الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النكبة الفلسطينية في ذكراها المتجددة

حسين عوض

2012 / 5 / 14
القضية الفلسطينية


يحيي الشعب الفلسطيني هذا العام في الخامس عشر من ايار الذكرى الرابعة والستين للنكبة حيث تم تهجير الف وثلاثمائة قرية ومدينة فلسطينية, ووصل عدد المهجرين الفلسطينيين عام 1948 إلى 750 الف, وارتكبت العصابات الصهيونية (الهاغانا وشتيرى الارهابيتين) ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني كانت مذبحة دير ياسين في التاسع من نيسان عام 1948 ذهب ضحيتها 245من الرجال والنساء والاطفال.
يمثل الخامس عشر من ايار في الذاكرة الفلسطينية حدثا تاريخيا مؤلما لأبناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده, يحملون هموم الوطن الأرض والزيتون, ومفتاح الدار وذكريات الآباء والأجداد, وتجديد العهد والوفاء لفلسطين.
قامت إسرائيل على مساحة تقدر 78 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية عام 1948 بعد أن قتلت خمسة عشر الف فلسطيني, وما يزيد على ثلاثين مذبحة موثقة حدثت بحق الفلسطينيين ودمرت خمسمائة قرية فلسطينية, وتعرض الشعب الفلسطيني للكثير من المحن والمآسي على مدار العقود الماضية من مؤامرات عربية اضعفت فصائل العمل الوطني الفلسطيني, بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي, وبالرغم من ذلك رفض الفلسطينيون سياسة الذوبان ومشاريع التوطين والتجنيس, والحلول السلمية والاتفاقات التي تنتقص من الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني, وفي مقدمتها حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها بالقوة, ويعتبر قيام دولة إسرائيل امتدادا للسياسة الاستعمارية الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية للهيمنة على ثروات وخيرات المنطقة.
لقد واجه الشعب الفلسطيني على مدار اربعة وستين عاما الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة على القدس الشرقية والمسجد الأقصى, واعتداءاته على الكنائس والمساجد والمقابر, وممارسته لسياسة الاعتقالات والاعتداءات المتكررة, وسياسة التمييز العنصري
درس العديد من المؤرخين حالة القرى العربية التي هجر اهلها, والتي تم تهويدها واخلائها جراء اعمال العنف والقتل, تؤكد على المسؤولية الكاملة بسقوط اسطورة المخطط الذي قال عنه اهارون زيسلينغ المكلف بالزراعة في اجتماع وزاري إسرائيلي في 17 تشرين ثاني عام 1948 يقول: لم استطع النوم البارحة إن ما يجرح روحي وروح عائلتي وارواحنا جميعا ... يتصرف اليهود الآن مثل النازيين, وهذا يفجر كياني.
كما اوضح المؤرخ الإسرائيلي ايلان بابي من جامعة حيفا في عنوان أحد كتبه حول موضوع (التطهير العرقي لفلسطين) وهجرة ونزوح ثلثي الشعب الفلسطيني أي حوالي750 الف لاجئ واحتلال ما يزيد عن 85 بالمئة من اراضي فلسطين التاريخية, وقد تم جلب يهود العالم واقاموا في المدن والقرى الفلسطينية.
يذكر بن غوريون في مذكراته يوم 14 تموز 1949 أن ابا إيبان نصحه أن لا يلهث وراء السلام, وتكفي اتفاقات الهدنة (لأننا إذا ركضنا وراء السلام فان العرب سيطالبوننا بالثمن, والثمن هو تحديد الحدود أو عودة اللاجئين أو الأثنين معا).
امتدت معاناة الشعب الفلسطيني إلى ما بعد النكبة عام 1948 لقد اقدمت إسرائيل على الغاء الهوية الفلسطينية بمعنى أن تصبح القضية الوطنية (قضية لاجئين) لا حقوق لهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم في فلسطين, وتقوم إسرائيل بتطبيق سياسة الابارتهايد ويعتمد الابارتهايد الإسرائيلي على سلسلة من المستوطنات التي تقيمها في الضفة الفلسطينية, وعملت إسرائيل على تعديل قانون المواطنة... والولاء لإسرائيل, وعملت على الغاء احياء يوم النكبة في فلسطين كل ذلك من اجل أن تتحول إسرائيل إلى دولة يهودية.
