الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية الطائفة و الحزب !!

حيدر محمود شاكر

2012 / 5 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كلمتان احداهما نقيض للاخر، لا تربط بينهما اي صلة قرابة إلا في العراق!
الساسة أصدروا لهما هوية احوال مدنية وجواز سفر، في براءة اختراع كتبت لهم، ففي العراق لا يوجد معنى للديمقراطية سوى في: الطائفة والحزب!
في العراق كل شيء لا يخضع للديمقراطية ما عدا هذه الكلمتين، فقد أجلسهما القادة السياسيون على كرسي ثابت تحت قبة من خيوط العنكبوت.
وما بين مطامعهم السياسية وتطبيقهم للديمقراطية، وقفنا نحن الشباب نتطلع الى حقنا في التعبير عن الرأي، في التغيير، الحرية، العصر الجديد، تقرير المصير، الحياة، الموت، البداية، النهاية.... الحلم!
وفي محاولاتهم لتثبيت دعائم الديمقراطية في العراق الجديد، صنعوا (برلمان الشباب)، وقالوا: هذا برلمان للشباب، فلتسعدوا أيها الشباب ولتمرحوا، هيا تعالوا الى البرلمان... تحت قبته ستجدون الحرية، الابداع، الانطلاق، كل ما تريدونه! وجاء الشباب، من رحم احزابهم وتياراتهم! فقد أختاروهم اختيارا ليعبروا عن ديمقراطية أحزابهم وديمقراطية طائفيتهم وجعلوا منهم قادة للشباب في الاعلام، في كل الامور، فهم المفضلون في كل المواقف، لانهم جاءوا من رحم الارادة الديمقراطية لبناء عراق جديد.
هؤلاء المختارون من القادة الشباب، يعرفون جيدا مواعيد الساسة الكبار، من سيذهب منهم الى الخارج، من سيكون الرئيس الجديد للبرلمان، ماهي الامتيازات التي سيحصل عليها من ملابس جديدة وربطة عنق يتباهون بها، غافلين، متناسين همومهم كشباب، احلامهم، تطلعاتهم، بعيدين عن أقرانهم ممن يلتحفون الارصفة، ويتقاسمون خبز الجوع، ويبيعون أحلامهم على عتبات العبوات الناسفة وهم في طريقهم الى البحث عن فرصة (حلم) العمل!
ينتظرون الكبار، كيف يخططون لهم، ماذا يعدون لهم، وكأنهم قطع شطرنج تحركها أصابع ماهرة تسعى وراء الفوز بأقل عدد ممكن من الحركات.
هل هذه ما يسمونها ديمقراطية للشباب؟
هل نحن مجتمعات تمارس ديمقراطيتها حقا؟
هل لنا دور – كشباب – في صنع ديمقراطيتنا؟
نحن كشباب، تحددت أتجاهتنا ما بين صخب الحياة وعنف الواقع، حياتنا مليئة بلائحة طويلة من الطلبات والمصاريف والثقافات الجديدة ما بين هادمة وبناءة، نصطدم بالواقع الاليم الذي يكشر عن أنياب الارهاب ليأخذ في كل يوم قطعة من جسدنا الشبابي المفخخ دوما بالامل وحب الحياة.
يا ترى ما هو التغيير الذي نسعى اليه؟ كيف نعيد التوازن لحياة الشباب اليوم، بعد ان ضاع وسط صخب أطماع الساسة الكبار والاحزاب وعبث الطائفية وجنون العنف وعشرات من العناوين التي تحاصرنا وتخنق الحياة فينا؟
بحثنا عن الديمقراطية التي تقول حكم الشعب للشعب، فاذا بنا أمام ديمقراطية حكم الحزب للحزب!
لم نجد الديمقراطية في أزقة الحكومة ودهاليزها، وجدنا أنفسنا وجهنا لوجه مع الخدعة!
مشكلتنا – كشباب – ، أننا ننتمي الى مجتمعات حبلى بالعنف، ودوما لديها عسر ولادة!
مجتمعات لم تألف التفكير، لم تفهم معنى الاختيار، لم تمارس تجربة أن تكون حرة، حرة في ابداء رأيها، حرة في التعبير عن ذاتها، حرة في اختيار مفردات حياتها، مجتمعات أجترت ماضيها فبأس حاضرها وجاء مستقبلها هزيلا يتأرجح ما بين الخوف والقهر، كأمنية مصلوبة على قارعة الزمن
تنتظر من يطلق حريتها!
مأساتنا – كشباب – ان الجميع ابتداء من اسرنا ومرورا بمدارسنا وجامعاتنا ومناهجنا الدراسية وانتهاءا بحكوماتنا، علمونا ان نجيد فن الصمت، وفن الاستسلام للقدر، وفن ذبح أحلامنا أذا لم نلبسها لبوس الرق!
نعم، نحن ننتمي الى مجتمعات الصم والبكم، لم يعلمنا أحد ماذا يعني أن تكون لدينا القدرة على التفكير، على الابداع، على الحلم، حتى نتمكن من أن نكون قادة المستقبل.
لذلك فأني اعتقد أن أزمة الديمقراطية في مجتمعاتنا، هي نفسها أزمة الانسان!
أزمة رؤية.. أزمة فكر.. أزمة حب!
ما نحتاجه نحن الشباب العرب، هو هذا ، أن نتعلم كيف نفكر.. كيف نحب.
لو أجدنا هذين الفنيين (فن التفكير وفن الحب)، سنصبح قادة لمجتمعاتنا، قادة للعالم، وبالتالي قادة للديمقراطية. ولن نحتاج الى (برلمان للشباب) تصنعه لنا الاحزاب، او ديمقراطية تتمخض عن رحم الطائفية.
أكاد أرى شمس ذلك اليوم الذي سنعلم فيه صغارنا كيف يحبون وكيف يفكرون.. على أرض تحكمها ديمقراطية لم تأتي من اروقة حكومة أو دهاليز أحزاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج