا لأقبله.
إذن اعطيني قبلة لأعطيك ما تبقى من حياتي.
وإن لم تكن هناك قبلا.
فاعلمي أنني سأطوي آخر رواية حب لدي.
وأكسر قلمي على آخر قصيدة لدي.
ولم؟
فكل قصائدي أصبحت تشتمني.
إلا حمامتي.
فقط طارت وتركتني.
وحيدا.
وأمضي في طريق لم تنشأ بعد.
ستكون كلها بؤرا.
خالية، لا وجود فيها لكلمة حب.
فأنا خرجت منهزما.
ولطالما احتفلت بهزائمي.
سأكون ميتا.
سأكون شهيدا.
استشهدت في في معركة حبك.
لم أرد أن أكون عنيفا.
فأنا مؤمن أن النصر الذي يأتي بالعنف ليس إلا هزيمة نكراء.
ولست نادما عن حبك.
فليس عيبا أن تحب.
وليس عيبا أن تحب حبيبة لا تحبك.
ولكن العيب هو ألا تحب أبدا...
وتهت في براثن ذاكرتي.
وتمنيت أن أتخلص من ذاكرتي.
ذاكرة لم تذكرني إلا بالمآسي.
يا حبيبتي فلتتذكري أني فاشل.
فشلت في كل شيء إلا الفشل.
وبدأ بكائي...
نعم وبدأ الحزن الغامض.
فأصبحت أحب الأمطار.
نعم...
نعم، أحب السير تحت الأمطار مبللا لكي يعلم أحد أنني أبكي.
فعلا أنا الآن أبكي.
وحدي، ولست مستعدا لأشارك بكائي مع أحد.
مادام الكل يضحك.
وأن تبكي يعني أنك تحب.
وما دمت ضاحكا فأنت تعلن اعدامك للغرام.
في لحظة لم يكن فيها الحب أمام مقصلة الإعدام.
حبيبتي...
لكم أحبك.
ولكم أحب أن أتمزق في عذاب حبك.
ولكم أتمنى أن ينفجر ما بقي من أشلائي.
لا يهم أن تحبيني.
المهم أن تكوني سعيدة.
أن ترسم بوجهك ابتسامة أحضان العلا.
أن تتذوقي حياة أحلى.
أما أنا فلا تسألي عني.
لقد سألت الآلام قبل أن تسألي.
طريق يكون المار منها حتما ميت.
أن الآن أعرف أني سأموت قريبا.
وبذلك سأكتب طريقي.
آخر طريق للخلود.
بين أسطر أشعاري اللعينة.
التي لعنتني قبل أن ألعنها.
أيتها الذاهبة.
إن كنت ذاهبة.
فانتظري لكي أقول لك أمرا.
أنا الآن لم أعد أبكم.
أنا الآن أتكلم.
كلمات.
ولكل كلمة أذن.
ولعل أذنك ليست لكلماتي.
فرجاءا.
لا تتهمينني بالغموض.
فالحب والآلام ليست بسيطة.
أنا الآن على مفترق الطريق.
فأنظر في وجه حبيبتي.
فتلتقي دموعي ببسمة عينيها.
فلا أهمس كلمة بلساني المقطوع.
بفمي الأبكم.
أنا الآن على مفترق الطريق.
فلا أجد كلمة للتعبير عن مدى حبي.
ولن أجد أي لغة تعبر عن ألمي.
هل هي لغة فشلي.
أم فشل لغتي.
لا، لا، لا
فأنا فاشل ككل.
وكانت لحظة ولادتي أول فشل وقعت فيه.
لكني سأبقا أفشل.
لكي لا أفشل في الفشل.
ولكن إن تكلمت معي يا حبيبتي.
فاعلمي أنني أحبك.
أو بالأحرى جزء لم يكتمل من ماضيك.
نعم، جزء من قطعة قماش ممزقة.
وعندما أجيبك.
فأنا سأحرص ألا أعكر مزاجك.
لكن لغتي دوما ستبقى رمزية.
وكل حرف من كلمة حب.
سيكون بداية كلامي معك.
وفي هذه اللحظة أجدني.
عاجزا...
أين الشعر؟
معاناة أردت أن أكتبها.
لكني لا أستطيع.
وأحاول التعبير.
فأحدق في وجه حبيبتي.
التي لم أجدها بجانبي.
وأحاول التعبير.
فلا أجد غير كلمة الوداع.
الوداع...
الوداع...


بتاريخ: 12/05/2012









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا