الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية مسرة.. والانتقام من الثورة بأثر رجعي

محمد عاطف

2012 / 5 / 13
حقوق الانسان


في السابع والعشرين من الشهر الجاري (مايو2012) يقرر قاض استئناف محكمة شمال القاهرة مصير ثمانية من شباب الثورة في الطعن الذي قدمته هيئة الدفاع ضد الحكم الصادر بتاريخ 30 مارس 2011 - لاحظوا التاريخ- بالحبس لمدة سنتين بتهم التظاهر والتجمهر وإحداث الشغب، تلك التهم التي لفقها لهم ضباط مباحث العادلي يوم 3 يناير 2011 - لاحظوا التاريخ مرة أخرى- جزاءًا لهم عن الخروج على النص والتضامن مع الأقباط ضد حادث كنيسة القديسين الآثم عن طريق المطالبة بتقديم الجاني الحقيقي إلى العدالة، وليس على طريقة تبادل القبلات بين شيخ وقس.
المفارقة المأسوية لا تكمن فقط في أن النشطاء الثمانية دفعوا بعد الثورة ثمن معارضتهم لنظام المخلوع وداخليته قبل الثورة، بل لأن الحكم أيضًا أتى بعد أيام قليلة مضت على وداع كنيسة القديسين بالاسكندرية لأخر شهدائها الاستاذ مجدي بولس الذي فاضت روحه بعد صراع دام لأكثر من عام أثر جراج شظايا القنبلة التي اخترقت بطنه وأدت إلى انفجارها.
استند الحكم إلى أن هؤلاء الشباب ليسوا من شباب ثورة 25 يناير المجيدة! لذا وجب جعلهم عبرة لمن تسول له نفسه المساس بسلمية ثورة الشباب الطاهر!
أليس هؤلاء النشطاء الثمانية الذي استبعدهم الحكم من قائمة الأطهار.. هم من يتضامن معهم الآن قوة الثورة المصرية بالكامل في طعنهم ضد الحكم؟ ألم تستقبلهم قنوات التليفزيون - الخاصة والحكومية- بعضًا منهم وهللت لهم بعد الثورة على نضالهم؟ ألم يعتبر كثير من المحللين أن نشاطهم المعارض للمخلوع ولنظامه جنبًا إلى جنب مع رفاقهم قبل الثورة هو ما أعطى زخمًا كبيرًا للحراك السياسي الذي مهد للإطاحة بنظام الدولة البوليسية والتعذيب المنهجي إهدار كرامة المصريين في سلخانات الشرطة؟ ألم يكتب العشارت من المراقبين وكتاب أعمدة الرأي في الصحف الكبرى أن مظاهرات التضامن مع الأقباط في حي شبرا، كانت بمثابة الشرارة الأولى للثورة العظيمة؟!
إذا كيف يصبح من كانوا في قيادتها مخربين يستحقوا العقاب العبرة؟!
إنه الضرب على جرح مازال ينزف ويصرخ من الأرض أن بأي ذنب قتلت. انفجرت كنيسة القديسين بالاسكندرية وظل جرحها ينزف حتى تلك اللحظة..
دفع ثمن إجرام النظام السابق أكثر من 26 مصري لم يقترفوا ذنبًا سوى ذهابهم إلى الصلاة، وأخر هو الشهيد سيد بلال الذي دفع حياته ثمنًا لرفضه الاعتراف بجريمة شنعاء لم يقترفها، ولأن زبانية الديكتاتور المخلوع ظنوا أن التعذيب سيكون مخرجهم من تلك الورطة، بعد أن فشلت مرارًا لعبة المختل عقليًا السخيفة.
فاضت روح الاستاذ مجدي بولس وهي تبكي ألمًا وتسأل العدالة عن الجاني الحقيقي في تفجيرات كنيسة القديسين، إلا أن العدالة وقتها كانت مشغولة بكتابة حيثيات الحكم بالسجن على من صرخوا طلبًا لإجابة سؤال الاستاذ بولس.
إن سجن هؤلاء الشباب الثمانية لن يثنينا عن طرح نفس السؤال.. أين الجاني في تفجيرات القديسين؟
ونضيف سؤالًا من هم شباب الثورة إذا لم يكن من بينهم هؤلاء الثمانية. لكن سؤال كهذا قد تكون الاجابة عليه.. من لا ير شباب الثورة.. لا يبدو أنه يرى أن هناك ثورة.
من يقدم المجرم الحقيقي في تفجيرات القديسين؟
من ينقذ شباب الثورة من السجن الذي قد يتعرضوا له جزاءًا عن دفاعهم عن الوحدة الوطنية وحقوق المواطنة؟ وجزاءًا على ثورتهم التي لا يريد أن يراها البعض..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار


.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف




.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين