الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة جدا

حسين رشيد

2012 / 5 / 14
الادب والفن


قصة قصيرة جدا
حسين رشيد
إجهاض
منذ أيام عدة تغير الحال، وظل ثابتا على شكل التغيير. فنصف الأرض مضاء بنور الشمس، والنصف الأخر معتم بشكل تام. والغريب بالأمر أن النصف المضاء هو الذي يشكو من قلة شروق الشمس، والنصف المظلم، ذلك الذي اعتاد أهله خيوط الشمس وأشعتها الذهبية، حيث كانوا يترقبون وقت الغروب مثلما يترقبون وقت الشروق.
الشمس بدورها مستغربة والقمر ذات الشيء، وباقي الكواكب السيارة وغير السيارة. حتى الأنجم والنيازك والمجرات الكل مستغرب، وهو يستعلم مذهولا عن سبب وقوف الأرض هكذا بدون سابق إنذار.
حينذاك كانت الأرض تصنع من أنهارها حبلاً يلفها أكثر من مرة، ومن الأشجار وتداً كبيراً طويلا وقوياً، وسط ذهول سكانها، الذين ارتابوا كثيرا، فاخذوا بالدعاء والتوسل، وإقامة كل صلوات الأديان. حتى أنهم يبدلون ديناً جديداً كل وقت، ظنا منهم انه الصحيح والمنجي من الهلاك.
بعضهم يترقب وهو يقول، هي آخر أوقات الانتظار، فما هي ألا أيام أو ساعات ويظهر المخلص والمنقذ. والأرض تعمل بهدوء، حيث ربطت كل الأنهار مع بعضها، كذلك جذوع الأشجار، ولم تبقَ سوى لحظة التنفيذ، حيث تدور الأنهار حول وسطها وتشدها بقوة، وتعلقها بأعلى الوتد، لتشنق نفسها بنفسها.
مع لحظات الترقب والانتظار والصلاة والدعاء وامتزاج الخوف والهلع بكل الأشياء، دوى صوت في فضاء الكون السحيق ( لقد مللت الأبناء غير الشرعيين في جوفي)، وما أن انتهى صدى ذلك الصوت، حتى تطايرت أجزء ذلك الوتد في كل الأرجاء، وتساقطت مياه الأنهار قطرات مطر احمر على كل أجزاء الكون، أذا انشطرت الأرض شطرين، مجهضة بكل الأبناء غير الشرعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي