الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يقفز الى المركز الخامس دولياً في مخاطر الجفاف

ماجد فيادي

2012 / 5 / 13
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


بحضور أكاديمي رفيع المستوى ضمن فعاليات مهرجان الزهاوي ”للحفاظ على نهري دجلة والفرات وحماية بيئة وادي الرافدين“ يوم السبت 5.5.2012 في مدينة كولون الألمانية، شاركت المستشارة فرانكا شفارتس من المعهد الألماني للعلوم الجيولوجية، رئيسة العلاقات الألمانية الدولية، رئيسة قسم الخبراء الجيولوجيين الباحثين في المياه الجوفية دوليا، مستشارة وزارتي الاقتصاد والخارجية الألمانيتين في شؤون الموارد البيئية، مستشارة المجموعة الأوربية في بروكسيل، بالتعاون مع البروفسور اندرياس ريشكمر المحاضر في الجامعات الألمانية، بون، دسلدورف، ميونخ، هامبورك، والعديد من الجامعات الفرنسية والسويسرية والأمريكية، في التغيير المناخي وتأثيره على البيئة الدولية، مستشار منظمة الأمم المتحدة في قضايا المناح والبيئة وتأثيراتها على الإنسان. رافقهما سفير العراق لدى منظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو) الدكتور حسن الجنابي.
رحب الدكتور بدر الجبوري المنسق العام للمهرجان بالأساتذة والجمهور، وقدم عرضاً سريعاً عن التدهور الحاصل في منسوب المياه بالعراق، ومعاناة الملايين جراء السياسة المائية لتركيا وإيران تجاه العراق، مستشهداً بعرض فلم الجذور للمصور العراقي إحسان الجيزاني في مناطق الأهوار، عكس حجم التدهور البيئي على مستوى معيشة الانسان، وقد عبر أهالي الأهوار عن خيبة الأمل التي أصابتهم بعد سقوط الصنم، إثر الاهمال الكبير من قبل الحكومات المتعاقبة، وتزايد تعسف كل من تركيا وايران في حجز وقطع المياه الواردة عبر دجلة والفرات.
قدمت المستشارة فرانكا شفارتس محاضرة بعنوان ”إدارة المياه الجوفية في الشرق الأوسط .. المياه الجوفية توحد الدول“ استعرضت في البدأ أهمية المعهد الألماني للعلوم الجيولوجية في تأثيره على القرار السياسي الألماني، لما يمتلكه من باحثين وخبراء، يقدمون المعلومات والنصح للحكومات الألمانية، فيما يتعلق بالمناخ والطاقة والزراعة والمياه. أوضحت أن ما يتوفر من مياه صالحة للاستخدام البشري لا يتجاوز 3% من مجموع المياه على كوكبنا، وأن نسبة كبيرة جداً منه تجري تحت قشرة الأرض عابرة الحدود الدولية، باحثاً عن منافذ تخرجها على سطح، مؤكدة أهمية المياه الجوفية كاحتياطي يمكن استخدامه بطريقة علمية ومقننة، عندما تشح مياه الأنهار والأمطار.
عرضت على الشاشة الالكترونية عدد من الخرائط المرسومة بواسطة أجهزة متطورة عبر الأقمار الاصطناعية، تمثل حركة المياه الجوفية في مناطق الشرق الأوسط، ومحددة المناطق الاكثر شحة بالمياه الجوفية، شارحة الترابط المباشر بين حركة المياه الجوفية وخلق مناطق صحراوية بسبب الاستخدام الجائر لها من قبل الإنسان.
ونظراً لما يتعرض له العراق من مخاطر التصحر، بالاضافة الى عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نصحت أن الحل لا يأتي بالاعتماد على القرارات السياسية البعيدة عن رأي الخبراء، على أن يكون التعاون بين الدول أساساً لتفادي الخطر، وأن تتقدم قضايا البيئة والمياه والتربة والزراعة والطاقة النظيفة جدول اهتمام الحكومات.
ثمنت المستشارة شفارتس عمل الديوان الشرقي الغربي لما يقوم به من مجهود، في الدفاع عن حقوق العراقيين وحماية البيئة، في استضافة علماء يسلطون الضوء على هذه القضايا، مستنكرة السياسة المائية لكل من تركيا وإيران تجاه العراق.
قدم البروفسور اندرياس ريشكمر محاضرة بعنوان ”التغييرات المناخية وتأثيرها على البيئة وحياة الإنسان“ تطرق خلال المحاضرة الى عدد من المصطلحات العلمية الحديثة، التي يتم التعامل بها في تحديد أسباب المشاكل البيئية، مثل (الانثروبوتسين) ويعني ”تأثير الإنسان المتزايد على المحيط الحيوي“ الذي حدده العالم الهولندي بول كروتزن، فقد أشار الى أن الانبعاث الحراري وإنشاء السدود العملاقة وتغيير مسار الأنهر قد ساهم بنسبة تصل 50% من التغيير في البيئة العالمية، مؤكداً أن سياسة تركيا وإيران المائية تعد جزءً من المخاطر التي تهدد حياة الإنسان العراقي، فقد قفز العراق بسرعة الى المركز الخامس عالمياً في مخاطر الجفاف والتصحر بعد الصومال وموريتانيا والسودان والنيجر، مشيراً الى أن هذه الدول تعاني من مشاكل سياسية وحروب متكررة، نجم عنها معاناة كبيرة لمواطنيها.
تناول البروفسور ريشكمر النظم البيئية التي تأثر في الوصول لرفاهية الإنسان وفق مفهوم الإكولوجيا، في علاقة الإنسان بالنظم الزراعية ونظم المياه ونظم الارض والقارات، كلها تجتمع لتصب في النهاية أما في خدمة الإنسان وتحقيق الرفاه، أو جعل حياته عبارة عن معاناة لا تطاق.

دخل المحاضرون في حوارات مع الجمهور، فقد أجاب السفير حسن الجنابي عن أولويات الحكومة العراقية واهتمامها بالمياه، أن العراق عانى لفترة طويلة بعد السقوط من الإرهاب، مما جعل الجانب الأمني في المركز الاول من اهتمامها، ومما يؤسف له أن الموازنة المالية لعام 2012 قد خصصت 2% لتطوير الموارد المائية في حين تنفق الدول الفقيرة نسبة 5% من ميزانياتها، بالرغم من تأكيد منظمة الفاو على انفاق 10% من الميزانية على حماية وتطوير الموارد المائية، شاركته المستشارة شفارتس بالاجابة على تسائل في امكانية الضغط على الحكومة التركية لتغيير سياستها المائية، أن تركيا لا تحترم المعاهدات الدولية وهي تتجاوز على حقوق الإنسان، في حين اجاب البروفسور ريشكمر أن تركيا غير جادة في رغبتها بالدخول للإتحاد الأوربي وهي لا تنفذ الشروط الواجبة، لهذا ليس بالامكان مطالبتها بتغيير سياستها ما دامت تمارس سياسة قومية غريبة في المنطقة، لكن السفير حسن الجنابي أكد على أهمية عمل منظمات المجتمع المدني في الضغط على الحكومات التي تتهرب من القوانين والمعاهدات الدولية، مشيراً الى العزلة الدولية التي عاشتها تركيا في منتدى مرسيليا بفرنسا.
من ضمن فقرات الفعالية أن عرضت صور لجماعة مصوري الناصرية عكست جمال الطبيعة في الاهوار، وفي نفس الوقت حجم الدمار البيئي الذي تعانيه المنطقة، فالوجوه التي عرضت كانت تقول ما لم تقوله كل محاضرات المهرجان، الى جانب معرض الصور كان معرض الخطاط مهند صالح، واختتمت الفعالية بعزف على آلة السنطور للفنان قاسم محمد تلاه عزف جميل لفرقة السدارة على آلة الجوزة والدفوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذر عن التأخير
ماجد فيادي ( 2012 / 6 / 1 - 18:41 )
عزيزي كاكا امين اعتذر على التأخير في الرد، شكرا على هذا التشجيع الذي وجته من العراقيين لكنني لم اجده من الحكومة

اخر الافلام

.. أمريكي مدان بسوء السياقة ورخصته مسحوبة يشارك في جلسة محاكمته


.. ثوابيت مجهولة عند سفح برج إيفل في باريس • فرانس 24




.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. ولي العهد الكويتي يؤدي اليمين الدستورية نائبا للأمير | #مراس




.. تواصل وتيرة المعارك المحتدمة بين إسرائيل وحزب الله