يبدو أن هناك العديد من النكبات التي مرت على الشعب الفلسطيني بدءا من تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية عام 1897 مرورا بوعد بلفور عام 1917 وهو المشروع الذي ينص على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين التاريخية ومعاناة اربعة وستين عاما ...الخ.
قامت إسرائيل بتوزيع الأراضي العربية المصادرة على العائلات اليهودية, ووضعت قانون يحرم على العرب السكن في البلدات اليهودية, وتمارس إسرائيل التمييز العنصري وتخشى من الخطر الديمغرافي التي يهدد وجودها.
هناك العديد من الدراسات التي تكشف زيف وتضليل الرواية الإسرائيلية حول دولة إسرائيل ارض بلا شعب لشعب بلا ارض الاكذوبة التي تأسست عليها ابشع جريمة في التاريخ الحديث وصدقها العالم الغربي.
لقد اورد المؤرخ الإسرائيلي ايلان بابي مقتطفات من الأرشيف الإسرائيلي الرسمي والخاص اكد من خلالها بن غوريون على ضرورة تدمير القرى الفلسطينية بحرقها أو تلغيمها, وعلى ضرورة سحق كل مقاومة فلسطينية, وطرد الفلسطينيين خارج الحدود.
يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية القانونية والاخلاقية اتجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والسياسية, وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية, والدول الأوروبية وبالتحديد بريطانيا التي ساهمت في تشجيع الهجرة إلى فلسطين, واستمرت في دعمها وتأييدها للاحتلال الإسرائيلي, كما أن النظام الرسمي العربي يتحمل المسؤولية الأكبر.
إن التغيرات التي جرت على القضية الفلسطينية بدءا من الخروج من بيروت في 21 اب عام 1982, وتفكك وسقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991, واتفاق اوسلو سيء السمعة والصيت عام 1993لم يحبط أمال الشعب الفلسطيني بالرغم من القتل والتشريد والابعاد التي تمارسه حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
إن من اولويات الحقوق الفلسطينية هو حق العودة, وهو حق تاريخي وقانوني, وهو حق فردي لكل لاجئ فلسطيني مكفول بالقانون الدولي بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والصادر عام 1948 والقاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واملاكهم التي طردوا منها بالقوة.
تعتبر القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي, وتعتبر قضية العرب الأولى من المحيط إلى الخليج, وربما يتطابق هذا القول إلى حد ما مع الانتصارات التي حققها وسيحققها الربيع العربي.
من ابرز الاضرار التي اصابت القضية الفلسطينية وتراجعها على المستوى الإقليمي والدولي (اتفاق اوسلو عام 1993) والانقسام الفلسطيني والسياسة المتبعة من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس في غزة, أدى ذلك إلى مفاوضات عبثية نتج عنها مضاعفة المستوطنات ونهب الأراضي الفلسطينية, وهذه الاضرار لا تلغي الجهود التي بذلت في استحقاقات ايلول في العام الماضي من اجل اعتراف العالم بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967, ولكن سرعان ما ذهبت هذه الجهود هباء بعد دعوة السلطة الفلسطينية إسرائيل للتفاوض ثانية.
من ابرز المهمات المطروحة على القيادات الفلسطينية:- انهاء حالة الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة, واستعادة الوحدة الوطنية, ودعم مطالب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وضع استراتيجية فلسطينية تتجاوز كل السياسات السابقة التي ثبت فشلها, والتي اعاقت النضال الوطني الفلسطيني.
اعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على اسس ديمقراطية سليمة, وتعزيز دور الشباب والمرأة في هذا المجال.
إن استمرار القيادة الفلسطينية في سياسة التفاوض بالشروط المذلة مع إسرائيل هو ضياع والتفاف على الحقوق الفلسطينية.
استفتاء الشعب الفلسطيني حول أية قضايا مصيرية تتعلق بالوضع الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
الدعوة لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة بموجب القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا