الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخطوطات وحدوية!

فلورنس غزلان

2012 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تعلموا أصول الوحدة من أفواه ..زعماء المنطقة في الشرق الأوسط العتيد..زعماء اغتالوا الوحدة ومزقوا دفاتر الوطنية نحروا كل شجر وثمر يمكنه أن يمنح بذرة للتوحد والالتقاء...بنوا جدراناً حدودية من أساطير الوهم بين المواطن وأخيه ..مهما امتدت أواصر القرابة وقطعت حدوداً فُصِّلت كي تبقيهم أسياداً تحملهم الشعوب فوق أكتافها وتتحمل صلفهم عقوداً أو مايقارب القرن ونيف...فمنهم من قيل فيه أن عروقه وجذوره ...تصل إلى قاع بيوت أهل البيت..ومنهم من يرتع بأحزمة ناسفة لكل الطرق وموازين التاريخ...فقد تمكن أحد أجداده من ربط خيوط السلطة بأقدام من اكتشفوا الذهب الأسود في صحراء لم تعرف سوى التمور وحليب الإبل غذاء روحياً وتراثاً يحسن الانتقال بين أسنان المشط الدينية، ويعبث بها خللاً مستخدماً علماء تعلمواكيف يركبوا صهوات السلطة ويتمسكوا بذيول عباءاتها، لينعموا ويتكرموا على شعوبهم بفتات مكارمهم .. وفي لجلجات غفواتنا..وهذيان كبواتنا المتلاحقة بفضل قزامة قاماتهم ..وقدرتهم الثعلبية المُسَّخرة لمحو الجميل في تاريخنا.. ظهروا وبرزت عبقريات وحدتهم للعلن فجأة... ليجعلوا منا أقواماً تسكر بحفنة من تراثٍ أصفرالأوراق ، تتقن الحشو واللغو وتدفن الابداع...إنها وسائل الحجاج وقراقوش ..من أجدادهم وما بزَّروهُ لنا من أحفادٍ أقرب للشياطين والوحوش منها لصفات البشر والأنسنة، فكتب علينا أن نكون من الأقوام القابلة للانقراض ...للموت ...فضضعة البيوت وقوائمها، وكثرة الأضرحة وانتشار زوارها والمعتقدين بخرافاتها.. تُضعف مقاومة المرء للكراهية..توهن من روابط المحبة ومن حصة المواطنة بوجه غدر الطغاة....منطقة يعمها بلاء سره في زعماء اجتمعوا على مصلحة العروش، وتفرقوا على مصالح الشعوب..فجاءتهم الأخطار من تاريخ يشبههم في المصدر، ويهدد وجودهم في عقر ديارهم...الآن يتباكون على قلوب الشعوب...يتباكون على الضحايا ..لأنهم يزعمون أن القاتل غريب...المتآمرقدم إلينا من خارج جدران حدودهم....فتصوروا رعاكم الله من هي الأفواه والأشداق التي تطرح فكرة الوحدة والاتحاد! ..وبين مَن ومَن مِن الدول والبلاد!! والأهم والأنكى ..الرؤوس التي تطرح هذه الأفكار الجهنمية بالمعنى الدقيق للكلمة..لأن " غايتها وقصدها والنبي شريف يابيه" على رأي القواد ........في الأفلام المصرية:ــ
ــ منذ مدة وجيزة خطب أحد أصحاب العمامات السوداء في إيران" بنعومة ودلع الصاحب الوفي القادر على إخفاء أظافر الذئب بين سطور اللغة ...مستخدماً نقاوة الحليب المذهبي ومصلحته في جمع شمل بين قطبي رحى البترول الخليجي..فما أدراكم ..مايعنيه سر اجتماع منابعاً في الجنوب والشمال من الساحل الغربي للخليج وبين الساحل الشرقي...ليتم بهذا مشروع الهوى الفارسي...بخليج أطلقوا تسميته منذ أن راودتهم أحلام التوسع والاستيطان في بلاد خلت من سيوفٍ كان لها تاريخ وحسبان...فانفتحت دون وجل نوافذ القذارة المقدسة...لتطهر بيوت الضالين وتمنع وصول الكفرة والشياطين إلى بر الأمان في ديار المؤمنين...وتحرر قبلة المسلمين والمسيحين من قدس شريف ..وكعبة بناها سيدنا ابراهيم..فنرمي بكلاب إسرائيل الأميريكية الصنع إلى غياهب البحر فيعودوا من حيث أتوا..وتعود الأرض المحتلة لأصحابها الفلسطينيين!!! .
ــ اليوم تنعقد قمة " مجلس التعاون الخليجي" تحلم بالاستحمام في شاطيء طمب الصغرى وأبو موسى الكبرى...لكن الرعب يحتل الرؤوس ويفترس القلوب...وقد تجاوز الركب ووصل لداخل السروال أو " الكندورة "ــ فأهل المجلس مازال بعضهم لايحب لبس السراويل الداخلية أو الخارجية..لأنهم جماعة تحب الحرية ــ ... ولدى السعودية فكرة أكثر حداثة وبراءة، فكرة الوحدة ..أو إتحاد كونفيدرالي. تشحذ الهمم وترمم العظم ، تحيي للنخيل وَجدَهُ ..وتشهر رماح الكلام والقدرة على السجال والخصام ..بل إشعال فتيل هنا وآخر هناك..يوقظ وحوش العنف من سباتها اللاهي..ويبرز قدرتها على إغلاق أبواب الصحراء والبحار في وجه غزوات الطامع والجار..فتبدأ عدها المنداح على عجالة مع البحرين ذات القاطرة المترنحة والمرتجفة ..كطريدة تكاد تتهاوى على وقع حوافر مذهبية هنا وعنصرية هناك ....فالخاصرة الضعيفة هي شبكة الصياد الماهر في مخططات الخليفة.. .فما الغرابة أن يحنو دم الشقيق الأكبر ليحتضن الشقيق الأصغر ويحميه من غول يتربص فيه على باب الخليج ..بل على أبواب قصره وفي غياهب زنازين اعتقد أن مزاليجها قادرة على حماية شعبه من الغواية ..فشكا للصديق والجار من عبث أهل الحصن والدار...فجاءه الرد على طبق الأخوة الحافظة للعهد ....لكن الفكرة لاتناسب قطر ولا عُمان..كما أنها تخيف دولة الامارات الأصغر من الابتلاع والضياع.....فكيف يتمكنوا إذن من مواجهة الجار الطماع ؟...لابد من تشكيل قوة سنية ضد قوة شيعية تنمو وتقوى شوكتها بين ايران والعراق!! هكذا ترى طيور الوهم الملكية ــ الأميرية ...التي تريد لنا أن نستجير بها ونمنحها ثقتنا لتأجيج لغة الحقد وتفتح كل احتمالات المُذابَحَة محتضنة أفق الأوطان ومغلقة أبوابها بمفاتيح ريحٍ لاتمدنا إلا بمزيد من الأحزان وبطرق تمتليء بأشواك مركبة العُقَد تأبطناها عقوداً صامتين على أعراسها الكاذبة وأناشيدها الخادعة..ولم تزهر تربتها سوى حشائش ضارة كلبلابٍ يعرش فوق صدورنا ولا يترك أمامنا من خيارات سوى لفح وجوهنا بماء نكتشفه صدفة في محفظة طفل..نتمسك به ..لكن الكثير من الأيدي تهفو اليوم لسرقته من إبريق ظمأنا.....فما هو موقعنا في حساباتهم؟!!..ونحن ندفع الفاتورة دماً رخيصاً لايأبه لنزيفه سوى مَن سَكَبه ..زيتاً لقناديل حرية حلموا بها...هل باتت المصالح الوطنية وفكرة الوحدة تقوم على أساس مذهبي ، بدلا من المصالح الاقتصادية والتاريخية؟ مالذي جمع بين ألمانيا عدوة الأمس وبين فرنسا وبقية دول أوربا؟ مالذي قرب بين بريطانيا وفرنسا وتاريخهما حافل بحرب عمرها مئة عام؟ ..لا اللغة ولا التاريخ، لا المذهب البروتستانتي الألماني الانجليزي ولا الكاثوليكي الايطالي الاسباني والفرنسي، إنما قوة الاقتصاد وتوحيده كقوة ضاربة في وجه القوة الأمريكية والصينيةـ الروسية الصاعدة خطراً كبيرق أحمر.
ــ أما غراب الخراب ..وئام وهاب..فقد رفع عقيرته المنخورة خوفاً من خطورة اهتزاز الكراسي المحصنة بقوة السلاح في بلاد رسمت سياساتها نيران مرصودة لحساب عيون تختال في معالم بيروت وتتبختر في جنوب لبنان محملقة بمنظار مقاومة حالمة تعربد بفعل ريح دمشقية أو طهرانية تحاصر الشهيق وتخنق الزفير..لكن المراهق بمحبة تفضح عري الشيخ وذيوله تسبح باسم الله وآياته..وباسمها يدعو لوحدة " اقتصادية سياسية بين العراق ولبنان وسوريا"!! ..كل يبحث عن نجاة أحلاف تعيش على أحلام الأسلاف..فيزدرد لعاب خيبتة الناطقة في حجارة حمص ودرعا وحماة وأخواتها..فلسان ثورتنا ولغتها..وحده القادر على إدارة دفة المركب...وإسقاط وحش الغابة السياسية في قفص عهرها....يخرج منتصراً لسوريا وشعبها ، ممزقاً معاهدات وحدات واهية الخيوط ، ليبني وحدة منسجمة مع بنية الوطن، مع حكمة التاريخ في الكتب الجريحة..
ــ باريس 13/5/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار