الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكاليات الفكر الإقتصادي التنموي /2

بشرى علي وهيب

2012 / 5 / 14
الادارة و الاقتصاد


إشكاليات الفكر الإقتصادي التنموي / 2


د / بشرى علي وهيب


طُرحت قضايا التنمية كأشكالات للفكر التنموي بعد ظهور النظام الاشتراكي كنظام عالمي نقيضاً للرأسمالية وقد برزت مختلف الإشكاليات ومنها إشكاليات يقف وراءها رغبة كل من النظامين السابقين – الرأسمالي والاشتراكي في إخضاع البلدان المتخلفة لتجاربه ومحاولته تعميم ظواهره النموذجية والمسلم بها لدفع هذه البلدان للإحتماء بمظلة فكره الإقتصادي وقد كانت كل إشكالات الفكر التنموي التي طرحت نفسها بمسميات مختلفة كانت في الأصل الوجه الآخر لمشكلة الخيار المبدئي بين الاشتراكية والرأسمالية ولاشك أن تلك الإشكاليات أخذت تتلاشى في ظل الضروف العالمية الجديدة وخضوع عملية التطور تحت ظل السوق الرأسمالية على صعيد الخبرة، التمويل ،التكنولوجيا، من خلال تعاظم دور الشركات المتعددة الجنسية tncs وصندوق النقد الدوليimf والبنك الدوليifc ومنظمة التجارة العالميةwto ، وبعد غياب الإتحاد السوفيتي كحليف إقتصادي وعسكري للدول النامية وأنخراط السوق الاشتراكية واستيعابها لقوانين النظام الرأسمالي العالمي وفي ظل زخم العولمة وماتبعها مكن سياسات الإصلاح والتكيف الهيكلي والانفتاح نحو الأسواق الخارجية ورفع أو تخفيض الحواجز المؤسسية التي كانت تعترض التجارة والاستثمارات من الإجراءات التي توافق المبادئ والقوانين الجديدة للإقتصاد العالمي التي طبقت من قبل البلدان النامية عند شعورها أي هذه البلدان بعدم قدرتها على تحقيق التنمية في ظل اقتصاديات مغلقة خاصة بعد أن خسرت هذه البلدان عقودا طويلة من الزمن ضاع من خلالها الجهد والموارد وهي تلهث وراء تحقيق مايسمى بالتنمية المستقلة ،
لقد كان لدولية التنمية (كمفهوم وكهدف )دورا أساسيا في تغذية الفكر التنموي وخاصة في العالم النامي بنظريات وسياسات إستخدمت أدوات ونظريات التحليل الإقتصادي الرأسمالي تارة والاشتراكي تارة أخرى فكان لذلك الإستخدام أثارا إيجابية وسلبية حيث تمثلت الآثار الإيجابية بإثارة الوعي التنموي لدى هذه البلدان بضرورة مناقشة قضاياها، في حين تمثلت الآثار السلبية بتعقد هذا الموضوع وتشابكه ودخوله في متاهات إختيار الوجه المناسب للتنمية ،
فبعد أن كان هذا الموضوع يتم النظر اليه في إطار الفكر الرأسمالي وبعيدا عن الظروف الدولية المحيطة أصبح قضية عالمية تدرس في إطار العلاقات الدولية بين التشكيلات الإجتماعية المتخلفة والتشكيلات الاجتماعية المتطورة . ومن هنا جاءت نسبية هذا الموضوع بعد أن كان النظر اليه يتم من زاوية إقتصادية بحتة إتخذ بعد أن أصبح مفهوما عالميا إتخذ أبعادا سياسية وعسكرية ،
ومن هنا جاء القول بتعدد أبعاده وتشابكها بعد أن كان السبيل اليه يتم في ظل نهجية الاقتصاديين الرأسماليين (التنمية النمط )فأن نهاجية ووجهات نظر المنظرين الاشتراكيين كانت بالتضاد مما طرحه المنظرون الرأسماليون وقد أخذ ذلك المنحى الإقتصادي شكل الصراع التجريدي بين النموذج الراسمالي والنموذج الاشتراكي دون أن يأخذ ذلك الصراع ظروف البلدان المتخلفة وبقيت معظم النظريات والنماذج والدراسات عن أشكال ومضامين التنمية السابقة .لقد ولدت محاور فكرية مختلفة أثرت في مسائل الإغتراب النظري والتحليل العلمي لذلك الإفتراق بين المنهجين كان وسط ذلك لابد من التفكير الجديد بنظرية جديدة للتنبوء بالاتجاهات الاقتصادية وموقع خطط التنمية في البلدان النامية موقعها من تلك الاتجاهات لإعطاء رؤية واضحة يبنى عليها نوع وشكل تلك التقديرات ،
هامش / يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط


.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم




.. د. أحمد غنيم لخالد أبو بكر: كلما تقدمت الدول كلما تحولت من ا


.. كل يوم - د. أحمد غنيم :الدولة تقدم الدعم النقدي لأصحاب المع




.. د. أحمد غنيم لخالد أبوبكر: الظروف الاجتماعية والتضخم يحولان